الولايات المتحدة تتحرك خلسة.. وتتسلل لتثبيت أقدامها في ليبيا

غدت شركة أمنتوم (Amentum) الأمريكية، وهي مجموعة عسكرية خاصة تضم آلاف الجنود، وتأسست عام 2020 وسرعان ما رسخت نفسها كخليفة للشركة العسكرية DynCorp، وذلك بفضل تعاونها مع وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والوكالات بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية، وتدريبها القوات الأمنية في مناطق الصراع مثل العراق وأفغانستان، واحدة من أكثر أدوات السياسة الخارجية الأمريكية تأثيراً، خاصة في مناطق الصراع عالمياً.
وقد تدخلت شركة أمنتوم وقدمت الدعم العسكري والأمني في شؤون العديد من الدول الإفريقية، وفي الوقت نفسه عبّدت الأرضية لترسيخ النفوذ الأمريكي في هذه الدول، وبحسب ما أقرت به الشركة فإن وزارة الدفاع الأميركية خصصت 165 مليون دولار لها لتعزيز الأمن القومي في إفريقيا.
كما وقعت شركة أمنتوم عقدا تحت عنوان الحفاظ على السلام في إفريقيا، لتدريب القوات المسلحة في بنين وبناء قواعد عسكرية للجيش الصومالي، بالإضافة إلى عقود تصميم وهندسة وبناء قواعد عسكرية في هذا البلد، كما وقعت شركة أمنتوم عقداً مع وزارة الدفاع الأمريكية لمواجهة التهديدات البيولوجية والمختبرية في العديد من البلدان الإفريقية.
وعلى الرغم من أن الشركة ثبتت أقدامها إلى حد ما رسمياً في بنين والصومال، إلا أن عملياتها في ليبيا كانت أقل شفافية وكانت تتم في الظل حتى حظيت باهتمام وسائل الإعلام، ودخلت قوات هذه الشركة الأمريكية، بالتعاون مع وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين، إلى قاعدة معيتيقة الجوية في العاصمة الليبية طرابلس، مطلع شباط الماضي، بذريعة تطوير القاعدة.
بالتزامن تجري الولايات المتحدة مشاورات واسعة النطاق مع السلطات الليبية خلف الكواليس، سواء تلك المسيطرة في غرب أو شرق البلاد، وخاصة في المجال العسكري لهذا البلد.
ومؤخراً، أفاد موقع Africa Intelligence الإخباري التحليلي أن “الدبيبة” رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الليبية، كلف شركة أمنتوم بهيكلة جيش البلاد وتنظيم قوام القوات المسلحة الليبية بعد انضمام العديد من الفصائل المسلحة لها.
ويأتي ذلك، بالتوازي مع أنباء أخرى غصت بها المواقع الإعلامية، من بينها تفقّد الملحق العسكري الأمريكي في ليبيا لعدد من الوحدات العسكرية بهدف الإشراف على طرق الدعم في المجالات التعليمية المختلفة، وكذلك سبل مشاركة الجيش الليبي في المناورات و التدريبات السنوية التي تقام في إفريقيا، وهي غيض من فيض لما  يُشير إلى محاولة امريكا ترسيخ أقدامها في ليبيا.
وفي الوقت نفسه، سارعت السفارة الأمريكية في ليبيا، تحسباً من ردود فعل الرأي العام، إلى تفنيد أنباء تدريب فصائل مسلحة من قبل شركة أمنتوم الأمنية نيابة عن الحكومة الأمريكية في صفحتها على “اكس”، وادعت أن الشركة المذكورة مجرد شريك تنفيذي في برنامج مساعدات دولية وهو برنامج لمكافحة الإرهاب تابع لوزارة الخارجية الأمريكية.
وبالتزامن ايضاً، أكد مندوب روسيا في اجتماع الأمم المتحدة يوم 16 نيسان على وجود هذه الشركة الأمريكية في ليبيا و دورها في تدريب الجماعات المسلحة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار