اكتشاف مصدر غذائي قد ينقذ البشرية حال نشوب حرب نووية

تشرين:
بدأ باحثون في دق ناقوس الخطر من جديد بشأن مخاطر الشتاء النووي، إذ يمكن أن يؤدي سيناريو الحرب النووية الشاملة إلى تقليص المحاصيل في جميع أنحاء العالم، نتيجة غياب الشمس مع درجات حرارة شديدة البرودة.
فقد تمكن فريق دولي من الباحثين من اكتشاف مصدر غذائي جديد قد ينقذ البشرية في حال نشوب حرب نووية، ووجد الفريق أنه يمكن لمزارع الأعشاب البحرية الشاسعة، أن تساعد في إنقاذ حياة ما يصل إلى 1.2 مليار شخص.
وحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، يقدر الفريق أنه يمكن زراعة 33.63 طناً من عشب البحر الجاف أو الأعشاب البحرية كل عام، على مساحة متواضعة من سطح المحيط وبميزانية معقولة.
وقال المعد الرئيسي للدراسة عالم البيئة الدكتور فلوريان أولريش جين: إذا كنت تستخدم المناطق الأكثر إنتاجية، فستحتاج إلى نحو 416 ألف كيلومتر مربع من المحيط.
وتعاون الدكتور جين، قائد علوم البيانات في التحالف الذي يتخذ من كولورادو مقراً له لتغذية الأرض في حالات الكوارث (ALLFED)، مع قسم علوم المحيطات والسواحل في جامعة ولاية لويزيانا، وعالم فيزياء فلكية ألماني، وعلماء من كل من تكساس والفلبين في مشروع البحث.
وقال جين: إن التكلفة الاقتصادية لهذا البرنامج المكثف لتوفير الغذاء للمليارات خلال فصل الشتاء النووي القاسي، ستكون أقل من البرامج الأمريكية الناجحة السابقة.
واستفادت دراستهم، التي نُشرت في مجلة Earth’s Future””، من النماذج المناخية المحيطية للتغيرات الدراماتيكية التي من المقرر أن تحدث وسط شتاء نووي حقيقي.
من جانبها، قالت الدكتورة شيريل هاريسون المعدة المشاركة في الدراسة: عندما يبرد سطح المحيط، تصبح المياه أكثر كثافة، لذا تغوص، ما يؤدي إلى الدورة العمودية، مضيفة: ستكون النتيجة عبارة عن عملية تشبه الحمل الحراري من شأنها أن تدفع المياه الغنية بالمغذيات من أعماق المحيط إلى السطح، ما يؤدي إلى تسميد المناطق اللازمة لبرنامج الزراعة المائية الضخم هذا بشكل فعال.
وأوضحت هاريسون، أن هذه العملية تم توثيقها جيداً خلال أشهر الشتاء عند خطوط العرض العالية، لكن الشتاء النووي من شأنه أن يجعل الدورة أقرب إلى خط الاستواء.
وقالت هاريسون: في الشتاء النووي، يظل الجو بارداً لسنوات، لذلك يستمر في التحرك، ما يؤدي إلى إثارة المياه العميقة والمواد المغذية هناك. ونظراً لأن الجو مظلم وبارد، فإن هذه العناصر الغذائية لا تستهلكها العوالق النباتية بسرعة، وهي الطحالب التي تشكل قاعدة الشبكة الغذائية في المحيط.
وأضافت هاريسون: إن المشروع يحتوي أيضاً استخدامات أقل خطورة وأسوأ السيناريوهات، مشيرة إلى أنه يمكن أن يكون أيضاً بمنزلة مساعدات إنسانية في أعقاب الاضطرابات المحتملة في سلسلة الإمدادات الغذائية العالمية.
وتعمل المزيد من خضروات المحيط الصديقة للإنسان، مثل الأعشاب البحرية، بشكل جيد في هذه الظروف، ما يجعلها مصدراً غذائياً بديلاً رائعاً.
ويقدر الباحثون أن مزارع الأعشاب البحرية ستحل مكان 15% فقط من الغذاء الذي يتناوله البشر حالياً، ولكن سيتم إعادة توجيهها في الغالب إلى أعلاف الحيوانات وإنتاج الوقود الحيوي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار