قد يشكل ثورة في معالجة المرض الفتاك.. ذئاب«تشيرنوبيل» المتحولة تعدل نفسها وتقاوم السرطان
تشرين:
أظهرت دراسة، أن الذئاب المتحولة التي تجوب منطقة تشيرنوبيل المحظورة الخالية من البشر، طورت جينومات مقاومة للسرطان، وتمكنت الذئاب من التكيف والنجاة من المستويات العالية من الإشعاع، وهو الاكتشاف الذي قد يساعد البشر في مكافحة المرض الفتاك.
وكانت عالمة الأحياء التطورية وعالمة السموم البيئية، في مختبر شين كامبل في جامعة برينستون، كارا لوف، تدرس كيفية تطور الذئاب المتحولة للبقاء على قيد الحياة في بيئتها المشعة.
وقالت كارا لوف في دراستها التي عرضتها الشهر الماضي، خلال الاجتماع السنوي لجمعية البيولوجيا التكاملية والمقارنة في مدينة سياتل الأمريكية: إنها ذهبت مع زملائها في عام 2014 إلى داخل منطقة تشيرنوبيل المحظورة، ووضعوا على الذئاب البرية أطواق نظام تحديد المواقع «GPS»، المجهزة بمقاييس الجرعات الإشعاعية.
كما قاموا بأخذ عينات دم من الحيوانات، لفهم استجاباتها للإشعاع المسبب للسرطان، وفقاً لبيان نشرته جمعية البيولوجيا التكاملية والمقارنة.
وأشارت لوف إلى أنه باستخدام الأطواق المتخصصة، يمكن للباحثين الحصول على قياسات في الوقت الفعلي لمكان تواجد الذئاب ومقدار الإشعاع الذي تتعرض له.
ووجد الفريق، أن الذئاب تمكنت الذئاب من التكيف والنجاة من المستويات العالية من الإشعاع، وقد غيرت جهاز المناعة لديها، على غرار مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي، بالإضافة إلى حدوث تغيرات جينية لديها يبدو أنها تحمي من السرطان.
ويأمل الفريق، أن تحدد الدراسة في نهاية المطاف هذه الطفرات الجينية التي يمكن أن تزيد من احتمالات مكافحة السرطان لدى البشر.
واكتشف الباحثون أن الذئاب تتعرض لـ 11.28 مليريم من الإشعاع يومياً طوال حياتها، أي أكثر من 6 أضعاف حد الأمان القانوني للبشر، لافتين إلى أن أجهزة المناعة لدى ذئاب “تشيرنوبيل” تبدو مختلفة عن تلك الموجودة في الذئاب العادية، على غرار تلك الموجودة لدى مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي.
وبينت كارا لوف في دراستها، إلى مناطق معينة من جينوم الذئب تبدو قادرة على مقاومة زيادة خطر الإصابة بالسرطان، حسبما جاء في البيان.
وقد يكون هذا البحث أساسياً، لدراسة كيف يمكن للطفرات الجينية لدى البشر أن تزيد من احتمالات النجاة من السرطان، وهو ما يقلب السيناريو على العديد من الطفرات الجينية المعروفة، مثل «BRCA»، التي تسبب السرطان.
وتعدّ نتائج الدراسة ذات قيمة، خاصة بعد أن اكتشف العلماء أن الذئاب تقاوم السرطان بشكل مشابه للطريقة التي يفعل بها البشر، أكثر من فئران التجارب.
وهجر البشر المنطقة، بعد أن أدى الانفجار إلى تسرب الإشعاع المسبب للسرطان إلى البيئة، وتم إغلاق منطقة مساحتها 1000 ميل مربع لمنع المزيد من التعرض البشري.
لكن خلال ما يقرب من 38 عاماً منذ وقوع الكارثة النووية عام 1986، عادت الحياة البرية إلى المنطقة، بما في ذلك قطعان الذئاب التي يبدو أنها لم تتأثر بالتعرض المزمن للإشعاع.