في مؤتمر صحفي مشترك.. المقداد: نحن نملك تحديد اللحظة التي ستجعل كل قوات الاحتلال تنسحب وتعود كما أتت.. عبد اللهيان: أمن المنطقة يعتبر هاجساً مشتركاً لسورية وإيران

تشرين: هبا علي أحمد – بارعة جمعة:

التقى وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد اليوم نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مبنى وزارة الخارجية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب اللقاء أكد الدكتور المقداد، على أن الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلالين الأمريكي والتركي على الأراضي السورية جرائم ضد الإنسانية ويجب محاسبتهما عليها، في حين أكد عبد اللهيان أن مفتاح عودة الأمن المستدام في المنطقة هو وقف العدوان على غزة.
وقال الدكتور المقداد: إن الوفد الإيراني  أجرى مباحثات مطولة ومفصلة مع السيد الرئيس بشار الأسد تناولت جميع التطورات في المنطقة وخاصة الصمود البطولي لأهلنا في قطاع غزة، لافتاً إلى تطابق وجهات النظر بين البلدين في الدعم الذي يجب أن يقدم لأهلنا في قطاع غزة بوجه الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي من تهجير وقتل للنساء والأطفال.
وأشار المقداد إلى أن الرأي العام العالمي مُطلع على ما يرتكبه الاحتلال الغاصب في غزة من جرائم حيث تعرّت “إسرائيل” على حقيقتها منذ قيامها وإلى اليوم، ومُطلع على المعارك البطولية التي تخوضها المقاومة الفلسطينية في غزة إلى جانب الشعب الفلسطيني، كما بات العالم يعرف لماذا نقف نحن في الدول العربية والإسلامية وكل العالم مع الشعب الفلسطيني ضد كيان الاحتلال؟.
ونوّه المقداد إلى تزامن الزيارة مع الذكرى الـ٤٥ لانتصار الثورة الإسلامية في إيران بما شكلته من تأثير دولي وإقليمي، والتي أثبتت أنها مترسخة في ضمير ووجدان الشعب الإيراني.
بدوره، قال عبد اللهيان: بحثت مع الرئيس الأسد آخر التطورات في المنطقة والمواضيع الإقليمية والدولية وتبادلنا وجهات نظر بلدينا في هذا الخصوص، كما بحثت مع الدكتور المقداد ضرورة متابعة الاتفاقات التي تمّت بين رئيسي البلدين، مضيفاً: هناك إرادة لدى قيادتي بلدينا لتحقيق تقدم لافت في التعاون بمختلف المجالات  الاقتصادية والتجارية والصناعية والسياحية.
ووجّه عبد اللهيان دعوة خطية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى الرئيس الأسد للقيام بزيارة رسمية إلى إيران، لافتاً إلى أن العلاقات بين دمشق وطهران تشهد مزيداً من التقدم والتطور بما يؤثر إيجاباً على التطورات الإقليمية، مديناً الوجود الأجنبي غير المشروع على الأراضي السورية، ومعزياً بشهداء العدوان الأمريكي الأخير على سورية.
وأوضح عبد اللهيان أن بلاده وقفت إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب، مؤكداً أن أمن المنطقة يعتبر هاجساً مشتركاً لسورية وإيران، وأنه لم ولن تبقى أي خطوة صهيونية في هذه المنطقة دون ردّ.
وشدّد عبد اللهيان، على أن مفتاح عودة الأمن المستدام في المنطقة هو وقف الإبادة الجماعية والجرائم الأمريكية- الصهيونية المشتركة ضد أهالي غزة والفلسطينيين، وأنه لا يمكن أن يكون الحل من خلال الحرب، فلا يوجد حل سوى الحل السياسي و الابتعاد عن الحرب ووقف الإبادة الجماعية في غزة وجرائم الحرب في الضفة الغربية، ومنع التهجير القسري لأهالي غزة إلى سيناء، ومنع تهجير أهالي الضفة إلى أجزاء من الأردن، لافتاً إلى أن إيران تُنسق مع قوى المقاومة للعمل على وقف الحرب، كما أنها ستبذل جهودها وبشكل فعال لوقف الإبادة الجماعية في غزة وفتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية.
وفي ردهما على أسئلة الصحفيين، قال المقداد: الحل في سورية يكون بانسحاب كل قوى الاحتلال (الأمريكي والتركي) غير الشرعية للأراضي السورية التي تنتهك القانون الدولي وترتكب جرائم ضد الإنسانية، فالاعتداءات الأمريكية المتواصلة إضافة إلى تدمير مدينة الرقة هي جرائم ضد الإنسانية ويجب أن تحاسب عليها، وتؤكد سورية دائماً أن أي احتلال سواء الأمريكي أو التركي للأراضي السورية سينتهي وهي تملك تحديد اللحظة التي ستجعل كل قوات الاحتلال تنسحب وتعود كما أتت، كما أن شعب سورية موحد حول ضرورة خروج تلك القوات من البلاد، ويملك إمكانيات للقيام بذلك.
وحول الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، أضاف المقداد: إن هذه الاعتداءات ليست جديدة وسببها مقاومة سورية المستمرة لكيان الاحتلال منذ بداية تشكله على الأراضي الفلسطينية وفي المنطق  العربية، موضحاً أن سورية تقاوم بكل الأشكال وليست بحاجة للإعلان عن الطرق التي تقاوم بها الاحتلال، وهي خاضت حروباً ضد الكيان العنصري الصهيوني وهي على استعداد لخوض الحروب ضده لكن هي تقرر متى؟ وكيف؟
وأكد المقداد أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان العربي السوري في مقدمة أولوياتنا، إلى جانب رحيل قوات الاحتلال الأمريكي من شرق سورية والاحتلال التركي من شمالها، فكل الاحتلال غير مشروع وسورية مستمرة بالمقاومة وجاهزة لدفع ضريبة تحرير أرضها.

من جهته، أوضح عبد اللهيان أن رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو سقط في مستنقع غزة ولا يريد إلا الحرب، في حين أن المجتمع الدولي وجميع الفاعلين في المنطقة والمقاومة الفلسطينية يؤيدون الحل السياسي، كما أن المقاومة حدّدت شروطها ومطالبها لوقف الحرب والحل السياسي، لافتاً إلى أن القرار الأمريكي وتخلي واشنطن عن ازدواجيتها من شأنه أن يُنهي الحرب.

ت – يوسف بدوي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار