“أكلة الفقراء” عصيّة عليهم .. قرص الفلافل بـ 500 ليرة والسندويشة بـ 8 آلاف

طرطوس – وداد محفوض:
ترتفع أسعار المأكولات الشعبية، ولا سيما الفلافل والمسبّحة والفتة والفول مع كل ارتفاع يطول أحد مستلزماتها، كالحمّص الحبّ والفول والزيوت واللبن وغيرها، لكن هذه المرة ازدادت بشكل مفاجئ وغير مبرر.
“تشرين” جالت على مطاعم طرطوس “للفلافل والحمص”، ورصدت الأسعار فيها، فبدت متفاوتة حسب المنطقة الموجود فيها المطعم، فسعر قرص الفلافل يتراوح بين 500 و 700 ليرة حسب حجمه، وكيلو الحمص السّادة من 20 إلى 22 ألف ليرة، وكيلو الفول السادة أيضاً وصل إلى 20 ألف ليرة، وسجّل كيلو المسبحة “الحمص الناعم بالطحينة” من 24 إلى 26 ألف ليرة، بينما اعتمدت بعض المطاعم البيع بالعلب لا بالوزن، وبذلك يتحكّم أصحابها بالسعر أكثر، لأن العلبة حسب وصفهم نصف كيلو، إلا أنها لا تتجاوز  400 غرام، و”الفتّة” سعرها غير محدد، وكل يبيع على هواه.
أما سعر سندويشة الفلافل فيتراوح بين 7 آلاف و 8500 ليرة بالخبز السياحي و9500 للسندويشة “الدبل”، وسندويش الصمون بـ9000 والصاج والخبز السياحي معاً بـ9500  ليرة.
“تشرين” التقت بعض أصحاب هذه المطاعم، فأكد أحدهم أن هذه المأكولات لطالما كانت “أكلة الفقير” لعقود طويلة،  ويستذكر  لوقت ليس ببعيد عدد حاملي الصحون أمام مطعمه، لتعبئتها بـ”المسبحة أو التسقية” أو الفول، وأقراص الفلافل بالكميات الكبيرة، وخاصة يوم الجمعة، لكن في هذا الوقت العصيب بات أشبه بالمستحيل رؤية ذلك مع انخفاض الإقبال بسبب غلاء الأسعار، وإن وجد فيكون لصنف واحد وبكميات قليلة.
فيما بيّن بائع آخر أن أسباب الغلاء ليست فقط أسعار المكونات الأساسية للفلافل أي “الحمص والبهارات الخاصة ” التي هي أيضاً أصبحت غالية الثمن والفول، بل أسعار الزيوت والخبز السياحي وانقطاع التيار الكهربائي وصعوبة تأمين البنزين والغاز وأسعارهما الكاوية والمتغيرة في السوق السوداء، وحتى الاشتراك بالأمبيرات المكلف، وإيجارات المحال، كل هذا مجتمعاً، أسهم في تضاعف الأسعار بنسب كبيرة.
ولفت أصحاب المطاعم إلى أنهم لا ينتظرون نشرة التموين ليقوموا برفع أسعارهم، أو ربما لا يلتزمون بها إلّا بلصقها في محالهم، خوفاً من أي شكوى تموينية فقط، حيث يقوم كلّ منهم برفع أسعاره كلّما اقتضت الحاجة لذلك.
أبو محمد رب أسرة استذكر وبأسى الأيام الرغيدة التي كان يعيشها، وأنه يخجل من أولاده، لأنه لا يستطيع إسعادهم ولو بـ”سندويشة فلافل”، وكيف أصبحت حياة المواطنين، كلّ يوم ومنذ بداية الحرب على سورية تسقط من قاموسهم “عادة أو طقساً” كان ملازماً لهم، حتى تحوّلت حياتهم إلى رحلة شاقة، كانت نهايتها خاسرة أمام هول الغلاء الذي يحيط بهم.
وأوضحت منال، وهي مدرّسة وربة أسرة، أن المأكولات الشعبية، ولا سيما الفلافل، الأكلة التي يحبها الجميع، والتي لازمت موائدنا سنين طوالاً، باتت مكلفة، أما “لمّة” يوم الجمعة التي تكلف اليوم أكثر من 60 ألف ليرة لعائلة مؤلفة  4 أشخاص وبتشكيلة بسيطة من هذه المأكولات، فباتت اليوم هي الأخرى “ذكرى نترحّم عليها”، بعد أن طال أسعارها الغلاء اليومي وطمع وجشع الباعة وتبريراتهم للغلاء بزيادة التكاليف وقلّة الربح، التي لا تفارق ألسنتهم دائماً.

مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس نديم علوش، بيّن أن أسعار المأكولات التي عُدّلت بتاريخ 17/9/2023 حدّدت سعر 3 أقراص من الفلافل بـ1000ليرة، وكيلو الحمّص الناعم بطحينة بنسبة %20 بسعر 24 ألف ليرة، أما الحمّص المتبّل بالزيت أو الطحينة مع “سيرفيس” وخبز سياحي “أوقية ونصف” بـ 10 آلاف ليرة والفول المسلوق السادة بـ 10 آلاف ليرة،  والمتبّل بالزيت بـ  15 ألفاً.
أما السندويش قياس عادي بخبز سياحي، فحدّد بـ 5 آلاف ليرة، والسياحي الكبير والصاج والصمون بـ 6 آلاف ليرة فقط.
وأكد علوش أن دوريات التموين، تقوم بشكل دائم ومكثف بالرقابة على المطاعم و ضبط أي مخالفة، لافتاً إلى ضرورة ترسيخ ثقافة الشكوى لكي لا يشعر المواطن بالغبن أو الاستغلال من قبل الباعة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار