التصحيحُ بمفرداتٍ جديدةٍ
لنكن أكثر قرباً في معاينتنا للواقع والوقائع.. ولنحاول التقاط الملامح الأكثر وضوحاً لمجريات “التصحيح الجديد” المستمر الذي يجري في بلدنا، تصحيحٌ على إيقاعِ الحروبِ والأزمات، بما أنه استحقاقٌ لانملك ولايمكن حتى تأجيله إلى آجال غير مسماة، وبما أن استهدافنا متواصل، ومتوالية الصراع على المنطقة برمتها لم تترك مساحات حقيقية للتفرغ كلياً للبناء.
ونظن أن أي متابع لن يحتاج إلى “منجمين” ومترجمين لمابين السطور، ليوضحوا أن كل التصويبات والتحديثات الجارية على القوانين، والمعالجات المستمرة في مختلف بنى مؤسسات الدولة هي أنصع صور التصحيح..
ومرسوم العفو الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد أمس، صدر بتاريخ السادس عشر من تشرين الثاني، أي في ذكرى الحركة التصحيحية “المجيدة بكل معنى الكلمة” وهل أفضل وأجمل وأنبل من مثل احتفاء كهذا بذكرى التصحيح؟
لقد تعلمنا من قسوة الحرب والاستهداف، أن العمل والبناء هو الرد الأبلغ على كل من تأبطوا شراً لسورية بلد الحضارات والخير والنماء.. ومنذ سنوات طوال توافقنا جميعاً على أن “الأمل بالعمل”.. والعمل المستمر هو التصحيح الجديد وهو الاحتفاء الأجمل بذكرى التصحيح.
فإن كان لا وقت ولاظرف مؤاتٍ للكرنفالات، لكن تبقى ثمة مساحة واسعة في ذاكرتنا – نحن السوريين – للاحتفاظ والتمسك – بإصرار – بذكرى انعطافات الارتقاء والنهوض التي وثّقها التاريخ الحديث لبلد قدره أن يكون دوماً في قلب الحدث.. ولعل مانفخر بتسميته الحركة التصحيحية إحدى تلك الانعطافات و التحولات الناصعة، من الارتكاس إلى النهوض.. والانطلاق نحو بناء دولة متعافية مؤثرة لتكون فعلاً “قلب العروبة النابض”.
لم نطلق العنان لمظاهر الاحتفاء بالذكرى.. لأن هنا أرضاً لنا تحترق.. وأشقاء يقضون تحت ركام بيوتهم ومشافيهم، باستهداف لعله الأكثر فظاعة في تاريخ البشرية، لم نحتفل لأن أميركا والكيان الصهيوني حولوا المنطقة إلى مجالس عزاء، ومن أعرافنا أنه “لاغناء في مجالس العزاء”..
لكننا سنقاوم ونكافح وننافح.. وتحدونا قناعة راسخة بأن “الأمل بالعمل”..