من إعلام العدو: حديث «الجيش» الإسرائيلي عن سير المعركة لا يعكس الحقيقة.. تنتظرنا سيناريوهات صعبة

تشرين – غسان محمد: 

كتب المحلل ناحوم برنياع في صحيفة «يديعوت أحرونوت»: إن حديث المؤسسة العسكرية عن سير المعركة في غزة، ليس وصفاً دقيقاً للواقع، وإنما مجرد أمنيات، وأضاف: الحقيقة هي أننا أمام قرارات صعبة وسيناريوهات إنهاء مؤلمة للمعركة، والانتصار ليس متوقعاً وما يُقال في هذا الخصوص لا يصف بدقة حقيقة ما يحدث في الجيش، وفي الميدان، ولا حتى في الحكومة.

وتوقع برنياع، أن يتعاظم الضغط الأميركي والعالمي، مع استمرار الحرب، بما يؤدي إلى تغيير مسارها، وإذا كانت المرحلة الحالية من الحرب ستستمر ثلاثة أشهر، فإن المرحلة المقبلة ستستمر لتسعة أشهر.

ورأى برنياع، أن «إسرائيل» والفصائل الفلسطينية ليستا اللاعبين الوحيدين في هذه الدراما، بدليل أن خطة الحكومة الإسرائيلية لإنشاء حزام أمني حول قطاع غزة، تتواجد فيه قوات إسرائيلية، تتناقض مع تصريحات واضحة لإدارة بايدن، التي تتحدث عن سيادة فلسطينية في قطاع غزة كله، وعن إعادة السلطة الفلسطينية إلى السيطرة في غزة.

واعتبر برنياع، أن استعداد نتنياهو للتوجه نحو السلطة الفلسطينية كان سيسمح لـ بايدن بصد الانتقادات من جانب الجناح اليساري في حزبه ومن جانب قادة عرب، لكن يبدو أن نتنياهو لا يمكنه أن يساعد بايدن، وحتى أنه لا يستطيع الكذب في هذا الموضوع، فأي حديث عن عملية سياسية من شأنه أن يجعل بن غفير وسموتريتش ينهضان من مضجعهما، وأن يخسر نتنياهو الحكم، وفيما يخص احتمالات المواجهة مع حزب الله، توقع برنياع، أن تكون هكذا مواجهة، معقدة جداً.

من جانبه، قال المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، إن الجيش الاسرائيلي يواجه مقاومة شديدة، ولا يزال بعيداً عن هزيمة المقاومة الفلسطينية، ويدرك وهو يحاول التقدم، أن تحركاته تنطوي على إصابات وقتلى في صفوفه، وأشار هرئيل إلى أن «الجيش» الإسرائيلي فرض تحت تهديد القوة هجرة جماعية على 900 ألف فلسطيني، في محاولة لتغيير نتائج الحرب.

وأشار هرئيل إلى ثلاث معضلات أساسية يواجهها الجيش الإسرائيلي في غزة: الأولى، أن التفوق العسكري لم يترجم على الأرض إلى استسلام المقاومة، وهذا لا يبدو أنه قريب أيضاً، والثانية أن الجيش الإسرائيلي لا يزال خارج جنوبي القطاع، والثالثة أن المعركة بدأت بتفوق هائل للمقاومة إثر هجوم طوفان الأقصى.