عندما يخذل المواطن الغابات ستكون النتائج مزيداً من التصحر.. ووقف إزالتها مرهون بتوفر المحروقات

تشرين – محمد فرحة:

ويمضي الحطابون بقطع الغابات الحراجية أملاً بشتاء دافئ، في ظل غياب المحروقات، مابات يهدد بإزالة هذه الغابات إن بقيت مخصصات التدفئة على خمسين ليتراً لشتاء بارد وشديد قد يطول أو يقصر.
فقد دقت مجموعة خبراء البيئة ناقوس الخطر حيال فشل حماية هذه الغابات وإنهاء إزالتها، حيث تحوّلت مساحات كبيرة من مواقعنا الحراجية إلى أرض جرداء قاحلة، بعدما كانت ملاذاً لكل الكائنات الحية من طيور وحيوانات ومراعٍ للمواشي، إذ ازدادت المساحات الجرداء خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية بشكل ملحوظ، وأن ترى خير من أن تسمع.
في هذه الأثناء يركّز العالم ويسعى إلى تنامي الاقتصاد الأخضر وهو اقتصاد يولد نمواً اقتصادياً في تحسين سبل العيش من دون أن يؤذي البيئة، مع الإشارة إلى أن البيئة السيئة تؤذي الاقتصاد فعلاً، لكن بالمقابل تعلمنا أيضاً أن السياسات البيئية الذكية فعلاً من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من الاستثمارات ومزيد من الإنتاج.
اليوم يركّز الخبراء المختصون في الشأن البيئي والزراعي على “تخضير” كل شيء، وهذا ما أكده  مدير الموارد الطبيعية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية الدكتور منهل الزعبي لـ”تشرين” أن التركيز اليوم على جعل جلّ اقتصادنا أخضر بات من الضروريات، ويبدأ من تحسين وترميم غاباتنا وينتهي بزراعة كل شبر متاح بأي محصول زراعي أخضر.
باعتبار أن الاقتصاد الأخضر يشمل ناحيتين في غاية الأهمية، الأولى النمو الاقتصادي، والثانية تحسين سبل العيش المتمثّل بتحسين الدخل جرّاء الزراعات الخضراء ولو من باب الاكتفاء الذاتي.
وأشار الزعبي إلى أن غاباتنا منذ سنوات تحت رحمة فؤوس ومناشير الحطابين في وضح النهار، وهذا مؤسف، لكن تحت تأثير حاجة البحث عن سبل للتدفئة.
من جانبه أوضح مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير أن التركيز على القطاع الزراعي يعني التركيز على الاقتصاد الأخضر، ما يشكل دخلاً  للمشتغلين فيه.
وأضاف: إن قطع الغابات لدرجة الإقصاء من وجه الأرض جريمة بحق الطبيعة والبشر، والحياة المستدامة، منوها بضرورة تقديم الدعم اللازم للمزارعين لتوسيع رقعة المساحات الخضراء، ما يسهم في النمو الاقتصادي وتحسين سبل العيش.
ولفت إلى أنه تمت مصادرة عشرات الأطنان من الحطب في أكثر من مرة، كان آخرها طرح مزاد لبيع ٢٧ طناً تمت مصادرتها، وهذه جريمة بحق الغابات، فبدلاً من التركيز على زراعة كل ما هو ممكن ومتاح، نجد البعض يقطع بلا رحمة.
أخيراً : إن التركيز على الاستثمار في الاقتصاد الأخضر من أجل تنمية مستدامة تحقق التوازن بين الاحتياجات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، هو الكفيل بإيجاد فرص عمل، فحماية الغابات تعزز دورها في جلب الأمطار، زد على ذلك فإنها تحدّ من زحف التصحر وتحافظ على التربة من الانجراف، لذلك يبقى الاقتصاد الأخضر توزيع غنى لا توزيع فقر، فمزيد من النمو الاقتصادي الأخضر ومزيد من تقديم الدعم حكومياً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
المقداد يعزي البوسعيدي بضحايا حادث إطلاق النار الذي وقع في محافظة مسقط ناقش مذكرة تتضمن توجهات السياسة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.. مجلس الوزراء يوافق على إحداث شعبة الانضباط المدرسي ضمن المعاهد الرياضية "ملزمة التعيين" وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي مشاركة سورية في البطولة العالمية للمناظرات المدرسية بصربيا القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من المراكز في درعا وحماة واللاذقية «لوجود مخالفات» غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج «الصحة» تطلق الأحد القادم حملة متابعة الأطفال المتسرّبين وتعزيز اللقاح الروتيني دمّر الأجور تماماً.. التضخم لص صامت يسلب عيش حياة كريمة لأولئك الذين لم تواكب رواتبهم هذه الارتفاعات