أضرار وأعطال متكررة في آليات مرفأ اللاذقية تسبب تأخيراً في عمليات التفريغ للسفن.. والإدارة الجديدة للمرفأ تلحظ ذلك وتعد بالحل

تشرين – محمد زكريا:
تواجه الإدارة الجديدة للشركة العامة لمرفأ اللاذقية العديد من الملفات الشائكة القائمة في الشركة منها ملف الآليات الخاصة بالعمل البحري من روافع و قواطر شبه المعطلة، نتيجة غياب الصيانة الدورية الفعلية لأغلبية هذه الآليات، وهذا الحال ينطبق أيضاً على الآليات المستخدمة في محطة الحاويات، كل ذلك من شأنه يؤخر عمليات التفريغ والتحميل للسفن التي تؤم المرفأ، وفي طبيعة الحال فإن هذا التأخير تترتب عليه أعباء مالية إضافية تقع على عاتق مالكي السفن، مايضطر هؤلاء المالكين الذهاب إلى مرافئ دول الجوار من أجل تفادي الخسارات المالية من جراء التأخير.

تعطل وضرر
ولعلّ الأمثلة في هذا الجانب حاضرة منها على سبيل المثال لا الحصر- ما حصل بتاريخ 5/9/ من العام الحالي للباخرة أرتينوس والتي على متنها 110 حاوية، وهذه الباخرة هي بعهدة وكالة الخط الدولي للملاحة، فإن ما حصل لهذه الباخرة وحسب المذكرة الفنية التي حصلت “تشرين” على نسخة منها- أنه بعد بدء عمليات التفريع تعطلت روافع الكانتري الثلاث بشكل متتالٍ وذلك لأعطال كهربائية وميكانيكية إلّا أن الرافعة رقم 1 تسببت بضرر كبير عندما تعطلت “طرمبة” الزيت ” هيدروليك ” الأمر الذي أدى إلى تسرب مادة الزيت إلى السفينة المذكورة، نتج عن ذلك تضرر عشر حاويات فارغة على ظهرها بالعنبر رقم 44 وبعد عملية إصلاح الرافعة ذاتها، استمر العمل عليها حتى انتهاء عمليات التفريغ والتحميل، وتشير المذكرة إلى أنه نتيجة ذلك تأخرت الباخرة عن السفر إلى اليوم التالي، حيث إن عملية تفريغ الباخرة استغرقت حوالي 30 ساعة، علماً أن الوقت الافتراضي لإنهاء عمليات التفريغ يجب أن يكون حوالي 10 ساعات كحد أقصى..؟!

تأخير في التفريغ
رئيس اتحاد عمال النقل البحري سمير حيدر أشار إلى أن المتعارف عليه في عمليات التفريغ للحاويات يجب أن تتم بسرعة مطلقة من دون بطء، وفي الأحوال العادية لا يستغرق تفريغ ٦٠ حاوية أكثر من ثلاث ساعات ، إلّا أنه في محطة حاويات اللاذقية قد يستغرق هذا الأمر يومين أحياناً، وبالتالي هذا الأمر من شأنه أن يدفع الكثير من السفن للإعراض عن المرفأ والذهاب لمرافئ مجاورة، وبين حيدر لـ تشرين أنه جرى خلال الأشهر الماضية عملية تسليم عدد كبير من الآليات ومنها ناقلات من المحطة إلى المرفأ وهذه الناقلات روافع للحاويات كانت ممنوحة للمحطة من قبل المرفأ، حيث تحتاج هذه الآليات إلى صيانة فنية كاملة، وهي على أرض الواقع متهالكة وعديمة النفع، مشيراً إلى أن المحطة أهملت هذه الآليات ولم تحافظ عليها بالشكل الأمثل ولم تجر لها صيانات دورية وعمرات سنوية، وحالياً تحاول المحطة إعادتها إلى المرفأ وهي معطلة وتكاليف صيانتها باهظة جداً.

صيانات على الورق
ولفت حيدر إلى أن أغلب الصيانات تأتي على الورق فقط.؟! وإلّا ماذا يعني عندما يطلب ميناء بانياس قاطراً لسحب ناقلة معطلة يتقدم المرفأ بالاعتذار وذلك لعدم الجاهزية، كما أن الحالة الفنية لبعض القواطر لا تزال دون المستوى المأمول، حيث إن قاطر صلاح الدين متوقف عن العمل منذ أكثر من عام على الرغم من إصلاحه بفواتير تجاوزت مئات الملايين، والغريب أنه يتم استجرار المازوت له على الرغم من عدم دخول العمل، والملاحظ أن جميع القواطر مهترئة من الصدأ وبحاجة إلى الطلاء الخارجي في حين أن قاطر” الانبا ” هو ذو محركين قوتهما ٦٠٠ حصان، يعمل على محرك واحد فقط وهذا ما ينطبق على القاطر ” الحصن ” لديه محركان يعمل واحد منهما فقط بمجموع قوة تتجاوز ألف حصان.

إدارة جديدة
المدير العام لشركة مرفأ اللاذقية المهندس حسن محلا والذي لم يمضِ على تكليفه سوى أيام قليلة لا تتجاوز العشرة أيام، وبحكم خبرته البحرية الطويلة، أوضح أن الإدارة الجديدة الحالية، تتابع ملف الآليات عن كثب، ليتم لاحقاً إعداد دراسة خاصة بواقع الآليات، وإمكانية إجراء صيانات سريعة لبعض الآليات، وفصل آليات المرفأ عن آليات المحطة، لافتاً إلى أن المحطة وضعت عدداً من الآليات في المرآب دون استلام رسمي من إدارة المرفأ، وأنه لا يمكن استلام هذه الآليات ألا وفق بنود العقد الموقع مع المحطة.
منفذ بحري مهم
لا شك في أن مرفأ اللاذقية يعدّ من المرافئ المشهود له بين الدول المجاورة حيث يتمتع بالنشاط والحيوية وخبرة عماله الفنية، بدليل إنتاجيته العالية، حيث كان يفرغ يومياً قبل وجود محطة الحاويات ١٠٠٠ حاوية، بينما يقتصر التفريغ اليوم على ٤٠ حاوية وكانت إنتاجيته عشرة أضعاف مما عليه اليوم، وأمام هذا الواقع الصعب الذي يعيشه المرفأ اليوم ، لا بدّ من تضافر الجهود من أجل النهوض في واقع المرفأ من جديد والعودة به إلى سابق عهده ولتكن البداية من إعادة ترتيب البيت الداخلي للمرفأ بالجوانب الإدارية والفنية والاستثمارية لكون هذا المرفأ يُعدّ

الواجهه البحرية الهامة لسورية، وتعي الإدارة الحالية ضرورة متابعة ما يجري في المرفأ عن قرب حتى لا يسمح لضعفاء النفوس في استغلال بعض المطارح والتي تؤثر في سمعة المرفأ في الداخل وبالخارج.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
المقداد يعزي البوسعيدي بضحايا حادث إطلاق النار الذي وقع في محافظة مسقط ناقش مذكرة تتضمن توجهات السياسة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.. مجلس الوزراء يوافق على إحداث شعبة الانضباط المدرسي ضمن المعاهد الرياضية "ملزمة التعيين" وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي مشاركة سورية في البطولة العالمية للمناظرات المدرسية بصربيا القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من المراكز في درعا وحماة واللاذقية «لوجود مخالفات» غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج «الصحة» تطلق الأحد القادم حملة متابعة الأطفال المتسرّبين وتعزيز اللقاح الروتيني دمّر الأجور تماماً.. التضخم لص صامت يسلب عيش حياة كريمة لأولئك الذين لم تواكب رواتبهم هذه الارتفاعات