بعد اكتشاف وثائق عديدة تخص المدينة القديمة.. أرشيف إلكتروني مؤتمت خاص بمدينة حلب

تشرين- رحاب الإبراهيم:
لم يقتصر الاهتمام بمدينة حلب القديمة على ترميم أسواقها ومعالمها الأثرية، حيث تعدى ذلك إلى التفكير بإنشاء أرشيف خاص بها يكون مقره في منارة حلب القديمة، التي تضم في أرجائها كل ما يخص هذه المدينة التاريخية وستقدم الخدمات المطلوبة لأهلها وأصحاب المحال التجارية بمرونة وسهولة دون تأخير بعيداً عن مطب الروتين، علماً أنه يتوقع افتتاح المنارة خلال الفترة القريبة القادمة.

إنشاء أرشيف خاص بالمدينة القديمة تحدث عنه لـ”تشرين” د.صخر العلبي مدير الآثار والمتاحف بحلب، الذي أكد أن فكرة إحداث هذا الأرشيف جاءت عند اكتشاف وثائق عديدة تخص المدينة القديمة في مناطق مختلفة حول العالم، وخاصة في الدول المجاورة، نتيجة سرقة أو تهريب وثائق ومخططات وكتب قيمة خلال فترة الحرب، لذا كان من باب أولى العمل على استعادة هذه الوثائق وتجميعها في مكان خاص في المدينة القديمة، فتم اختيار المنارة لإنجاز هذه الخطوة المهمة، التي بدأ بتنفيذها عبر تجميع أي وثيقة أو مخطوط أو كتاب يخص المدينة القديمة بغية توثيقها وأرشفتها وصولاً إلى أتممتها بشكل كامل بحيث تصبح مكتبة إلكترونية متكاملة متوافرة للجميع وخاصة عند التمكن من تبويبها وفق أقسام وأبواب معينة تختصر الوقت والجهد على الباحثين والمهتمين.

مكتبة مؤتمتة
وبين د.العلبي أن فكرة تأسيس مشروع الأرشفة طرح خلال إقامة الورشات الخاصة بمدينة حلب القديمة، وتمت الموافقة عليه بسبب أهميتها، وبناء عليه شكل فريق عمل لهذه الغاية، التي تحتاج إلى عمل ضخم وجهد كبير وتعاون جميع الجهات العامة والخاصة، بغية استرجاع كل الوثائق وإنشاء مكتبة مؤرشفة ومؤتمتة بشكل فني وتقني متكامل تضاهي المكتبات الإلكترونية في العالم، مبيناً وجود عدة سبل لاسترجاع هذه الوثائق بأي مكان بالعالم.

مدير الآثار بحلب لـ”تشرين”: عمل ضخم يحتاج تعاون جميع الجهات لاسترجاع الوثائق بأي مكان بالعالم

وشدد مدير الآثار والمتاحف بحلب على أن المشروع يحظى باهتمام بالغ من أعلى المستويات ويأتي استكمالاً للدعم الكبير، الذي تحظى به المدينة القديمة من السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد، مبيناً أن الإعلان عن مشروع الأرشفة سيكون عند افتتاح منارة المدينة القديمة بشكل رسمي.

دراسات جديدة
وبمعزل عن فكرة إنشاء أرشيف إلكتروني خاص بالمدينة القديمة سألت “تشرين” د.العلبي عن خطة ترميم أسواق جديدة في المدينة القديمة بعد سوق السقطية2 ليؤكد أنه بعد تحرير مدينة حلب وضعت إستراتيجية لترميم أسواق المدينة القديمة التاريخية ومداخل الأسواق والبوابات، حيث ركز بداية على المحور المستقيم من باب أنطاكية حتى سوق باب الزرب الواصل إلى قلعة حلب، وقد أنجز عمل مهم وضخم لحد الآن بعد ترميم عدد من الأسواق الرئيسة وإعادة الحركة التجارية إليها.
وبين د.العلبي أنه يعمل حالياً على إعداد دراسات لترميم أسواق جديدة على محور باب قنسرين، وسوق المحمص الذي يضم عدداً من الخانات التاريخية المهمة والحمامات الأثرية كحمام النحاسين، علماً أن هذا السوق التاريخي تحول إلى سوق يعرض الأحذية نخب ثان وثالث خلافاً لاسمه.

أسواق صغيرة
ولفت د.العلبي إلى وضع إستراتيجية لترميم بعض الأسواق الصغيرة بين المحور الرئيسي والجامع الأموي، الذي قطع أشواطاً كبيرة في ترميمه كسوق الباطية و”تفضلي” “سوق اسطبنول القديم”، أما سوق النسوان فقد أنجزت عمليات ترميمه بدعم من المجتمع المحلي، إضافة إلى ترميم سوق الخيش الذي لم يتعرض لضرر كبير خلال الحرب، ويقع على نفس امتداد سوق الحبال المرمم حديثاً ويتوسط سوق خان الحرير، حيث ستتكفل إحدى الجهات المانحة بعمليات ترميمه.
أما سوق الأحمدية الذي انتهى ترميمه قبل فترة طويلة فأكد د.العلبي تضرره بسبب الزلزال وخاصة المقهى الواقع داخله، لذا يعمل حالياً على ترميم هذا المقهى والأجزاء المتضررة من أجل إعادة نشاطه التجاري.
ت- صهيب عمراية

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار