“التدابير الاقتصادية القسرية أحادية الجانب وتداعياتها” أبرز فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر “فيا آراب”

تشرين- هناء غانم:
استؤنفت اليوم أعمال المؤتمر الاستثنائي الخمسين لاتحاد المؤسسات العربية في دول أمريكا اللاتينية (فيا آراب) في قاعة رضا سعيد بجامعة دمشق،  تعبيراً عن التضامن مع سورية في وجه ما تتعرض له من إرهاب وعقوبات اقتصادية غربية ظالمة تزيد من معاناة الشعب السوري.
وناقش المجتمعون خلال جلسات اليوم الثاني للمؤتمر  آلية تفعيل العلاقات الاقتصادية بين رجال الاعمال إضافة إلى بحث إمكانية تفعيل الاتفاقيات الموقعة مع دول امريكا اللاتينية تمهيداً  لتعزيز دور المغتربين في الدفاع عن وطنهم الأم وقضاياه وقضايا أمتهم وخدمة أهدافها وحضارتها الإنسانية.
التدابير الاقتصادية القسرية أحادية الجانب وتداعياتها” كان العنوان  الاقتصادي الأبرز لتعزيز علاقات التعاون الاقتصادي مع دول أمريكا اللاتينية وذلك بحضور من رؤساء وأعضاء مؤسسات وجمعيات اغترابية وممثلين عن أندية اغترابية ومراكز ثقافية عربية في بلدان أمريكا اللاتينية وحضور  الفعاليات الاقتصادية ورجال أعمال السوريين  من صناعين وتجار، وكان هناك إجماع على تفعيل العلاقات الاقتصادية وتسهيل عمليات التبادل التجاري لتعود سورية إلى مكانتها الاقتصادية على الساحة العربية والعالمية بالتعاون مع السوريين في المهجر .

الواقع الاقتصادي
وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل استعرض واقع الاقتصاد السوري من عام 2005 حتى عام 2023 ، والمراحل التي مر بها ، وبين الوزير الخليل أن الفترة الوقعة ما بين 2005 إلى 2010 شهد الاقتصاد السوري معدلات نمو كبيرة  وقوية بسبب عدة عوامل أهمها تحسن الناتج المحلي الإجمالي في سورية وزيادة حجم الاستثمار الخاص سواء المحلي أو الخارجي نتيجة الانفتاح الاقتصادي الذي شهدته سورية خلال تلك السنوات واستقرار سعر صرف الليرة السورية لفترة طويلة من الزمن وزيادة حجم التجارة الخارجية خاصة من ناحية التصدير إضافة إلى صغر حجم ،المديونية الخارجية.

لخليل: الحكومة السورية تعمل على تطوير الواقع الاقتصادي بشكل عام

كما أشار الوزير الخليل إلى أن الحرب الإرهابية أثرت بشكل كبير على  البنى التحتية والإنتاجية وألحقت بها أضراراً كبيرة وخسائر كبيرة في رأس المال البشري والمالي خلال الفترة من 2011 إلى 2016، إلا أن حيوية الاقتصاد السوري وانتصارات الجيش العربي السوري خلال الفترة ما بين  2017 إلى عام 2020 استعادت عدة قطاعات في الاقتصاد الوطني عافيتها بشكل تدريجي وعاد النشاط الزراعي ينمو تدريجياً بشكل أوسع من السنوات السابقة، بالإضافة إلى عودة الصناعات الغذائية والزراعية والدوائية والألبسة، كما انخفضت معدلات التضخم وحققت سورية في 2019 نمواً اقتصادياً إيجابياً.
وأشار الوزير الخليل إلى أهم المقومات والعوامل التي ساعدت على حماية الاقتصاد الوطني وتخفيف ما أمكن من الأضرار الناجمة نتيجة الحرب الإرهابية، أهمها صمود الجيش والشعب وتماسك الاقتصاد وتنوعه، بالإضافة إلى أهمية قطاعي الزراعة والصناعة.
وحول علاقة سورية مع الدول الصديقة أشار الوزير الخليل إلى وجود عدة اتفاقيات على المستوى التجاري والاستثماري.
وأكد الوزير الخليل أن الحكومة السورية تعمل على تطوير الواقع الاقتصادي بشكل عام عن طريق برامج، ووزارة الاقتصاد تعمل بالتعاون مع الوزارات والجهات الأخرى عبر عدة برامج منها  برنامج إحلال بدائل المستوردات الذي يتعلق بتحفيز القطاع الخاص، إضافة إلى قانون الاستثمار الجديد الذي يحمل طابعاً عصرياً حيث يمنح هذا القانون أفضلية وأولوية للقطاعات مهمة، مثل الصناعة والزراعة، بالإضافة إلى تبسيط الإجراءات للمستثمرين وسرعة الإنتاج وتسهيل استخراج التراخيص.

تعافي سياحي
بدوره وزير السياحة م. محمد رامي رضوان مرتيني تحدث ضمن فعاليات المؤتمر خلال لقائه مع الوفد المشارك في الملتقى، مؤكداً أن سورية تفخر دائماً وهي سباقة في تعزيز الروابط بين أبناء الجالية السورية، مبيناً دورها الاقتصادي المهم وغناها بالمقومات السياحية والتاريخية، مشيراً إلى أن الحرب الشرسة التي تعرضت لها والتحديات التي يتم العمل على تجاوزها في مختلف القطاعات.
ثم استعرض الوزير أهم مؤشرات القطاع السياحي خلال عام 2023 والتي تناولت عدد القدوم السياحي الذي بلغ لنهاية شهر آب مليوناً ونصف مليون قادم من عرب وأجانب، وفي قطاع التعليم /14/ ألف طالب وطالبة في المدارس والمعاهد  الفندقية وكليات السياحة والمراكز السياحية الخاصة، و /3470 / منشأة سياحية، منها /2675 /مطعماً، و /798 / منشأة إطعام، /215 / ألف كرسي إطعام، كما يضم هذا القطاع /170/ ألف فرصة عمل.

ونوه الوزير إلى أن المنشآت السياحية التي سيتم افتتاحها خلال ايام في محافظات حماة – حمص – حلب – اللاذقية – طرطوس والمشاريع  التي هي قيد الإنجاز والتي تلبي احتياجات سوق العمل في المرحلة الحالية والمستقبلية.
“تشرين” التقت سفير الجمهورية العربية السورية في الأرجنتين  الدكتور سامي سلامة، الذي أكد أن الواقع الاقتصادي الذي تشهده سورية اليوم لجهة تحديث البنى التشريعية الخاصة بالاستثمار والمحفزات التي تمنحها الحكومة السورية للراغبين بالاستثمار على الأرض السورية أو في مجال الارتقاء بالتجارة البينية، يخولنا للبدء بإيجاد نقاط اتصال جديدة بين رجال الأعمال في الأرجنتين ورجال الأعمال السوريين، من القطاع الخاص الممثل في غرف التجارة والصناعة مؤكداً أن مجالات التعاون الاقتصادي في سورية متاحة أمام جميع رجال الأعمال.
وأضاف: هذا المؤتمر تزامن مع الاحتفالية بالذكرى الخمسين لتأسيس اتحاد المؤسسات العربية والعودة لدمشق بعد 50 عاماً، ما هو إلا اعتراف بمحبة دمشق وبالعشق السوري ..

مرتيني: سورية تفخر دائماً وهي سباقة في تعزيز الروابط بين أبناء الجالية السوري

السفير سلامة أكد أن هؤلاء  المغتربين هم من أصول سورية لكنهم لا يعرفون سورية، إلا أنهم جاؤوا تضامناً مع الشعب السوري ليؤكدوا أننا كالسوريين متضامنين مع بعضا البعض في كافة أرجاء العالم، مبيناً أن هذا الاتحاد يمثل العرب الموجودين في دول أمريكا اللاتينية علماً أن هناك جالية عربية كبيرة، 4 ملايين في الأرجنتين و8 ملايين عربي في البرازيل، الأمر الذي انعكس في الرغبة العربية بتطوير العلاقات مع سورية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والتجاري والمؤسسات والجمعيات، والأهم التضامن مع الموقف السياسي السوري والحكومة السورية ..
وأضاف: إن التركيز اليوم سيكون على الصعيد الاقتصادي لأن الزمن اليوم هو للاديولوجيات الاقتصادية، وأمريكا اللاتينية لا تعترف بالعقوبات الاقتصادية  على الدول، نظراً لتأثيرها على الشعوب سلباً، إضافة لذلك هي منفتحة للتعامل الاقتصادي مع سورية وأغلب رجال الأعمال جاؤوا إلى سورية للتعاون وكسر الحصار الاقتصادي. مشيراً إلى أن الزيارة التاريخية للسيد الرئيس بشار الأسد إلى الأرجنتين  عام 2010، والتي تم خلالها  التوقيع على عدد من الاتفاقيات، لكن الحرب على سورية، حالت دون تطبيقها وتنفيذها، مبيناً أن سورية اليوم عادت إلى موقعها الطبيعي وشهدت المزيد من الأمن والاستقرار،  وهي قادرة أن تنطلق وتعيد تفعيل اتفاقياتها بما ينسجم مع الواقع الراهن، ونحن نعمل على ذلك ضمن توجيهات السيد الرئيس  والحكومة السورية  ونأمل أن يتم تفعيل هذه الاتفاقيات على أرض الواقع …

تفعيل اتفاقيات التعاون
زياد الحمد رئيس منظمة  رئيس اتحاد النوادي والمؤسسات العربية “فيا آراب فنزويلا” بين لتشرين أن مطالب الجالية السورية في فنزويلا هي القرب من سورية لجهة تمتين العلاقات السورية- الفنزويلية،  مؤكداً أن هناك اتفاقيات وعلاقات قديمة بين البلدين، لافتاً إلى أن زيارة الرئيس الأسد لفنزويلا هي تاريخية ويوجد  اتفاقيات عديدة، نحو  44 اتفاقية، منها سياسية واقتصادية وتعليمية وغيرها، موقعة مع سورية  ونطالب اليوم بتفعيلها لتكون سارية المفعول على أرض الواقع بجدية كاملة. مؤكداً أنها تسهم في دعم البلدين وخاصة أن سورية اليوم بعد الحرب الإرهابية التي دمرت الاقتصاد السوري، بحاجة إلى دعم منا كسوريين مغتربين سواء بالصادرات أو إقامة مشاريع استثمارية إضافة إلى المساهمة في إعادة إعمار سورية ..
وأضاف: نحن كمنظمة هدفنا اليوم من هذه اللقاءات  مع الحكومة السورية  هو الخروج بنتائج فورية لتفعيل العلاقات الاقتصادية وتسهيل عمليات التبادل التجاري  مع القطاع الخاص بداية، ومن ثم يكون التعاون على مستوى أكبر مع الجهات الحكومية .. مشيراً إلى أننا كرجال أعمال نطالب بأن يكون هناك تسهيلات بين البلدين لاسيما في موضوع تخفيض الضرائب الجمركية أو حتى  إلغائها.. مشيراً إلى أن سورية لديها صناعة رائدة في الأدوية والمواد الغذائية  وسوف نعمل على إمكانية تصدير هذه المواد إلى فنزويلا وكذلك استيراد ما تحتاجه من المنتجات الموجودة في البرازيل. مشيراً إلى أن الجميع يعلم بأن هناك مشكلة تعاني منها سورية، هي طريقة التعامل مع البنوك لذلك يمكن أن يكون التعامل التجاري عن طريق/ المقايضة /،  وتم التباحث مع رجال الأعمال السورين لمعرفة ما هي الصناعات والسلع التي يمكن أن يتم التعامل فيها عن طريق المقايضة والعكس ..
وأضاف: إن رسالتنا في هذا المؤتمر هي الوقوف بصمود إلى جانب سورية التي لها فضل كبير على جميع أهلها،  لافتاً إلى أننا في الاغتراب مهما قدمنا لا يمكن أن يذكر أمام دماء الشهداء السوريين، الذي بذلوا في سبيل الأرض. نحن مع سورية  وعلى استعداد لتقديم كافة المساعدات الاقتصادية والتجارية ..

فرص واعدة
أمين سر غرف التجارة السورية وسيم القطان، بين لتشرين أن هذا المؤتمر سوف يفتح جسوراً جديدة للتواصل على كل المستويات التجارية والاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى التواصل بين المغتربين السوريين ووطنهم الأم سورية وتعزز دورهم في توسيع آفاق التعاون الاقتصادية والسياسية بين البلدين، ويسهم في تعزيز العلاقات التجارية وفتح الأبواب أمام المغتربين للمشاركة في نهضة وطنهم الأم سورية.

السفير سلامة: بيئة الاستثمار الجديدة تخولنا للتعاون والارتقاء في المجال الاقتصادي

وأشار القطان إلى أن الفرص الاستثمارية الزراعية والتجارية والصناعية وحتى الخدمية أكثر من واعدة اليوم في سورية، لأن التنمية توقفت لأكثر من عقد من الزمن، تراكمت خلاله الفرص المجزية. مؤكداً نحن جاهزين كرجال الاعمال سوريين للتعاون في مجال تبادل المنتجات وإقامة مشاريع مشتركة زراعية وصناعية تقام في سورية وتساهم في خروج سورية من الأزمة الاقتصادية ..
وأشار قطان إلى أن قطاع الأعمال في اتحاد غرف التجارة السورية، والذي يمثل أربع عشرة غرفة تجاه كامل الجغرافيا السورية يرغب، ولديه القدرة والإرادة على بناء شراكات مع الجانب العربي المغترب في دول أمريكا اللاتينية.
وبين قطان أنه من الممكن خلال هذا المؤتمر البحث في تفاصيل هذه الشركات وخاصة أن التشريعات الجاذبة للاستثمار والمناخ الاقتصادي تسير بخطوات جيدة جداً.
وأضاف: إن قضايا الوطن الأم الوطنية والقومية مازالت تشغل بال أبنائه المغتربين رغم بعد المسافات ومرور عشرات السنوات، مبيناً أن ما تشهده من تعزيز واضح لروابط المغتربين مع وطنهم الأم والمشاريع التي يقومون بها في مدنهم وقراهم الأصلية، لدليل على عمق هذا التفاعل. مؤكداً أن سورية تتعافى وستعود إلى مكانها الأبرز في المنطقة العربية.

معارض للمنتجات السورية في دول أمريكا اللاتينية
رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية غزوان المصري بين لتشرين أن هذه اللقاءات، فتحت آفاقاً جديدة للتعاون والتواصل .. ونتطلع بكل أمل أن تثمر هذه الزيارة  في تنشيط القطاع الاقتصادي والتصدير بين سورية ودول أمريكا اللاتينية (فيا آراب)، مشيراً إلى أن الميزان التجاري هو لصالح دول أمريكا اللاتينية، حيث أن سورية تستورد منها عدداً كبيراً من المنتجات كالسكر والبن والأعلاف وغيرها، مضيفاً: الجانب السوري طلب من (فيا آراب) المساعدة في إقامة معارض للمنتجات السورية في دول أمريكا اللاتينية للتعريف بها وفتح الأسواق الداخلية أمامها.
عضو غرفة صناعة دمشق وريفها زهير داود  أوضح لتشرين أن هذا المؤتمر سوف يساهم في تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي مع دول أمريكا اللاتينية، وهناك مباحثات دارت مع رجال أعمال سوريين مغتربين لتسويق المنتجات السورية وفتح أسواق جديدة للصناعة الوطنية،   مؤكداً أن هناك مؤشرات ملموسة لتمهّد الطريق أمام استثمار مستقبلي في القطاع الخاص، والذي تعوّل عليه دمشق كحافز لإنعاش الاقتصاد بشكل واسع، خصوصاً في مجال الصناعة.

مجالس أعمال مشتركة
بدوره رئيس اتحاد المؤسسات العربية بدول أمريكا اللاتينية جورج علم أكد لتشرين أن هذه اللقاءات سوف تساهم في  تشكيل مجالس أعمال مشتركة بين البلدين وإقامة معارض للمنتجات السورية في أمريكا اللاتينية، كما تشجيع الاستثمار من خلال تشجيع القطاع الخاص وتعزيز بناء القدرات والاستفادة المتبادلة من تجارب دول أمريكا اللاتينية.

تعزيز انتماء الأجيال
نائب رئيس الجمعية السورية الثقافية في الأرجنتين تمارى الللي، قالت لتشرين: إن الهدف الأساسي اليوم  لوجودنا في سورية هو بحث كيفية التعاون بين الحكومة السورية والجاليات السورية الموجودة في دول أمريكا اللاتينية لتوطيد جسور التواصل بين بلاد الاغتراب وسورية،  وهو شيء له أهمية كبيرة لتعزيز انتماء الأجيال السورية المغتربة لبلدهم الأم سورية.
وأضافت: هناك هدف آخر يتمثل ببحث كيفية التعاون في المجال الإعلامي لإظهار الصورة الحقيقة لسورية التي عملت على تغييرها وسائل الإعلام المغرضة خلال الحرب الكونية عليها. مؤكدةً أن المؤتمر يأتي بالتزامن مع الاحتفال بمرور 50 عاماً على تأسيس (فيا ارب) وأقيم في دمشق لكون سورية عندها النقطة المهمة في تأسيس هذا الاتحاد.

في السراء والضراء 
جيمي بروبيجير رئيسة فيا آراب كوبا/ ذكرت لتشرين أننا مع سورية في السراء والضراء، موضحةً أن سورية وكوبا دولتان محاصرتان، وهما بحاجة للتعاون وخاصة في مجال الاستثمارات، لذلك لا بد من العمل بشكل مباشر بين المؤسسات على زيادة التبادل والاستثمار بين البلدين لكسر الحصار المفروض عليهما.
وأضافت: إن المؤتمر يكتسب أهميته لأنه المؤتمر الخمسون لفيا اراب والذي يقام في سورية وهو تعبير عن تضامن دول أمريكا اللاتينية مع سورية في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها، وأشارت إلى أن فيا أراب تحاول أن تنقل حقيقة ما يجري في سورية إلى دول امريكا اللاتينية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار