توقعات متشائمة بتراجع مبكر في الإنتاج.. موسم البندورة أنهكته التكاليف وأرهقته موجات الحرارة

تشرين – عمار الصبح:

أشاعت الارتفاعات الاستثنائية على درجات الحرارة التي سادت مؤخراً، والأسعار القياسية لمستلزمات الإنتاج، حالة من التشاؤم لدى مزارعي البندورة في محافظة درعا، على نحو عزز من توقعاتهم بانخفاض الإنتاج هذا الموسم بالمقارنة مع كان عليه في مواسم سابقة.

وأوضح عدد من مزارعي البندورة بدرعا في حديثهم لـ”تشرين” أن المحصول هذا الموسم لن يكون على قدر الطموح ولا بحجم التوقعات التي كانت سائدة في بداية الموسم، وذلك بسبب الظروف التي أحاطت به والتي من المتوقع أن تؤدي إلى تباطؤ الإنتاج في الحقول المزروعة، وخروجها من دائرة الإنتاج باكراً هذا الموسم.

“المصائب لا تأتي فرادى”، يقول رفعت الرمان أحد مزارعي البندورة، في إشارة منه إلى الظروف التي عكرت صفو مزارعي المحصول وخيبت آمالهم بموسم وفير الغلة، ومنها موجات الحر التي سادت مؤخراً، وأيضاً ارتفاع التكاليف وفاتورة مستلزمات الإنتاج التي أثقلت الكاهل وأخرجت البعض عن العمل.

وأضاف المزارع: “أسعار الأسمدة والمبيدات الزراعية ارتفعت بنسب تجاوزت 200٪ عن أسعار الموسم الماضي، فيما ارتفعت أجور الحراثة والقطاف والري وأجور النقل والمحروقات أيضاً بنسب كبيرة، أضف على ذلك أيضاً ثمن العبوات، حيث وصل سعر عبوة الفلين سعة 10 كيلو إلى 10 آلاف ليرة، أي أن كل كيلو بندورة يكلف المزارع ما يقارب 1200 ليرة فقط أجور نقل وثمن عبوات حتى يصل إلى سوق الهال بدمشق”.

كل ذلك حصل، كما يضيف المزارع فيما ظلت أسعار البندورة مقاربة لما كانت عليه في الموسم الماضي مع تحسن بسيط لا يقارن بحجم التكاليف.

وتبلغ المساحات المزروعة بالبندورة في درعا حسب تقديرات مديرية الزراعة 2600 هكتار، فيما قدرت المديرية كميات الإنتاج المتوقعة بـ300 ألف طن.

أرقام تبقى في طور التقديرات، حسب قول بعض من التقتهم “تشرين”، بالنظر إلى تأثيرات موجات الحر المتلاحقة التي اجتاحت المنطقة منذ بداية تموز الماضي والتي لم تكد تنحسر قليلاً، حتى بدأت آثارها تتكشف على المحاصيل الزراعية في محافظة درعا وخصوصاً محصول البندورة والذي يعد المحصول الأبرز.

وبين أحد مزارعي الخضار من منطقة الصنمين أن ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير اعتيادي أثر سلباً على المحصول هذا الموسم، ما أدى إلى خروج مساحات كبيرة عن الإنتاج باكراً، فيما سرّعت درجات الحرارة المرتفعة من نضوج المحصول دفعة واحدة في مساحات أخرى، وهو ما سيؤدي في قادم الأيام إلى خروج هذه المساحات عن حيز الإنتاج، حيث من المتوقع أن ينتهي إنتاج العروة الرئيسية باكراً هذا الموسم، مشيراً إلى ما تعرضت له الثمار من ضربة الشمس وخصوصاً تلك المكشوفة والمعرضة مباشرة للحرارة، ما ينعكس تالياً على جودتها التسويقية لا سيما تلك المعدة للتصدير.

بدوره أكد رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرة الزراعة بدرعا المهندس محمد الشحادات أن الارتفاع الاستثنائي بدرجات الحرارة الذي ساد خلال شهري تموز وآب ترك آثاراً سلبية على محاصيل الخضار وخصوصاً البندورة، حيث أدت الحرارة المرتفعة إلى تلف بعض المساحات بسبب تعرضها للإجهاد الحراري وخصوصا تلك المزروعة باكراً، فضلاً عن أن التعرض الشديد للشمس سرّع من عمليات إنتاج المحصول وهو ما قد يؤدي إلى تباطؤ في الإنتاج مستقبلاً.

وأشار الشحادات إلى الإصابة بما يسمى “لفحة الشمس” والتي تصيب الثمار في جزئها المواجه للشمس بصورة مباشرة، حيث يؤدي ذلك إلى تلونها باللون الأبيض أو الأصفر، وهو ما يؤثر على جودتها وقيمتها التسويقية، داعياً المزارعين إلى تقريب مرات الري وتوخي السقاية ليلاً بهدف ترطيب الجذور والحد من التأثيرات السلبية الناشئة عن ارتفاع درجات الحرارة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار