ماجستير عن «جماليّات القصة القصيرة عند حسن م. يوسف»

تشرين – علي الرّاعي:

تتم عند الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأربعاء القادم في قاعة مؤتمرات كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة تشرين مناقشة رسالة الماجستير التي أعدّتها الطالبة نور نديم عمران، بعنوان «جماليات القصة القصيرة عند حسن م. يوسف» مشاركة د. فيروز محمد عباس، وإشراف الأستاذة الدكتورة لطيفة إبراهيم برهم.. أمام لجنة الحكم المؤلفة من: الدكتور خالد عمر يسير، والدكتور زكوان جمعة العبدو إضافة للأستاذة المشرفة الدكتور لطيفة إبراهيم برهم.

وفي السياق: لم أعد أذكر أيّاً من سنيّ الدراسة الجامعية تعرفت خلالها إلى الأديب حسن م. يوسف؛ لكن ما أذكره جيداً أن المكان كان في مركزٍ ثقافي، وأظنه المركز الثقافي الروسي، والمناسبة: كانت أمسية قصصية له، وخلالها أتذكر دهشتي، وأنا أتابع وصفه لإحدى شخصيات القصة التي غاب عنوانها عن ذاكرتي الآن، غير أنّ وصفه لتلك الشخصية الذي يمشي «مُعرّماً» وهو يُباعد بين ساقيه لدرجة الخشية أن تسقط بعض الأعضاء منه، بقي عالقاً في مخيلتي.. حينها كنت أتساءل: هل هذا الرجل يسرد أم إنه يُصوّر من خلال كاميرا الكلمات، ثم لأكتشف فيما بعد أنه فعلاً مصوّر وعاشق للكاميرا، قدّم آلاف الصور الفوتوغرافية، وأظنه من بوابة هذه المشهدية العالية سواء في السرد القصصي الذي اتخذ طابع القصة الساخرة، أو من ولعه بالتصوير الضوئي، كانت محطته الأشهر في كتابة السيناريو.

حمل حسن م يوسف شواغل الثقافة على عاتقه عتياً من السنين ينثرها بسخاء الكرماء في الاتجاهات كلها، وبأكثر الأشكال الإبداعية قرباً للناس: الأول: الصحافة، بعمودها الساخر، في زهو أزمنة صحيفة تشرين (قوس قزح)، ثم أديباً من خلال كتابته القصة القصيرة الساخرة، وكذلك سيناريست شكّل تحويله راوية «نهاية رجل شجاع – 1994» للروائي حنا مينة إلى سيناريو انعطافة الدراما السورية نحو القمة ولاسيما في رائعته مسلسل «إخوة التراب 1996 – الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة» بجزءيه اللذين وقّعهما مع المخرج نجدت إسماعيل أنزور.

وفي السياق أيضاً نقرأ مع الزميل سامر محمد إسماعيل بعضاً من السيرة لهذا الأديب: المغارة في قريته «الدالية – 65 كم عن اللاذقية» كانت الملاذ الوحيد للطفل حسن م. يوسف (1948) الذي كان وقتها في سنته التاسعة؛ إذ كانت بمنزلة «الغار» لكن من دون وحي يتنزل أو ملاكٍ سوى اللعب الحر والبريء مع درنات «بخور مريم» التي كان يصنع منها دواليب لشلال الماء المتساقط على مدخل المغارة، عرف بصاحب «العريف غضبان – وزارة الثقافة – 1978، والآنسة صبحا ـ الينابيع – 1993، وأب مستعار- هبا – 2002»، وكان كتب قصة حبه الأولى التي رواها بـ«عبثاً تؤجل قلبك ـ وزارة الثقافة 2000»..

عمل حسن م يوسف محرراً في القسم الثقافي في جريدة تشرين بعد إنهائه خدمة العلم سنة 1978.. الصحافة التي نقلت «يوسف» إلى بيوت الناس عبر رسائل كان يتلقاها يومياً من بريد القراء في الجريدة.. يقول: «كنتُ مصراً على أن أبقى في مِحرق الحياة، فانعكس ذلك على أسلوبي، ولهذا تجدني حريصاً على ألا أتعالى على القارئ فيما أكتب، القارئ اليوم لا يحتاج إلى أساتذة، بل إلى أصدقاء، ولهذا كنتُ دائماً أحاول أن أكون صديقاً للقارئ».

ونختتم بقوله:«لم أكتب إلا بحجم الوقت الذي أتيح لي، وليس بحجم الشوق إلى الكتابة».

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار