الحصار التعليمي و الاقتصادي لم يثن طلاب مركز الفيزياء التطبيقية والعلوم الاساسية أن يكونوا قادة بيئيين

تشرين- سراب علي:
رغم الحصار الاقتصادي والتعليمي المفروض على سورية، نجح ثمانية طلاب من مركز الفيزياء التطبيقية والعلوم الأساسية بالحصول على شهادة دبلوم قائد بيئي معتمدة وبطاقة عضوية لمنظمة eco، وذلك من خلال مشاركتهم لدبلوم القيادة البيئية للناشئة، البرنامج الذي أطلقته منظمة (eco) في المركز البيئي التدريبي في السويد، بدعم من البرتو كوتو اولمبياد Alberto Coto Olympiad الحاصلة على الرقم القياسي بموسوعة غينيس لخمس مرات بالحساب الذهني.

خمس مهمات
بينت المشرفة على الفريق بدرية التعمري في حديث ل”تشرين” أن ثمانية طلاب تحت مظلة مركز الفيزياء التطبيقية والعلوم الاساسية شاركوا في برنامج دبلوم القيادة البيئية هو عبارة عن خمس مهمات على مدى ٢٠ يوماً وكانت أولها (لنبدأ دبلومنا) وهي فيديو تعريفي عن الطالب وسبب رغبته بالمشاركة في دبلوم القيادة البيئية، يتبعه كتابة مقالًا عن أشهر الأماكن البيئية في قريته أو بلده لمشاركتها مع زملائه في جميع أنحاء العالم، وبعدها كان يتوجب على الطالب فكرة اقتراح مشروعاً بيئياً صغيراً لشارعه أو قريته أو بلدته أو بلده (إعادة التدوير ، غرس الأشجار ، إعادة استخدام الأشياء ، حملات التوعية) ، والتي من شأنها أن تساعد في التنمية المستدامة في القرية أو الشارع،مع تعليل سبب اختيار الطالب لهذا المشروع والنتائج التي يريد تحقيقها من خلال تطبيق هذا المشروع.
وأضافت التعمري: كما كان يتوجب كتابة مقالة عن خبير بيئي مشهور من منطقة الطالب أو مدينته و عن أعماله من أجل البيئة التي تجعله مشهوراً في جميع أنحاء العالم. وكان على الطالب أن يكتب لماذا رشح هذا الشخص كأفضل دعاة حماية البيئة، مؤكدة أنه كان المطلوب من المشاركين كتابة رؤيتهم البيئية للعالم بعد مرور مئة عام وكيف ستكون الحياة على الأرض بعد ذلك؟ ويكتبون عن كيفية المساعدة في التنمية المستدامة في بلدانهم وكيف يمكن إنقاذ أرضنا للأجيال القادمة؟

قدموا أجمل صورة
ولفتت التعمري إلى التزام الطلاب في سورية بمعايير المهمات الخمسة وقدموا أجمل صورة عن بلدهم وعلماء وخبراء بلدهم وكيف ساهموا في نهضة سورية في الكثير من العلوم التي دعمت أهداف التنمية المستدامة وما زالت إلى الآن جهودهم وأبحاثهم مكثفة لدعم أهداف التنمية المستدامة 2030 ، مؤكدين أن الحصار التعليمي والاقتصادي لم يشل من حركة وابداع الطالب والخبير البيئي.

أطفال اليوم لا يجلسون مكتوفي الأيدي
كان لمشاركة الطالب مصطفى جانودي من الصف الخامس أثراً كبيراً من خلال تشجيع التغيير السلوكي الإيجابي و تبني الممارسات المستدامة التي من شأنها خلق تأثير إيجابي دائم على البيئة، هذا ما أكده مصطفى قائلاً: انطلاقاً من أنه “لكلّ طفل قيمته، وما مِن طفل غير مهمّ” كان الهدف الرئيسي لهذه المنظمة هو تأهيل جيل جديد يقوم بوضع حلول لمشاكل الطاقة ويكون قادراً على تحمل المسؤولية البيئية ولديه ثقافة اللون الأخضر، وكانت تجربة مميزة بالنسبة لي قدمت فيها أبحاثاً علمية نالت استحساناً كبيراً على مستوى أكثر من ٣٥ دولة،
كما أن أطفال اليوم لا يجلسون مكتوفي الأيدي. ففي جميع أنحاء العالم، يتخذ الأطفال موقفاً ويعبرون عن مخاوفهم بشأن القضايا العالمية.
وأضاف: قمنا بالمبادرة البيئية “ومضة تحسسية ” أنا وإخوتي ملك وعلياء ، والتي من شأنها أيضاً دمج أطفال ذوي الهمم بالمهمات البيئية بالتعاون مع جمعية الأمل، لنشر الثقافة والوعي البيئي حيث نسعى من خلال هذه المبادرة إلى مواجهة التحديات والأولويات البيئية لبلدي الحبيب سورية، و أوجه شكري للأستاذة بدرية التعمري ولمنظمة ‘أيكو” البيئية وللجنة التحكيم ولعائلتي الداعمة والمشجعة دوماً.

تحدثنا بكل فخر
وذكر كل من سام و منير جامع (١٠و١٤ عاماً) أنه كانت تجربة مميزة وكنا سعداء كطلاب سوريين نشارك بهذا البرنامج وإلى جانبنا طلاب من مختلف الجنسيات والبلدان استطعنا أن نقدم كل ماهو أفضل عن بلدنا واستطعنا التعريف بأهم الباحثين في مناطقنا و بلدنا ،وكان لنا الشرف بالحديث عن أكاديمين سوريين عملوا في مجال البيئة وكان لهم مشاريع تطبيقية على مستوى الساحل السوري.
وأضاف سام: كان مشروعي عن (الكومبوست) السماد العضوي الذي يمكننا صناعته من مخلفات المنزل العضوية والذي يمكنه أن يحافظ على البيئة .
وأشار منير إلى أنه قدم مشروعاً عن إنتاج البلاستيك العضوي و الحلول المستدامة لهذا الموضوع للحفاظ على البيئة قبل الوصول للكوارث و للتوجه للبكتيريا و الفطور التي يمكن أن تأكل البلاستيك و الترويج البلاستيك العضوي ،موضحاً أن المشاريع كانت باللغة الإنكليزية وكانت المقالات التي قدموها علمية موثقة بالمراجع و الصور و لا تتجاوز الخمس صفحات وكانت التجربة مفيدة و ممتعة .
اللقب فخر
أشار كل من آدم وزين صالح (١٢و ١٠ عاماً) إلى أهمية هذه المشاركة من حيث أن اللقب الذين حصلوا عليه يضعهم أمام مسؤوليات كبيرة ليمثلوا بلدهم بكل المجالات وهو فخر لهم و لبلدهم ، ولناحية تقديم المقالة باللغة الانكليزية وعرض أبحاث وتجارب باحثين سوريين و المنافسة البناءة بين الطلاب من مختلف الدول .
ولفت آدم إلى أنه استطاع تقديم نشاط عن زراعة الأشجار لحماية البيئة مقدماً من خلاله نظرته لأهميته تغيير السلوك الفردي و المجتمعي للحفاظ على المناخ و البيئة .
كما أشار زين إلى أنه قدم مشروعاً عن إعادة تدوير البلاستيك و التخفيف من استخدامه لما له من آثار على البيئة و قدم نشاطاً عن إعادة تدوير علب اللبن (كأصايص): لزراعة الورود في المنازل وشاركه على منصات عالمية تابعة لليونسكو .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار