مَن لا يُخطىء فبيته في رأس القلعة!!! 

تشرين- لمى بدران:

عندما نَقطُر قطرة زيت في البحر، فإننا لن نعكّره أبداً لأنها ستتلاشى تماماً أمام اتّساعه، ويمكن أن نُسقِط هذا المبدأ على ما قد يعترضنا في الحياة من هفوات صغيرة ويتم تضخيمها كأنها نقطة الزيت التي عكّرت البحر الصافي الكبير، فما جرى خلال حفل تكريم الفنان هاني شاكر في مهرجان جرش في الأردن لا يجرّد الإعلامي جورج قرداحي من مهنيّته الرّفيعة ولا من شهرته الواسعة، هو فقط زلّ لسانه وأخطأ في اسم الفنان هاني شاكر، وقال عوضاً عنه إيهاب ثم تدارك الأمر، وعادا معاً بشكل عفويٍ يتعانقان، ويضحكان لنقرأ بعدها كمية كبيرة من التعليقات السلبية نحوه على وسائل التواصل الاجتماعي.

وحتى ما حصل بين الفنان صابر الرباعي والفنانة صفاء سلطان خلال حفل مهرجان قلعة دمشق أكبر من التعليقات بكثير، فالفنانة رقصت، وفرحت، وشاركت بروحها المرحة، ثم قدّم لها صابر شكراً قائلاً: شكراً أمل عرفة…. هل هذه جريمة؟ عالم النجوم يحتضن الكثير من الأسماء اللامعة، وقد يحدث أن تتم مثل هذه الهفوات مثلها مثل أي شيء قد يحدث معنا في حياتنا الطبيعيّة، أي مثل أن نلتقي صديقاً ما ولا تسعفنا الذاكرة أن نتذكر اسمه لحظتها، ماذا يعني هذا؟ هل نقول عن أنفسنا أغبياء أو لسنا أوفياء؟!

في الحقيقة إن المقصود بالدرجة الأولى من هذا الموضوع هو النظر في أمر النقد البنّاء وعدم التنمّر والابتعاد عن التهويل والتضخيم والسيطرة على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي السلبي وتحويله إلى إيجابي، فالشعوب تكون أكثر قوّة وتقدّماً عندما تتّجه نحو الأمور الأكثر أهميّة في وضعها الراهن، فالصحفي المبتدىء والصحفي المخضرم يمكن أن يزلّ لسانه، كما أن الفنان الصغير و الفنان الكبير يمكن ألا يتذكّر تماماً اسم فنانة تحضر حفله، والأهم ألا تنسوا «المسامح كريم» في كل مواسمه، وأن المواقف الوطنيّة والإنسانيّة للإنسان هي الأجدر بتعليقاتكم، والفنان صابر وجميع الفنانين المشاركين في هذه الدورة من مهرجان قلعة دمشق هم ضيوف أعزّاء يحبّون سورية، وسورية تحبّهم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار