كم نحتاج من السنين لتجدد الغابات التي طالتها الحرائق نفسها تلقائياً؟
تشرين- محمد فرحة:
وصلنا إلى قناعة بأن ما نغرسه من حراج سنوياً ضمن خطط وزارة الزراعة عبر مديرياتها في المحافظات، نخسر أضعافه من الغابات في العام نفسه سنوياً، وهذا يعني أن غاباتنا تتآكل وتتقلص وتزداد رقعة المناطق الجرداء الخالصة، وهذا ما يسمى التصحر وهذه الحال أخطر ما في الكوارث الطبيعية كالجفاف، لأن من شأن ذلك عزل وخروج مساحات من الخدمة سواء أكانت زراعية أم شبه زراعية حيث يبدأ زحف الكثبان الرملية عليها. غير أن الحرائق لا تصنف من ضمن الكوارث الطبيعية بل هي من فعل النشاطات البشرية غير الرشيدة.
ونتحدث هنا تحديداً عن السنوات الأربع الماضية وما لحق بالغابات، من جراء نقص الوقود الأحفوري، الأمر الذي دفع الناس إلى قطع أشجار الغابات حيناً وحرقها حيناً آخر، إما للتفحيم، وإما لضم مساحات جديدة إلى الأملاك الخاصة وغرسها بالأشجار المماثلة.
مدير عام هيئة تطوير الغاب المهندس أوفى وسوف صرح لـ”تشرين” لاشك في أن ما لحق بالغابات أينما كانت في أي محافظة هو خسارة، ويشكل اختلالاً في التوازن البيئي، ونحتاج إلى عدة سنوات حتى تعود هذه الغابات وتجدد نفسها تلقائياً، مشيراً إلى أن أشجار السنديان والبلوط وغيرها تجدد نفسها تلقائياً، لكن هذا يحتاج إلى موسم مطري ومناخ ملائم كي تعود الغابات وتجدد نفسها تلقائياً، وليس عن طريق إعادة غرسها بالأشجار الحراجية.
وفي معرض إجابته عن سؤال «تشرين»: هل تم حصر المساحات التي طالتها الحرائق، أوضح وسوف أن هذا الأمر حتى الآن لم يتم غير أننا شكلنا لجاناً مساحية فنية ستقوم بحصر وقياس المساحات، وهذا لم يكن سهلاً أبداً بل هو شائك نظراً لتباعد المسافات ووعورة المواقع.
بالمختصرالمفيد: أياً كانت الأسباب والمبررات التي أدت إلى هذه الحرائق فهي غير مقبولة، فقطع الغابات لدرجة الإقصاء يعد كارثة حقيقية نظراً لتأثير ذلك على البيئة ومكوناتها الأيكولوجية، زد على ذلك الجانبين الاقتصادي والمناخي.