مِهن ستنقرض مع ثورة الذكاء الاصطناعي وأخرى تكافح معززة بحاجتها للعقل البشري…
تشرين- دينا عبد:
تأتي ثورة الذكاء الاصطناعي لتحلَّ مكان عدد من المهن، وتلعب دوراً كبيراً وتأخذ مكان العديد من الأشخاص وليكون في خدمة الإنسان؛ ومن المهن التي يمكن أن يأخذ دورها الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمة للبشر هي ؛ العمل في المعامل فقد تلجأ المصانع إلى الروبوتات والآلات الذكية بدلاً من اليد العاملة.
وهناك بلدان أيضاً استغنت عن عامل توصيل الطلبات ليحلَّ مكانه الروبوت، الذي بات قادراً على إيصال البضائع إلى العناوين المحددة.
أما المهن التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتولى مهمتها، فهي مهنة المدقق اللغوي الذي يلعب دوراً كبيراً في وسائل الإعلام ودور النشر، حيث يعد أحد أهم الأعمدة الرئيسة في صحة وسلامة المحتوى الإعلامي؛ إذ يتولى المدقق مسؤوليات حساسة، فهو يعمل على تصويب الأخطاء اللغوية، في مضامين المادة الصحفية معتنياً في تصحيح التراكيب والكلمات وعلامات الترقيم.
وبالرغم من مشقة هذه المهنة إلّا أنها تأخذ المدقق إلى عوالم بعيدة من خلال قراءته للمادة، وهنا السؤال: هل يحل الذكاء الاصطناعي مكان المدقق اللغوي! وما مستقبل هذه المهنة ؟
د. عماد بيازيد (دكتوراه في اللغة العربية) يشرح أنه لا يوجد أي أثر للذكاء الاصطناعي على مهنة التدقيق اللغوي لأنها تعتمد على الفهم التام للنص؛ والذكاء الاصطناعي مهما تقدم وتطور لن يصل إلى مرحلة عقل الإنسان أو قدرته على الفهم والاستيعاب؛ فاللغة العربية لغة مرنة بخلاف سائر اللغات فمن الممكن لتشكيل أو حركة أن تؤدي إلى اختلاف المعنى فيوجد في اللغة تقديم- تأخير- حذف.
ومن الصعب على أي برنامج أن يكون قادراً على التصحيح اللغوي.
وبحسب د. بيازيد فإنّ هناك محاولات في هذا الإطار عن طريق بعض المواقع؛ نعطيه النص فيضبطه ويصححه؛ ولكن المدقق اللغوي قادر على أن يعطي المواقع نصوصاً يعجز عن ضبطها.
لا أعتقد بأن يكون أي أثر للذكاء الاصطناعي في موضوع التدقيق اللغوي، لأنه يخضع لعمل عقلي بحت اعتماده على الفهم هذا من جانب؛ ومن جانب آخر عدم تأثير الذكاء الاصطناعي في مهنة المدقق اللغوي من جانبين: الأول، طبيعة هذه المهنة واعتمادها بشكل أساسي على العقل؛ و الثاني، أن خصائص اللغة العربية التي لا توجد في غيرها من اللغات.
ومن الممكن أن يكون موضوع الذكاء الاصطناعي مفيداً بلغة أخرى غير العربية، أما في العربية فيستحيل أن يكون مفيداً ويساعد ولكنه لا يمكن أن يلعب دور المصحح.