الألعاب الإلكترونية تطرد الكتاب من عقول اليافعين.. والحلول أسرية مجتمعية
تشرين- دينا عبد:
مع تزايد ألعاب الفيديو الإلكترونية يهجر اليافعون القراءة، لتكون في أدنى سلم اهتماماتهم؛ بالمقارنة مع تعلقهم وتعودهم على كل ما تقدّمه لهم الشاشات من متعة بصرية وحسية، حيث أصبحت تخطف عقولهم وتسلب حواسهم.
تقول زهراء مدرّسة لغة عربية أنها لاحظت غياباً كبيراً للكتاب الورقي الذي لا يزال يمتلك الرونق والمتعة في القراءة، والتجول الذهني في آفاق الخيال، ووسيلة فعالة لتوسيع آفاق اليافعين وزيادة معرفتهم في كثير من المجالات، وتطوير اللغة والمهارات اللغوية، وتحسين التركيز وخاصة في العطلة الصيفية؛ ومع تزايد أوقات الفراغ من المهم على كل أم تشجيع أبنائها اليافعين على القراءة، وتحقيق الاستفادة القصوى من وقتهم وفق خبراء، حيث القراءة بوصفها بوابة للمتعة الفكرية، تعزز إبداع اليافعين وتطور من مهاراتهم.
ونظراً لخصوصية تلك المرحلة العمرية على عقول اليافعين، فإنّ القراءة تحافظ على البناء المعرفي لديهم، وتجيب عن تساؤلاتهم في هذه المرحلة حول الكون والحياة وأنفسهم، وخفض مستويات القلق لديهم.
المرشدة التربوية صبا حميشة ترى من الضروري أن يكون للأهل دور في تعميق ارتباط أبنائهم بالكتب من عمر الطفولة المبكرة، والذي يمتد لسن المراهقة، من خلال توفير البيئة المنزلية ومزاولة سلوك القراءة من قبل الأهل، ليكونوا بذلك قدوة لأبنائهم، وتخصيص وقت لزيارة المكتبات العامة ومعارض الكتب وتشجيعهم على اقتناء النافع والادخار لشراء المفيد منها.
وبحسب حميشة فلا يجب على الأهل في الجانب المقابل منع أولادهم من التصفح الإلكتروني، بل يجب استخدام أساليب الضبط التي تساعد أبناءهم على تشكيل علاقة صحية مع وسائل التكنولوجيا من خلال تحديد الأوقات التي يقضونها على الشاشات الإلكترونية.
والحفاظ على طقوس ترابطية مع الأسرة من خلال القراءات والمشاهدات الجماعية بما يفيد مختلف الأفراد داخل الأسرة، وجعل سلوك القراءة مرتبطاً في أذهان الأبناء بأنشطة أكثر متعة وإثارة، لتمثل القراءة لهم حياة نابضة في حسهم ووجدانهم، كما وصفتها..
وبيّنت حميشة بعض الأساليب الفعالة لجذب اليافعين وتحفيزهم على الاهتمام بالقراءة، متمثلة في دعوتهم على أندية القراءة ومناقشة الكتب المتنوعة.
والوقوف عند اهتمامات اليافعين، وربطها بمجموعات مختلفة من الكتب في غرس هذه القيمة لديهم.