طير البشاير..أغنية جديدة للمطرب موفق بهجت عن عودة سورية للجامعة العربية
تشرين- سامر الشغري:
الشغف بالوطن والتفاعل مع أحداثه هما ما دفع بالفنان القدير موفق بهجت مطرب الأغنية السورية إلى أن يقطع غربته وأن يعود مسرعاً إلى أرض الوطن، حتى يسجل أغنية هو من صاغ كلماتها ووضع نغماتها قبل أن يؤديها بصوته بعد طول غياب.
لقد هزت هذا النجم حتى الأعماق عودة سورية إلى جامعة الدول العربية منتصرة مرفوعة الرأس، وانتشى وهو الفنان الذي عاش ذروة المد القومي في الستينيات مع خطاب السيد الرئيس في مؤتمر قمة جدة بأن انتماء سورية العربي أمر ثابت وراسخ في السياسة السورية، وأنه انتماء حقيقي وفعلي.
الأغنية التي حملت عنوان “طير البشاير” جعلت الحدث والموقف السياسي يتحول إلى كلام مغنى، وإذا بالفنان بهجت يعيدنا إلى المربع الأول في الغناء عندما كان المطرب في الماضي القريب خير من يعبّر عن مواقف مجتمعه وتطلعاته.
الأغنية حملت بلا شك أسلوب بهجت المعهود في الغناء، رغم جهود الموزع الموسيقي هيثم الحموي الحثيثة في إعطائها لبوساً حديثاً ومعاصراً، منها ذلك الهارموني الجميل بين الكورال وصوت الفنان بهجت، لا في مطلع الأغنية والكوبليهات التي تتألف منها فحسب، بل حتى في اللازمة الموسيقية في تشكيل قلما نراه بالغناء العربي المعاصر، وهذا ليس غريباً على كورال سورية الذي رافق الفنان بهجت في الأغنية عبر المايسترو نزيه أسعد والموسيقي كفاح سلمان ومغني الكورال عاصم سكر وديمة زين الدين وفاتنة الحموي ورهف السيد.
لقد كان فناننا مقيماً في لندن يلاحق أخبار الحدث السياسي المتصل بانطلاق فعاليات القمة العربية في جدة بمشاركة سورية بأعلى المستوى، فوجد نفسه وهو الفنان الذي عرفناه مطرباً وملحناً فيما كانت تجربة الكتابة عنده أقل توهجاً، يجسد هذا الحدث بنص غنائي مع اللحن في ذات الوقت تقريباً.
ولم يشأ الفنان بهجت أن يسجل أغنيته في الغربة، فعاد أدراجه متحملاً مرضه وشرع بالتحضير لإنتاج الأغنية على حسابه الشخصي بالتعاون مع شركة سوناتا، وتواصل لهذه الغاية مع الفنان والموزع هيثم الحموي اللذين شكلا معاً شراكة منذ موشح (يا كاسف القمر) عندما غناه بهجت في مهرجان الأغنية السورية بحلب سنة 1996، وسوف نجد عند الاستماع للمقطع الأخير من أغنية “طير البشاير” استعادة لمقدمة أغنية بهجت ذائعة الصيت، “عزي و بلادي سورية”، في توظيف ناجح ولافت لإحدى أكثر أغانينا الوطنية شهرة ونجاحاً.
وسوف يذكرنا أيضاً استخدام الكورال في “طير البشاير” بتجربة بهجت السابقة مع أغنية (رعاك الله) كلمات وألحان الفنان شاكر بريخان، حيث سافرا إلى القاهرة ليسجلا الأغنية مع الفرقة الماسية التي كانت تمتلك كورالاً رجالياً ونسائياً عالي المستوى، وسجلت “رعاك الله” فيما يعرف باستديو أم كلثوم بمبنى إذاعة القاهرة القديمة حيث كانت كوكب الشرق تسجل أغانيها، ليضمن بذلك بهجت وبريخان أعلى جودة ممكنة في أغنيتهما.
ورغم حداثة “طير البشائر” إلا أنها تنتمي فكرياً للزمن القديم ويمكن تصنيفها ضمن الغناء الملتزم، عندما كان المطرب سريع التماهي مع قضايا وأحداث وطنه، وربما ستكون دافعاً أمام مطربي هذا الزمن ليعودوا لواقع الناس وليستلهموا من الأحداث التي يمرون بها، مواضيع وأفكاراً لأغانيهم تحيي مجدداً ظاهرة الغناء الملتزم:
“طير البشاير
بالسما طاير
راية سورية يا بلدي
حاملها وداير
قالها عالمنبر
كلمة مش أكتر
انو انتمائك سورية
عربي عربي
وانك سورية قلبو للوطن العربي
إنتي حبيبتنا
ورمز محبتنا
ونصرك غايتنا
سورية عزي يا بلادي
عزي يا بلادي سورية عزي يا بلادي”