في الذكرى السنوية الثانية لافتتاحه 25 عملية منذ انطلاق عمل مركز زرع الخلايا الجذعية
تشرين- أيمن فلحوط:
تزامناً مع الذكرى السنوية الثانية لافتتاح مركز زرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية للأطفال في سورية، من قبل السيدة الأولى أسماء الأسد نظم القائمون على اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان، اليوم في فندق الشيراتون بدمشق، إحاطة إعلامية للتعريف بما وصل إليه القائمون على المركز، وما أنجز من مهام وأعمال حتى الآن.
يحسب للقائمين على المركز نجاحهم في تحدي الصعاب التي واجهت عملهم، وطوعوا ذلك لتحقيق شعار “حياة” الذي يعيد الأمل للأطفال المصابين بسرطانات الدم وبعض السرطانات الصلبة، وأمراض الدم الوراثية، وأمراض نقص المناعة الخلقية، إلى الحياة بعد أن كانت حالات ميؤساً منها.
نعم هي الحياة التي أنجزت حتى اليوم القريب 25 عملية منذ انطلاق المركز حتى الآن، انطلاقاً من الحرص على رعاية الأطفال رعاية سليم، لأنهم الهدف اجتماعياً وتعليمياً وصحياً، فالوطن السليم يكون بأبنائه المعافين.
من هنا كان توجه السيدة الأولى أسماء الأسد، منذ أكثر من عقدين من الزمن، حيث تضافر الجهود، وتشبيكها بين القطاعات المعنية جميعها: أهلية كانت أو عامة أو خاصة، للوصول إلى أفضل السبل والبرامج والهيئات لتهيئة البيئة الداعمة للأطفال مجتمعياً وتعليمياً وتشريعياً وصحياً، وتمكينهم بمراحلهم العمرية كافة.
انطلاق العمل بالمركز
ورغم ظروف الحرب والإرهاب والحصار على سورية كما أشارت رئيسة اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان الدكتورة أروى العظمة، كان الإنجاز الحقيقي والنوعي في انطلاق العمل بمركز لزرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية للأطفال في سورية عام ٢٠٢١ حيث تم تجهيزه بأحدث التقنيات الطبية، مع اعتماد أعلى المعايير الفنية والهندسية التي تكفل أفضل درجات الوقاية والتعقيم والعزل التي تضمن سلامة الطفل المريض ونجاح العمليات مع عزل طبي تام للطفل دون أن يُبعده ذلك عن أمه وأهله.
د. العظمة: جزء من منظومة متكاملة لمواجهة تحدي السرطان في سورية ضمن البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان
المركز يعد جزءاً هاماً وحيوياً من منظومة متكاملة لمواجهة تحدي السرطان في سورية ضمن البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان الذي أطلقته السيدة الأولى، وباهتمام ورعاية كبيرة من السيد الرئيس بشار الأسد.
هو أول مركز مخصص لهذا النوع من العلاجات للأطفال في سورية، ويعد أحد الإنجازات الطبية المهمة، والمتطورة ليس في سورية فحسب، بل على مستوى المنطقة.
المركز يقدم عملياته مجاناً، حيث وضع حداً نهائياً للمشقة التي يتكبدها أطفال السرطان جراء السفر إلى روسيا لإجراء هذه العمليات النوعية، كما معاناة ذويهم من التكلفة الباهظة التي يتكبدونها، والتي تتجاوز المئة ألف دولار، إن هم قرروا إجراء هذه العمليات الضرورية لأطفالهم في دول الجوار.
المركز يعتبر الأول في سورية لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان وبعض الأمراض الأخرى، ويستقبل الأطفال المرضى من عمر شهر وحتى 14 عاماً.
أول عملية
وبين مدير المركز الوطني للخلايا الجذعية “حياة” الدكتور ماجد خضر أنه تم الإعلان عن أول عملية زرع خلايا جذعية ذاتي عام 2021 في دمشق، في حين أعلن عن أول عملية زرع غيري، في مركز زرع الخلايا الجذعية بمشفى الأطفال بدمشق، بتاريخ الأول من تشرين الثاني عام ٢٠٢١ لطفل عمره 9 سنوات، أجرى عملية تبرع بالخلايا الجذعية، ليساهم في إنقاذ حياة شقيقه البالغ من العمر 13 عاماً، والذي يعاني من سرطان دم نقوي حاد ناكس.
وتعد هذه العملية الأولى في المركز كعملية زرع “غيري” أي عملية زرع خلايا جذعية من مُتبرِع وليس من ذات الشخص المريض، وهي عملية خطرة ومعقدة جداً، وتحتاج إلى تقنيات وأجهزة عالية الجودة وكادر طبي خبير ومتخصص ونوعي.
د. خضر: المركز تتوافر فيه جميع المقومات لنجاح عمليات الزرع
مركز زرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية بمستشفى الأطفال بدمشق تتوافر فيه جميع تلك المقومات، والتي أسهمت في إجراء 25 عملية منذ انطلاق العمل بالمركز 7 منها عمليات زرع ذاتي و18 منها عمليات زرع غيري بنسبة 28% لعمليات الزرع الذاتي و72% لعمليات الزرع الغيري وتعددت عمليات الزرع في المركز لعلاج:
52 % لحالات الزرع لأطفال التلاسيميا وفقر الدم اللا مُصنع.
48 % لحالات الزرع لأطفال مصابين بالسرطان.
وتتم متابعة وضع المريض صحياً من 5 إلى 10 سنوات بعد الزرع حيث إن الطاقة الاستيعابية للمركز قبول 5 أطفال بالوقت نفسه لتصل من 40 إلى 50 طفلاً سنوياً تقدم لهم كل الخدمات مجاناً رغم تكلفتها الباهظة التي تتجاوز 150 ألف دولار في دول أخرى لتكون الأولوية للأطفال مرضى سرطان الدم ممن هم بحالة هجوع المرض أما باقي الحالات فيمكن تأجيلها لوقت محدد ونسبة الشفاء عموماً تتراوح بين 60 و90 بالمئة حسب الحالة.
لا تأثيرات جانبية على المتبرعين بالخلايا الجذعية
ورداً على تساؤلات «تشرين» حول ثقافة التبرع وإن كان هناك منعكسات سلبية على الشقيق المتبرع أم لا؟
وأيضاً عن الاضطراب الوراثي عند مرض التلاسيميا كم نحن بحاجة إلى التوعية وإلى البرامج التوعوية في هذا الإطار، والدور المناط بالإعلام وبالوسائل المختلفة، أجاب الدكتور خضر:
سؤالان مهمان جداً..
العديد من الأهالي يتوجهون لنا، بالسؤال عن مدى تأثر المتبرع صحياً ونؤكد أنه لا يوجد أي تأثيرات جانبية، ولا خوف على المتبرع من أي تأثيرات.
وبالنسبة لثقافة التبرع، فالمسألة مهمة جداً ونحن بصدد إنشاء سجل وطني للمتبرعين من الخلايا الجذعية، وسيتم فيه تسجيل اسم المريض المتبرع، ومعرفة مدى تطابق أنسجته مع المريض المتبرع له، وقد يصل عدد المتبرعين مابين 30- 40 ألف متبرع، لأن بعض المرضى قد لا يكون لديهم أخ أو أحد من أفراد العائلة يتوافق أنسجته مع المريض، وبالمقارنة من خلال الداتا التي جمعناها من المتبرعين يمكن الوصول إلى المتبرع الذي يتوافق مع المريض.
بالمحصلة لا بد من العمل على القيام بالتحاليل اللازمة قبل الزواج من قبل وزارة الصحة، لأنه من الممكن للزوجين أن يحملا نفس المورثة المرضية، وكذلك زواج الأقارب من العوامل المسببة لتلك الأمراض.