لا مثيل لها في العالم.. اكتشاف مشاهد جديدة في لوحة الرستن الفسيفسائية
تشرين – ميمونة العلي
أعلنت مديرية الآثار والمتاحف اليوم عن اكتشاف مشاهد جديدة في لوحة الرستن الفسيفسائية الأولى عالمياً.
وبيّن الدكتور همام سعد معاون المدير العام للآثار والمتاحف مدير التنقيب ومدير بعثة الرستن أنه مع استمرار التنقيب لمعرفة حدود اللوحة الفسيفسائية التي تم اكتشافها سابقاً تم إجراء سبر للمقطع والعثور على مشهد استثنائي آخر يمثل حرب القناطير المذكورة في إلياذة هوميروس مع أسماء شخصيات جديدة غير مذكورة في الإلياذة وقد أرخ المؤرخ الروماني أوفيد في القرن الأول الميلادي لهذه الحرب حرب القناطير وتكلم عن وجود 53 قنطوراً و23 لبتيس.
منوهاً بأن حرب القناطير هي حرب اندلعت بين ما يعرف باسم شعب اليونان اللبيتس و القناطير ولها رمزية مهمة جداً وتعني الوحشية.
وأوضح سعد أن القنطور نصفه جسد حصان والجزء العلوي إنسان وهنا كانت الرمزية أي بين النظام والفوضى.
وأشار سعد إلى أنه تم الإعلان سابقاً عن اكتشاف المشهد الأول في تشرين الماضي ويمثل إله البحر مع زوجته وحوله مجموعة من حوريات الماء، وبالتعاون مع متحف نابو في بيروت تم التوسع في أعمال التنقيب، وبدأت تظهر عناصر معمارية منتشرة حول لوحة الفسيفساء إضافة إلى بوابة صرحية مهمة جداً وعثر على بقايا لرسوم جدارية على إحدى النوافذ و مع استمرار الأعمال تم العثور على مشهد آخر هو المشهد المركزي ضمن إطار دائري يمثل حرب الأمازونات وتكمن أهمية هذين المشهدين أنهما مذكوران في الميثلوجيا اليونانية في إلياذة هوميروس و هو المشهد الأول على مستوى العالم الذي يوثق الميثلوجيا اليونانية ضمن لوحة فسيفساء، ولا مثيل له في العالم كله وهذا ما أعطاه الأهمية الاستثنائية، حيث توجد مشاهد معروفة في منحوتات ورسوم جدارية لكن على لوحة فسيفساء هي الأولى عالمياً، ولفت سعد إلى أن الأهمية الأخرى تكمن بالعثور أيضاً على بقايا لوحة أخرى من العصر البيزنطي في القرن الخامس الميلادي فيها مشاهد موجودة لكن للأسف مدمرة في أغلبها وهي مستوى آخر وتعود اللوحة إلى النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي وتم العثور على قطعة نقد تؤرخ فترة حكم جوليان الفيلسوف الذي عاد إلى الوثنية وأعطى أهمية كبرى للفكر الفلسفي اليوناني فمنطقة الرستن قريبة من مملكة أفاميا التي اكتشف فيها لوحات فسيفسائية لها علاقة بالفكر الفلسفي الأفلاطوني.
مؤكداً أن حدود اللوحة غير معروفة حتى الآن ويتم العمل على اكتشافها بالكامل.
حسام حاميش مدير آثار حمص أوضح لتشرين أن أعمال التنقيب استمرت لمدة شهر ونصف حيث تبين وجود مشهد آخر من اللوحة التي لم تكتمل إلا من الشمال والجنوب، أما من الغرب والشرق فاللوحة مستمرة تحت الطريق العام المجاور وهذا يحتاج إلى تحضير بنية لوجستية مع مجلس مدينة الرستن وسيتم التفاوض لاحقاً مع الجوار لشراء المنزل بالسعر الرائج بتمويل من متحف نابو في بيروت
ومن المتوقع وجود لوحات جديدة على مستوى أعلى فالرستن مسجل تل أثري منذ القديم افتتح في عام ال 2006، وفي المدينة تيجان وأعمدة قديمة وهذا دليل على أهمية إمبراطورية آرتيزونا ومساحتها الكبيرة.