كلية الإعلام تكرم عامر مارديني في مئوية جامعة دمشق
تشرين – أيمن فلحوط:
أحسنت كلية الإعلام في جامعة دمشق الخيار في الاحتفالية التي نظمتها على المدرج العاشر لها في الذكرى 100 لتأسيس جامعة دمشق، حين كرمت اليوم الدكتور محمد عامر مارديني، والإعلامي السوري الإذاعي الشهير الأمير يحيى الشهابي، بغية تكريس قيمتين، وفقاً للدكتورة نهلة عيسى تتمثل الأولى في الوفاء لمعلمينا، والثانية بالتذكير بالقامات الإعلامية الكبيرة.
وشهدت الاحتفالية عرضاً لفيلم المتعدد، الذي لخص عمل المكرم مارديني، مع تقديم من قبله لبعض قصصه، بالإضافة لمجموعة من الأفلام التي أعدها الطلبة والفيديوهات القصيرة عن الجامعة، والكلية وأهم الإعلاميين الرواد، والذكاء الاصطناعي في الحياة والإعلام.
الأسعد في حياتي
في حديثه لـ«تشرين» بعد التكريم بيّن الدكتور عامر مارديني أهمية التكريم بالنسبة له معتبراً أنه الأسعد في حياته، بعد أن شغل مهام عديدة من عميد كلية الصيدلة، ووكيل للشؤون الإدارية والشؤون العلمية في جامعة دمشق ثم رئيساً لها، و وزيراً للتعليم العالي، وحالياً رئيساً لجامعة الأندلس الخاصة.
د.مارديني: كلية الإعلام جزء من تاريخي
وأضاف: أشعر تماماً أن كلية الإعلام هي جزء من تاريخي باعتباري عملت لنقلها من قسم للصحافة في كلية الآداب إلى كلية مستقلة، كما أشرفت على بناء وإعداد المركز الإعلامي لها، الذي أصبح نتيجة الحرب الظالمة على سورية بعهدة الإخبارية السورية.
وقد حاولنا أن نعطي كلية الإعلام حقها، من باب أنها بوابة المنارة لجامعة دمشق، التي تحتاج لكوادر إعلامية متميزة تظهرها وتظهر حقيقة أداء هذه الجامعة التاريخية العظيمة في كل أنحاء العالم.
كما أضاف الدكتور مارديني: رغم الحرب الظالمة التي حاولت الإطاحة بالمنظومة التعليمية، وخاصة بين أعوام 2011 و2014 وحينها كنت رئيساً للجامعة حرصنا على التمسك بتاريخنا وثقافتنا للمحافظة على عراقة وتاريخ جامعتنا.
وفيما يتعلق برسالته إلى جيل اليوم من خلال الأدب الساخر الذي عملت عليه إلى جانب مهامي العلمية، أوضح الدكتور مارديني أن الأدب الساخر هو المضحك والمبكي، لحياتنا المليئة بالمتناقضات والمفارقات، التي تستوجب تصويرها ورسمها، من خلال رسالة إلى المعني بالموضوع، عبر حكاية عن قضية لها علاقة بهموم الناس كموضوع الكهرباء والمياه، أو أشياء أخرى، لأقول للمسؤول: انتبه إلى معاناة الناس ضمن هذا الإطار.
والأدب الساخر تاريخ طويل وكتابه عظماء وأحاول أن أحاكيهم، من خلال ما نمتلكه من لغة عربية وخيال، خاصة أنني عشت في مجتمعات عديدة، ولكل مجتمع خصوصيته، ما بين عميد للكلية ونائب لرئيس الجامعة وأعضاء الهيئة التدريسية، ومن هذا المنطلق كانت عملية الرصد في كتاباتي بطريقة لا تكون فجة، فلا أعمل بالتنمر، ولا أحكي بقضايا من أجل إزعاج الآخرين، محاولاً تسليط الضوء على مجمل تلك القضايا بطريقة أدبية معبرة.
وأشار الدكتور مارديني لمقولة عالمية تقول: إن الحروب أول ما يتأذى فيها التعليم وآخر ما يتعافى هو التعليم، ومع ذلك هذه الاحتفالية اليوم، وفي جامعة دمشق تؤكد أننا نسير بطريقة العودة لتتعافى منظومة التعليم مجدداً، بغية ربطها في سوق العمل، والبحث عن فرص العمل للخريجين.
صرح كبير
رئيس اتحاد الصحفيين الزميل موسى عبد النور بين أهمية الاحتفالية بالذكرى المئوية لجامعة دمشق، لكونها صرحاً كبيراً قدم الكثير ليس فقط على المستوى سورية فقط، وإنما على مستوى الوطن العربي والعالم. مضيفاً: الخبرات التي تخرجت من هذه الجامعة انتقلت إلى كل أنحاء العالم، لتقدم خبرتها وما تعلمته في هذه الجامعة، وساهمت في بناء العديد من الإسهامات الطبية والعلمية والثقافية في كل أنحاء العالم.
عبد النور: أين الدراما السورية من جامعة دمشق وتاريخها؟
وتساءل عبد النور حين نعود لمئة عام إلى الوراء، خطر في ذهني أثناء الاحتفالية، أين هذه الجامعة وتاريخها من الحياة السورية والدراما السورية؟ لماذا نحن دائما نتحدث عن الحارة وعن البيئة، ونغفل هذا الجزء الهام العلمي الذي يقدم سورية بأفضل تقديم، ولماذا لا ندخله في الدراما ونقدمه للعالم، أما الجزئية الأخرى التي تتعلق بالتكريم المستحق لشخصية كان لها حضورها على مستوى الجامعة، وساهمت في تأسيس العديد من الكليات، ومنها كلية الإعلام، ووصل الى رأس الهرم فيما يتعلق بالتعليم العالي كوزير التعليم العالي.
وقد لاحظت جهداً واضحاً من طلبة كلية الإعلام في هذه الاحتفالية، من خلال إنتاج التقارير ومجموعة من المواد الاعلامية، التي قدمت الجامعة، وبعض رواد الاعلام، فتحية لجامعة دمشق التي تعتبر هي الجامعة الأم بالنسبة للجامعات السورية، في عيدها المئوي، ونتمنى أن تعود وترتقي على سلم ترتيب الجامعات عربياً وعالمياً، لتبقى منارة علمية حضارية بالنسبة لسورية والسوريين.
احتفال بالخريجين والكوادر
بدورها نائب رئيس جامعة دمشق للتعليم المفتوح الدكتورة رغدة نعيسة بينت أن هذه الفعالية وخاصة في كلية الإعلام هي ذخر لكي نعرف عن قرب إلى أين وصلت جامعة دمشق، وهذه المئوية ليست فقط احتفالاً بالمئوية إنما احتفال بالخريجين والكوادر الموجودة ضمن جامعة دمشق والكوادر السابقة، التي هي خير سفير لجامعة دمشق، وها نحن نشاهد بأم أعيننا كلية الإعلام وما وصل إليه طلاب الإعلام من تميز من دوافع أنفسهم الذاتية، رغم فقر الإمكانات التي تقدم لهم من قبل الجامعة، مع أن الجامعة تحاول تسخير ما يمكن لمساعدتهم، لان لكلية الإعلام خصوصيتها.
شامخة عالية البنيان
بدورها عميد كلية الإعلام الدكتورة بارعة شقير تحدثت لـ«تشرين» عن معاني احتفالية جامعة دمشق بالذكرى المئوية، مبينة أنها تدخل في ذكراها المئوية، وهي شامخة عالية البنيان، متكاملة الكليات، ونقف اليوم في مدرجها فخورين نزهو ونعتز بما حققته من تقدم وتوسع على مدى القرون والأجيال، ومن منبر مدرج جامعة دمشق أتوجه بالتقدير والشكر لطلابي الأعزاء الأقرب إلى قلبي، حيث تتبعثر الكلمات، حينما أحاول أن أسطر لهم أجمل عبارات الامتنان، والثناء لقاء مجهودهم الرائع، لما أنجزوه من أفلام وثائقية ومواد فيلمية توثق تاريخ الجامعة الذهبي والحافل بالإنجازات، وهو إن دل على شيء، فإنما يدل على وفائهم لجامعتهم الأم، وتقديراً لأساتذتهم والمكرمين.
جوهر وحقيقة جامعة دمشق
منظمة الاحتفالية الدكتورة نهلة عيسى تحدثت لـ«تشرين» عن الإعداد للاحتفالية وتكريم الدكتور مارديني بأنه كان لديها إصرار شديد على تكريم الدكتور محمد عامر مارديني في هذا اليوم، لأن ما قدمه يلخص جوهر وحقيقة جامعة دمشق، كونه عالماً وإدارياً على مدى ربع قرن في مواقع مختلفة في المهام التي تسلمها.
كما أنه يتميز بالبعد الثقافي والأدبي والإنساني الذي يعكس إلى حد كبير البعد الإنساني والحضاري لجامعة دمشق، وما يكنه لكلية الإعلام التي لخصتها بالقول: “إنه حبيب كلية الإعلام”، إذ كان منذ اتخذ القرار بتحويل قسم الصحافة إلى كلية، وكان رئيساً للجنة المشرفة على التحضيرات والتجهيزات داعماً حقيقياً لها، ليتحول القسم إلى كلية مكتملة الأركان على المستويين الفني والتكنولوجي، وأيضاً البشري والتعليمي.
كما كرمنا أحد أساتذتنا من القامات الإعلامية الكبيرة في التاريخ الإعلامي السوري الإذاعي الشهير الأمير يحيى الشهابي بغية تكريس قيمتين، الأولى الوفاء لمعلمينا، والثانية التذكير بالقامات الإعلامية الكبيرة التي على أكتافها نهض الأعلام في سورية، سواء في وسائل الإعلام المكتوبة أو المسموعة آو المرئية.
د.عيسى: حان الوقت لإعادة المركز الإعلامي إلى طلاب كلية الإعلام
وتطرقت الدكتورة عيسى إلى معاناة الطلبة في ميدان التدريب، مشيرة إلى مركز التدريب والإذاعي والتلفزيوني وأيضاً النصي على مختلف فنون الإعلام الذي كانت الكلية تمتلكه، لكن مع بداية الحرب تمت إعارة هذه الكتلة التكنولوجية الفنية إلى قناة الإخبارية لوقت قصير، بغية أن تقوم بدورها فيما يتعلق في الحرب على سورية، لحين إيجاد مقر لها، وقد طال الوقت من عام أو عامين، ووصلنا الآن إلى العام الثاني عشر من الإعارة. فقد انتفت الأسباب التي كانت سبباً في هذه الإعارة، وأظن حان الوقت لإعادة هذه البنية إلى أصحابها طلاب كلية الإعلام، ولن يتطور أداء الطلبة ولن يصلوا إلى الحالة المعاصرة التي تمارس الآن في مختلف وسائل الإعلام، إلا من خلال هذا التدريب المهاري الذي نفتقد إليه الآن.
ولفت رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام د.عربي المصري إلى حداثة كلية الإعلام بأنها الوليد الحديث في جامعة دمشق، ومن حقنا الافتخار بتاريخ عمره مئة عام، رغم أن عمر الكلية 13 سنة، وحين نضع ذلك أمام تاريخ جامعة دمشق لابد أن يفتخر أي اختصاص علمي بهذا التاريخ، مئة عام ليست رقماً أو كلمة تقال، مئة عام هي تراكم معارف، وخبرات وجهود لذلك جاءت احتفالية كلية الإعلام عبر قسم الإذاعة والتلفزيون تحديداً لتقول: إن هذه المئوية يجب أن تكون بصمة لدى طلابنا، ويعرفون جميعاً هذا الشعور الداخلي لتنميته، فحينما يدرك الطالب أنه يدرس في جامعة تحتفل بمئة عام، يعرف المكان الذي هو فيها، وأنه بالمكان الصحيح، فيجب أن يكون على الصراط الصحيح، على الصراط المستقيم، كي يؤدي ويستكمل رسالة مئة عام من العلم وأكثر.
تصوير: يوسف بدوي