«ثقافةُ الإذعان» وأشكالها واتجاهاتها في فرع طرطوس لاتحاد الكتّاب العرب
تشرين- ثناء عليان:
«ثقافة الإذعان» عنوان المحاضرة التي ألقاها الباحث حسن إبراهيم أحمد بدعوة من فرع طرطوس لاتحاد الكتّاب العرب، بيّن فيها أن هناك حالات أو ظواهر أو وقائع يضعف الإنسان في مواجهتها لضعف في قوته النفسية أو الجسدية أو الثقافية، فيذعن لها.
واستعرض الباحث أشكال الإذعان منها: الإذعان القهري، الإذعان للواقع، الإذعان للعادات والتقاليد، الإذعان للتكنولوجيا، للتحايل وأشكاله، إذعان التصاغر والمحاباة والمسايرة والسير الشعبية، وهناك إذعان سلبي وآخر إيجابي.. إنه طاعة إكراهيّة خالصة لمن له القدرة على التحكم بالمصير.. إنه نوع من السجن والتسيير من قبل من هو أقوى.
كما تطرق إلى دور علم النفس الاجتماعي في الإذعان واهتمام الكثير من علماء النفس بهذه الظاهرة في كل مجتمعات العالم، لافتاَ إلى أن هناك الكثير من المفاهيم والأقوال التي رسخت هذه الظاهرة، كما ربط بين الإذعان كسلوك ومفهوم الخضوع للقانون أو للنظام .
ثم تحدث عن كل أشكال الإذعان بدءاً من الشكل السياسي والعادات والتقاليد والإذعان للموروث الديني والمقدس، كما أن هناك إذعانات اجتماعية منها: الإذعان لعلاقات القرابة، إذعانات البسطاء للأخبار وللشائعات الملفقة، إذعان الخدم والعبيد لسادتهم في المجتمعات الإقطاعية، إذعان الحب.. مثل ما حدثَ مع شعراء بني عُذرة، وهناك إذعان الترادف والتقييد: ويعني الثقة ببعض الناس وبتصرفاتهم، ومنه أيضاً إذعانات ندسُّها للأولاد الصغار، ونعني بها أساليب التربية، وإذعان المرأة لزوجها، والأمثال الشعبية تحرِّض هي الأخرى على الإذعان.
وانتقلَ الباحث إلى الحديث عن أشكال الإذعان في الثقافة، ومنها الإذعان للفلسفة القديمة، وللشعر القديم، والإذعان للعواطف النبيلة ولاسيما عواطف العشاق في القصص الخالدة، والإذعان للمصطلحات مثل مصطلح (صِدام الحضارات)، والإذعان للدعايات في الصناعات والسلع الحديثة، والإذعان للترادفات، والإذعان للمعارك الفكرية والأدبية مثل تنافُس جرير مع الفرزدق وغيره كثير، كما عدّ أن الإذعان هو تغييب للعقل، وتعطيل الفكر، ويتم كل ذلك في غياب الحرية .
وتوقف الباحث عند الإذعان الروحي والإيماني، والإذعان للإرهاب، وللصوفية، والعقائد الجبرية، ولكل أشكال الإيديولوجيات… الاشتراكية، الديموقراطية وغيرهما، والتي تصبح قيداً على العقل… وقدم الباحث شرحاً وتوضيحاً لكل نوع من أنواع الإذعان التي أتى على ذكرها، مع تقديم أمثلة عن كل نوع من أنواع الإذعان.
ونذكر أن الباحث حسن إبراهيم أحمد، هو عضو اتحاد الكتّاب العرب من أهالي جبلة، له سبعة وعشرون كتاباً في محاور فكرية متنوعة، منها ثمانية عشر كتاباً منشوراً، والبقية قيد النشر. ومن كتبه المنشورة: مصداقية الوعد بالخلاص، من ملامح المشهد الثقافي، العقل الإيماني في الإسلام المعاصر، لا تُحسنوا الظن بالغرب وغيرها.