في اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين.. أشخاص أقلعوا وعيادات تساعد الراغبين مع فريق مدرب
تشرين- دينا عبد:
في الواحد والثلاثين من أيار من كل عام يصادف (اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين)، الذي يعدّ آفة مرضية انتشرت بكثرة بين صفوف الشباب وخاصة فئة المراهقين الذي امتدت معهم هذه العادة لمرحلة الجامعة؛ إلّا أن بعضهم بإرادة وتصميم قرر الإقلاع وترك عادة التدخين، والاستعاضة عنها بما هو مغذٍّ ومفيد.
ومعتصم(طالب جامعي) قرر ترك هذه العادة وعن بدايته معها يقول: بدأت التدخين منذ 6 أعوام بدافع التجربة، وأيضاً بتشجيع أصدقائي في المدرسة، حيث إن معظمهم كانوا يدخنون، وأضاف إنّ فكرة التدخين كانت تثير اهتمامي، وقمت بالتدخين فترة متواصلة حتى اكتشف أهلي تدخيني للسجائر في أول سنة جامعية، وقاموا بتوجيهي ونصحي، وأقلعت عنها بعد أن اكتشفت أنني أحتاج لميزانية خاصة لعلب السجائر، وبالكاد أوفر مصروف المواصلات، ومضى على تركي التدخين ٨ أشهر، وقد ساعدني في ذلك زيارتي لعيادات الإقلاع عن التدخين والمشورات النفسية وما زلت أزور العيادة بمعدل مرة كل أسبوع.
أما ثائر (طالب جامعي) فيقول: رغم إدراكي التام لخطورة التدخين ومحاولاتي الإقلاع عنه، إلّا أنني لم أستطع ذلك، حيث كانت أطول فترة للابتعاد عن التدخين ٤ أشهر، وفي وقت سابق كنت أدخن الأرجيلة وأقلعت عنها، مشيراً إلى أنّ متابعته مع عيادة الإقلاع عن التدخين، والإرادة كانتا كفيلتين لجعله يقلع ويعود لممارسة حياته بشكل طبيعي، بعيداً عن الأمراض الصدرية والسعال، وعاد لممارسة الرياضة من دون الإحساس ببذل أي جهد.
مديرة برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة د. عبير عبيد بيّنت أن تدخين النرجيلة لمرة واحدة يعادل تدخين 100 سيجارة من حيث كمية السموم التي تدخل الجسم؛ وقد أكدت الدراسات أن دخان النرجيلة يحتوي على الكثير من المسرطنات والفلزات الثقيلة وغيرها من السموم.
وعن عمل عيادات الإقلاع عن التدخين أشارت إلى أنه بعد توقف دام خمس سنوات بسبب الحرب الإرهابية على الوطن، عاد العمل من جديد لبرنامج مكافحة التدخين، وبدأنا بتشكيل فرق عمل في كل المحافظات، من أجل بدء الأنشطة فيها، حيث تم تدريب فريق عمل مكون من 40 عاملاً صحياً كانوا نواة العمل في البرنامج، وتم إعداد مادة علمية إلكترونية كحقيبة تدريبية للبرنامج.
وعن الفئة المستهدفة أوضحت د.عبيد أن الدعوة كانت في البداية لفئة الشباب، لكونهم جيل المستقبل للابتعاد عن التدخين الذي سيدمر صحتهم, وذلك من خلال مبادرات شبابية منها :
مبادرة (فليكن منك التغيير) للشباب في دور الأيتام ومدارس الأحداث، ومبادرة (عزم وإرادة ضد التدخين) لطلاب الجامعات والمعاهد، والتي تم الوصول فيها إلى 10000 شاب وشابة بالتوعية خلال شهرين من العمل.
ومن خلال ندوات تثقيفية ودورات تدريبية في كل المحافظات، وتنفيذاً للسياسات الست العالمية والبند (OFFER) الذي يتم فيه تقديم مساعدة الإقلاع عن التدخين، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، تم تنفيذ تدريب أولي للمنسقين في المحافظات، ووضع خطة عمل لاحقة من أجل إطلاق هذه الخدمة في كل المحافظات عبر المراكز الصحية خلال عام 2019.
وأشارت د. عبيد في معرض حديثها من الضروري الإقلاع عن التدخين، لأنه يسبب الموت في سن مبكرة، وخاصة لفئة الشباب واستبدال هذه السموم بممارسة الرياضة وقراءة الكتب والأنشطة المحببة؛ ومن الضروري بحسب د.عبيد أن يكون الأهل قدوة لأبنائهم وعدم تشجيعهم على التدخين حتى لو كانوا مدخنين؛ إنما من الضروري تشجيعهم على ترك هذه العادة لأنها ستدمر صحتهم.