هذا الشهيد .. ولدي
على حافة موت يترصد.. كتب كلماته.. لم تكن الأخيرة كما هي معارك الشرف التي يخوضها.. الشهادة كانت قاب قوسين.. لكن موعدها لم يحن بعد.. رفاق في الحياة والوطن ما زالوا ينتظرونه ومازال «للحرية الحمراء بابٌ.. بكل يدٍ مضرجة يُدق».
لأمه.. والأم وطن.. كتب كلماته. ومَنْ كأمه وهي «أجمل الأمهات التي عينها لا تنام».. أجمل الأمهات «التي انتظرت ابنها فعاد في كفن».
هذا الشهيد ولدي.. ونحن هنا صامدون ليبقى الوطن ونبقى نحن أهله الجديرون به أرضاً وسماءً وحياة.
أجمل الأبناء، ابني.. والأغلى، لكنه ككل الأبناء وككل الأمهات أنا: كلنا فِدا سورية.
لأمي.. وأنا الذي أخوض درب الوطن، وقبل أن أسلم للشهادة جسدي، ولتعانق روحي روح أخي الشهيد الذي سبقني إلى شرف الشهادة، هذه كلماتي:
* *
أنا الشهيد يا أمي لا تحزني
أنا المقتول على مذبح الحرية
أنا ابن أمي وأبي
لنا النجوم تنحني
أنا المُعَفِّر بالعز جبهتي
لنا الأمجاد تنتمي
نادانا الموت
فخضنا غماره
نموت ولا ننثني
لبينا النداء.. وكنا الفداء
وغداً أذيال الغدر تنجلي
قارعنا الكفر.. قتلناه
نصرنا الحق
* *
أنا الشهيد يا أمي لا تحزني
أنا ابن أمي وأبي
لنا النجوم تنحني
أماه.. هذا الجسد ضميه
لا تعذليه
إن دماء الجرح تواسيني
قربيني من أبي
أقبل يديه
فكل الفخر
أن ينتهي إليه نسبي
* *
أماه.. إن عُدت شهيداً فافخري
إن الشهادة مطلبي
نكررها ألفاً
إن جاد ربي بالحياة
رخيصة دمائي
طالما ترابك منها يرتوي
أماه…
عُدت إليك والشهادة مركبي
عليَّ دموعك لا تذرفي
هللي قد صار المجد لي
زغردي وافرحي
إيهٍ يا أمي وافخري
اليوم صار العَلم كفني
وغداً فوق ترابي اكتبي..
هذا الشهيد ولدي
* *
لرفاق الوطن اعتذاراتي
عذراً منك أيها البطل
يا أخي حسام…
عذراً منك يا أخي حمزة
عذراً رعد وعهد والخال محمود
عذراً رامي .. وعذراً أبا سليمان
عذراً شادي وكنان…
عذراً يا سامي وحسين
عذراً يا نسيم
عذراً شهداء سورية…
* *
بقلم: ع . حسين 21 آذار 2013 «استشهد في 3 أيلول 2013»
اقرأ أيضاً:
اليوم.. السوريون يحيون عيد «أكرم من في الدنيا».. روح الوطن الخالدة.. شهداء سورية : سلامٌ .. سلامْ