إرادة ومقومات وبيئة جاهزة لتعزيز التعاون الصناعي السوري – الإيراني… شراكات في قطاعات إستراتيجية جاذبة

تشرين – مركزان الخليل:
تمتلك إيران خبرات كبيرة في المجال الصناعي بسبب تحويلها العقوبات الغربية على شعبها إلى فرصة دفعتها للاتجاه نحو إمكانياتها المادية والبشرية للتكيف وتأمين مختلف متطلباتها الاقتصادية، فأصبحت لديها صناعات رائدة على مستوى المنطقة والعالم، بدءاً من الصناعات التحويلية، وانتهاءاً بالصناعات البتروكيميائية والهندسية والثقيلة، وهذا ما يمكن أن يفتح مجالاً كبيراً لتعاون مع سورية التي تتعرض لنفس الضغوط التي تتعرض لها إيران، وفي هذا الإطار أكد معاون وزير الصناعة المهندس أسعد وردة في تصريح لـ(تشرين) أهمية الزيارة التاريخية للرئيس الايراني إلى سورية التي تعبر عن عمق التعاون الاستراتيجي والتنسيق الكامل في كل المجالات، لتحقيق شراكة الأخوة والمصير بين البلدين.
وأضاف وردة أنه منذ عقود مضت بدأت العلاقات السورية الإيرانية تأخذ طابع التطور المستمر في كل المجالات، وفق رؤية مشتركة لقيادتي البلدين تنسجم مع تطلعات الشعبين، في تحقيق معدلات نمو مزدهرة، تحاكي الواقع وتلبي الطموح في كل الاتجاهات، والترجمة الفعلية لذلك من خلال المواقف المبدئية والثابتة والراسخة التي حملت مضمون الحليف الاستراتيجي والشريك الفاعل من الجانب الإيراني في حرب سورية على الإرهاب، حيث قدمت إيران كل مقومات الدعم المادية والاقتصادية والسياسية والعسكرية لمحاربة الإرهاب خلال السنوات الماضية، ومازالت تتخذ الخطوات نفسها، فشريك الأمس في مكافحة الإرهاب، اليوم هو شريك سورية في إعادة الاعمار، وإعادة بناء الاقتصاد السوري ودعم كل مكوناته، في مقدمتها المكون الصناعي الذي يشكل القيمة المضافة والأكبر لهذا التعاون، وخاصة أن زيارة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي تحمل الكثير من الرسائل أهمها الرسائل الاقتصادية لترسيخ التعاون الأوسع وزيادة الاستثمارات المشتركة وخاصة في المجال الصناعي الذي يحتاج للكثير من مقومات الدعم المادي والاقتصادي على المستويين العام والخاص، وخاصة أن هناك الكثير من المنشآت الصناعية التي تعرضت للتخريب والتدمير من قبل العصابات الإرهابية المسلحة، وهي بحاجة للعودة إلى ميدان الإنتاج سواء بالمنتج السابق، أو بمنتجات جديدة تعود بالفائدة الاقتصادية والمادية لكل الأطراف ..
وأكد وردة أن سورية منفتحة على التعاون الكامل مع الشريك الإيراني لإقامة صناعات مشتركة خاصة وعامة، والاستفادة من الإمكانات والخبرات الإيرانية في مجال التصنيع والإنتاج لأنه الحامل الأكبر لمواجهة الحرب الاقتصادية التي يتعرض لها البلدان..
وبالتالي هناك متسع كبير للتعاون في هذا المجال وخاصة في مجال صناعة البتروكيماويات والأتمتة الصناعية والصفائح الحديدية والفولاذية وإنشاء وتطوير خطوط الإنتاج والمخابر وتطبيق نظم إدارة الجودة والمواصفات القياسية، إضافة لإمكانية توطين التكنولوجية الإيرانية المتطورة في سورية وترجمتها على أرض الواقع وفق برنامج زمني يحمل مدد التنفيذ وتحقيق الفوائد الاقتصادية والإنتاجية، ناهيك بمجالات أخرى يمكن الاستفادة من التجربة الإيرانية والتكنولوجية المتطورة في مجال العديد من الصناعات التي توقفت خلال سنوات الأزمة نذكر منها على سبيل المثال صناعة الجرارات والبطاريات وصناعة الإلكترونيات وغيرها ..
وسورية منفتحة أيضاً لمزيد من التعاون ليس في المجال الصناعي فحسب بل في كل المجالات وفق رؤية مشتركة يتفق عليها الجانبان تحقق مصلحة الشعبين السوري والإيراني والتي تسعى لتحقيقها قيادتا البلدين، ونحن متفائلون بنتائج جيدة من هذه الزيارة في كل المجالات لكونها ترسم ملامح لتعاون متجدد في كل الميادين والمجالات..
فرص للتعاون

بدوره الصناعي أحمد قلعه جي أكد لـ(تشرين) أن زيارة الرئيس الإيراني إلى سورية تحمل الكثير من رسائل التعاون في كل المجالات، وإصرار على نجاح الشراكة التاريخية التي تربط شعبي البلدين، والمصير الواحد في مواجهة كل الأخطار التي يتعرض لها البلدان وخاصة أن سورية وإيران تتعرضان لضغوطات دولية كثيرة وحرب اقتصادية ليست وليدة هذه الأيام، بل لعقود مضت حملت مواقف لكلا البلدين كانت على مستوى مهم من العلاقة السياسية والأخوية التي تربط الشعبين، ومحطات كثيرة مرّ بها البلدان تشهد على عمق هذه العلاقة، وزيارة اليوم تأتي لترسيخ العلاقة وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة ولاسيما في مجال الاقتصاد والتجارة والخدمات والأهم في المجال الصناعي الذي يحمل الكثير من فرص التعاون المشترك ولاسيما في مجال الصناعة النسيجية والهندسية والبتروكيماويات والأسمدة, والجانب المهم في هذا المجال الصناعة النسيجية حيث يمتلك الجانبان خبرات متقدمة وأرضية تسمح باستثمارها وخاصة في سورية للشركات والعامة والخاصة التي تعرضت للتدمير الممنهج من قبل العصابات الإرهابية المسلحة، حيث توجد مئات المنشآت والشركات الصناعية في حلب وغيرها تحتاج لإعادة تأهيل وعودة منتجاتها إلى الأسواق وهذا مجال واسع لتحقيق نشاط مشترك يحقق الغاية والهدف..
استقرار الحالة الإنتاجية
وفي الإطار نفسه أكد الصناعي مصطفى الحجار أن زيارة اليوم تفتح آفاقاً جديدة لتعاون واسع وخاصة أن اليوم بحاجة لتأمين مستلزمات الإنتاج بكل أشكالها وخاصة المستلزمات الصناعية من مواد أولية وغيرها، هذا الأمر لا يقتصر على الجانب الصناعي بل لمجالات أخرى كتأمين مصادر الطاقة والاستثمار في مجال الصناعات الزراعية والتجارية وزيادة مبادلاتها بما ينعكس بصورة إيجابية على اقتصاد البلدين..
وبالتالي وضع آليات جديدة تسمح بتطوير العلاقات الاقتصادية وغيرها وذلك بما يتماشى مع المستجدات في عالم الاقتصاد والتصنيع وما يخدم مصلحة الشعبين السوري والإيراني ويدعم استقرار الحالة الإنتاجية الداعمة لقوة الاقتصاد الوطني التي تعتبر من أهم مكونات الحالة الاقتصادية المستقرة التي يسعى البلدان لتحقيقها، وهذه الزيارة هي إحدى هذه الخطوات لتأمينها على مستوى البلدين من خلال التكامل النوعي على كل المستويات ومختلف المجالات..

اقرأ أيضاً:

إجراءات مرنة لتفعيل اتفاقيات التعاون الاقتصادي بين سورية وإيران.. رئيس الغرفة التجارية السورية الإيرانية يصنّف القطاعات المرشّحة للتعاون الفعّال

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب