رأسمالهن “باقات” صغيرة من الخضار.. نساء يفترشن الأرصفة بحثاً عن لقمة العيش
تشرين- يوسف علي:
تنتشر ظاهرة البيع على الأرصفة في اللاذقية، حيث يكاد لا يخلو شارع من وجود سيدة أو رجل يفترش طرف الرصيف ويضع أمامه «باقات» الخضار البرية كالهندباء والقريص والجرجير والنعناع وغيره، أو الأزهار التي تستخدم كمنقوع ساخن (زهورات) كالزوفا والبابونج والنعناع البري وزهرة الألماس والورد الجوري، التي يتم جنيها من المناطق البرية وريف اللاذقية الغني بالنباتات العطرية والطبية.
في أحد شوارع حي المشروع الثامن بمدينة اللاذقية، تجلس السيدة ثروة التي تبيع “باقات” من الخضار المختلفة كالجرجير وزهورات الموسم، أوضحت في حديثها لمراسل “تشرين” أنها منذ الصباح الباكر تقوم بجولة على أراضي ضواحي المدينة وتجني النباتات التي يحبها ويستهلكها الناس، ومن ثم تجلس على الرصيف وتبيع ما تحصل عليه من خيرات الأرض للمارة.
وأضافت: الجميع هنا بات يعرفني ويحب أن يشتري مني بسبب الأسعار المقبولة التي أبيع بها الخضار والزهورات، مبينة أنها تبيع أي باقة بـ500 ليرة، في حين أنها تباع في المحال بـ1000 ليرة وأكثر، مؤكدة أن ما تجنيه من مال يساعدها على تدبّر بعض مصاريف عائلتها.
بدورها، توجهت “تشرين” بسؤال المهندسة رباب وردة رئيسة دائرة تنمية المرأة الريفية في مديرية الزراعة عن إمكانية دعم مثل هذه الظاهرة، فصرّحت بأن هذا العمل فردي وبإمكان الدائرة أن تدعم أي سيدة بائعة بشكل فردي بالبيع ضمن السوق الشعبي في حي قنينص، كما يمكن إعطاؤها قرضاً ميسراً، مستدركة: لكن هي تفضل العمل هكذا فهي تختار البيع في الأحياء والشوارع المزدحمة.
من جهته، بيّن المهندس جابر صقور مدير الحراج أن استثمار النباتات الطبية والعطرية يجري بشكل منظم ومن خلال مشروع النباتات العطرية والطبية ووحدات التصنيع بالتعاون مع دائرة التنمية الريفية ودائرة الإنتاج العضوي، أما العمل الفردي بجني النباتات الطبية والعطرية البرية فيقوم بها مزارعون ومزارعات بشكل شخصي من الأراضي المنتشرة في كل أنحاء المحافظة وليس من الحراج فقط ويمكن تقديم أي مساعده لهم حين الطلب.
وشدد صقور على ضرورة تنظيم هذا النوع من العمل من ناحية الجني والحصول على النباتات بشكل لا يؤثر في الجني الجائر لأصناف معينة بشكل نسبي.