موسم كبير لم نستعد لاستثماره بالشكل الأمثل.. وفرة في إنتاج أهم مادة علفيّة وإخفاق في تصنيعها!
تشرين- نور قاسم:
مازالت أسعار الدواجن في ارتفاع مستمر يوماً بعد يوم والمبررات لدى مربي الدواجن دائماً جاهزة وتتمحور حول غلاء أسعار الأعلاف في السوق السوداء والمحروقات، بالرغم من أن إنتاج محصول الذرة العام الفائت كان وفيراً، ولاسيما أنه يُعد من أساسيات الأعلاف للدجاج، إلا أن الأسعار في تحليق مستمر.
المدير العام للمؤسسة العامة للأعلاف: الموسم الفائت نجاح في إنتاج الذرة للعلف وفشل في تجفيف كامل الإنتاج
المدير العام للمؤسسة العامة للأعلاف عبد الكريم شباط بيّن في تصريح لـ”تشرين” أنّ الفشل في عدم توفر المجففات في الموسم الفائت لحصاد الذرة بالرغم من النجاح المحقق بازدياد كمية إنتاجه مقارنةً مع المواسم الفائتة وحتى مع ما قبل الأزمة، حيث بلغ إنتاجه في المحافظات الآمنة حوالي 500 ألف طن، أما في المناطق غير الآمنة لبعض المحافظات فوصل إلى ما يتجاوز 200 ألف طن، أي بلغ إنتاج سورية 700 ألف طن الموسم الماضي، وهذه الكمية الكبيرة أدت إلى عرض كبير مقابل الطلب حينها، وتالياً انخفاض الأسعار، في حين أنه في مواسم الحرب لم يتجاوز الإنتاج عشرة آلاف طن، أما ما قبل الحرب فكان في أفضل الأحوال يصل إنتاج الذرة إلى 300 ألف طن.
تصل رطوبة المحصول في فصل الشتاء إلى 35٪ و 40٪ ولا يمكن تخزينه بلا مجففات
من الجدير ذكره أن الذرة مادة رطبة جداً نظراً لحصادها في فصل الشتاء ما بين 15 تشرين الأول و15 كانون الثاني أي ضمن أجواء ماطرة ورطوبة عالية، وتصل رطوبتها في فصل الشتاء إلى 35٪ و 40٪ ، ولا يمكن تخزينها من دون تجفيف ولا تتحمل أكثر من 24 ساعة ويجب استهلاكها مباشرة من الدواجن أو المعامل أو تجفيفها في المجففات، أما في حال التبكير في حصادها أي في أيلول وبداية تشرين الأول فحينها نسبة الرطوبة تتراوح بين 17٪ و 20٪ أي إمكانية تجفيفها أسرع وإن كان بطرق بدائية.
ورأى شباط أن الحلّ للاستفادة من محصول الذرة طوال العام هو باستثمار المجففات في القطاعين العام والخاص، ولاسيما أنه مربح جداً، متوقعاً توفر عدة مجففات صغيرة الحجم في الموسم القادم في تشرين الأول من العام الجاري والتي تتراوح قدرة استيعابها من آلية إلى أُخرى فبعضها يجفف خمسة أطنان في الساعة أي 60 طناً في اليوم، وبعضها يستوعب عشرين طناً في الساعة أي حوالي 250 طناً في اليوم، أما المجففات بأحجام كبيرة فيمكن أن تسهم في تجفيف آلاف الأطنان في اليوم .
المؤسسة اشترت 6500 طن فقط
وأوضح شباط أن المجففات المتوفرة في وزارة الزراعة غير كافية ولا يمكنها استيعاب كل المحاصيل من المزارعين، لذلك تم استلام المحصول المجفَّف منه فقط وإن كان بطرق بدائية سواء بنشره على الطرقات أو المحاصيل التي حصدها المزارعون باكراً ونسبة الرطوبة فيها ضئيلة، وحُدد شراء المجفَّف بألفي ليرة مع الدعم من الحكومة وتم شراء 6500 طن فقط من الوزارة.
ولفت شباط إلى أن الوزارة أعلنت عن مناقصات لمجففات قادرة على استيعاب خمسين طناً في الساعة أي 1200 طن في اليوم، وأيضاً عن مجففات أصغر تنجز بحدود عشرين طناً في الساعة، مردفاً بأنه وبسبب الحصار الاقتصادي لم يتقدم أحد من المستوردين لمصلحة المؤسسة لكن القطاع الخاص يمكنه الاستفادة من هذا الاستثمار بشكل كبير، ولاسيما أن تأمين المجففات يؤدي إلى نجاح كبير يحول دون الاضطرار لاستيراد الذرة المجففة وتالياً توفير القطع الأجنبي، وخاصةً أن إنتاج خمسمئة ألف طن في المناطق الآمنة وفّر تريليون ونصف تريليون ليرة على الدولة، ناهيك بتأمين مليون وخمسمئة ألف طن من بقايا مادة الذرة ساهمت في تغذية الثروة الحيوانية من أبقار وأغنام وماعز، أي إن لمحصول الذرة أهمية كبيرة جداً سواء المجفف منه أو بقاياه.
أما فيما يخص فول الصويا الذي يعد أيضاً جزءاً من خلطة الأعلاف للدواجن ويتم استيراده فقال مدير عام مؤسسة الأعلاف: إنّ البيئة في سوريا تساعد على زراعته أيضاً، لكن يوجد عاملان يقفان عائقاً أمام زراعته وهما عدم انتشار ثقافة زراعته، فمحصول الذرة أصبح لدى الفلاحين خبرة فيه ومعرفة بكيفية تزويد إنتاجه، أما فول الصويا فمن غير المعلوم لديهم بالطرق المثلى لزراعته وإنتاجه بشكل كبير، أما العامِل الآخر فهو عدم توفير المستلزمات الزراعية لهذا المحصول سواء السماد أم غيره، في حين أن وزارة الزراعة تسعى جاهدة لتأمين هذه المستلزمات لمادة القمح قبل أي شيء ويليها في المرتبة الثانية بقية المحاصيل، مبيناً أن لفول الصويا ميزة إمكانية تجفيفه بصورة أسرع من الذرة لكَون نسبة رطوبته غير مرتفعة مثل الذرة وأيضاً توجد معامل مخصصة لتجفيف الصويا.