الحرف اليدوية في ريف دمشق تراث عريق “يُنافح” للبقاء
تشرين- ألين هلال:
سقبا عاصمة المفروشات وداريا أم الحرف اليدوية كذلك حمورية و كفربطنا وماذا عن الصدفيات والمشغولات اليدوية في دير عطية والنبك دون أن ننسى الحرف التراثية والشرقية في مدينة التل، إضافة إلى العديد من الحرف والمهن اليدوية التي نتغنى بها في ريف دمشق خصوصاً وفي سورية عامة.
المناطق الحرفية حلٌ لمشكلة الكهرباء
اليوم مع عودة الحياة ودوران عجلة العمل أين أصبحت هذه الحرف وكيف يتم تفادي منغصات العمل؟
العديد من الحرفيين لخصوا مشاكلهم بالكهرباء والمواد الأولية.
لم يستسيغوا الانتقال
محمد الخطيب رئيس اتحاد حرفيي ريف دمشق أوضح ل “تشرين” أن حل مشكلة الكهرباء ليس بالخط المعفى من التقنين بل الحل بالمناطق الحرفية، موضحاً أنه تم إحداث منطقة حرفية في اوتايا تضم 84 مقسماً، ومحافظة ريف دمشق ووزارة الإدارة المحلية عملتا على تجهيز البنى التحتية الأساسية وأهمها كهرباء دون تقنين، لكن الحرفيين في سقبا وحمورية وكفربطنا لم يستسيغوا الانتقال، كونه في سقبا مثلاً تجد بناء واحداً يضم القبو فيه ورشة العمل وفي الطابق الأول صالة العرض وباقي البناء للسكن، فالتوجه اليوم حسب الخطيب إلى إنشاء مناطق حرفية لإلغاء العشوائية في العمل حيث نرى العديد من الحرف بين المنازل.
اللوم على الحرفيين
وعند سؤاله لماذا لا يُفعل خط الكهرباء المعفى من التقنين في المدينة لحل مشكلة الحرفيين؟ أشار الخطيب إلى أن وجود ورشة العمل و صالة العرض والسكن في مكان واحد هو مشكلة فكيف سيتم منح بناء كهرباء في حين الأبنية التي لا تحوي ورشات عمل تحرم منها، فاللوم هنا حسب تعبيره يلقى على الحرفيين الرافضين انتقال ورشات العمل إلى المناطق الحرفية التي لا تبعد أكثر من 2 كيلو متر عن المدينة، مع بقاء صالات العرض في المدن، فهم يستعيضون عن الكهرباء بالأمبيرات التي يحمل تكلفتها الزبون.
لمرة واحدة.. والأسعار آنية
وعن التكلفة المترتبة على الحرفي للانتقال إلى المناطق الحرفية بين رئيس اتحاد حرفيي ريف دمشق أنها تكلفة لمرة واحدة وهي توفر الاستقرار الذي ينشده رأس المال، وحسب تعبيره بحسبة صغيرة بين سعر الأمبيرات وتكلفة الكهرباء في هذه المناطق نجد الفرق كبيراً وهو سيعود بالفائدة على الحرفي، هنا يلحظ أن ما دفعه عاد إليه، فلا حل إلا بالمناطق الحرفية، إضافة إلى تجهيز أرض 2200 دونم لتكون منطقة حرفية في نجها تضم الحرفيين من ببيلا وداريا وكراجات بور سعيد في القدم، ويتم العمل على تجهيزها بدءاً من حفر بئر مياه.
الحرفيون: اسمحوا لنا باستيراد المواد الأولية لمنع الاحتكار
وعن أسعار المقاسم في هذه المناطق أوضح الخطيب أن الأسعار آنية فنحن نرى اليوم ارتفاع الأسعار والتسعير يتم في وقته.
تجار تحتكر الاستيراد
وعن صعوبة تأمين المواد الأولية المستوردة للعديد من الحرف لفت الخطيب إلى أنه إذا تحدثنا مثلاً عن حرفة صناعة قمر الدين التي تشتهر بها الغوطة على سبيل المثال لا الحصر فهناك مواد أولية ضرورية لإنتاجها تستورد من قبل التجار، وهنا يترتب عبء مالي إضافي على الحرفي، والحل حسب الخطيب هو السماح للحرفي باستيراد مواده، ففي حرفة الصدف مثلاً نجد أن تاجراً أو اثنين محتكرون للاستيراد ومتحكمون بالأسعار.
الخطيب: صندوق الشيخوخة يقدم للحرفي 200 ألف ليرة سنوياً
زيارات ومطالب ومراسلات
وعن الخطوات التي اتخذت بهذا الخصوص تحدث رئيس اتحاد حرفيي ريف دمشق عن زيارات و مطالبات ومراسلات لوزارة الاقتصاد و مجلس الوزراء، وبانتظار الرد مع العلم أن هناك آلية محددة للاستيراد تخضع للبنك المركزي.
تراث الأجداد
وعما إذا كان هناك حرف اندثرت شدد الخطيب على توجه الشباب للحفاظ على تراث الأجداد والعمل على انعاش الحرف اليدوية، مؤكداً على التجدد ومتابعة التقنيات الحديثة في العمل.
تأطير العمل
وعما يقدمه اتحاد الحرفيين أوضح الخطيب أن عدد الحرفيين في ريف دمشق 100 ألف حرفي والمسجل لدى الاتحاد 25 ألفاً فقط، ومع الوقت لن يبقى أي حرفي خارج نقابته نتيجة التوجه لتأطير العمل وتنظيمه.
وتحدث الخطيب عن صندوق الشيخوخة الذي يقدم للحرفي طبابة بقيمة 200 ألف ليرة سنوياً، إضافة إلى صندوق المساعدة الذي رُفع دعمه من ألف إلى عشرة آلاف ليرة سورية.