موسم جاف يهدد زراعة الخضار في اللاذقية.. اتحاد الفلاحين يطالب بالترخيص لحفر الآبار.. و«الموارد» تكشف عن خطة إسعافية

تشرين- صفاء إسماعيل:
صيف جاف يتوعّد المزارعين في اللاذقية، فالهطل المطري لم يكن كافياً لملء السدود بنسبة تخزين جيدة تسمح بدورات ري منتظمة وقصيرة، ما يهدد الزراعات، خاصة الخضار، بالعطش، ويجعل المزارعين بين خيارين لا ثالث لهما، إنما الإقلاع هذا الصيف عن زراعة الخضار، وإما البحث عن بدائل أخرى، وهو الخيار غير المتوفر حالياً.
وأمام تصدّر الأشجار المثمرة أولوية مشروعات الري، تتراجع الخضار إلى ذيل القائمة مدفوعة بهطل مطري شحيح، ينذر بأيام صيف عجاف قد تهدد حتى الأشجار المثمرة، إن لم تخرج اللجنة الزراعية في المحافظة بحلول إسعافية تلبي احتياجات المزارعين الذين لم يعودوا يقوون على تحمّل خسارات جديدة.

«عيارها أسبوع»
رئيس اتحاد فلاحي اللاذقية أديب محفوض أكد لـ”تشرين” أنه تم إعلامهم من مدير الموارد المائية، أنه في الصيف لن تكون هناك ريّات كاملة لجميع الزراعات، وإنما فقط للأشجار المثمرة، وذلك بسبب قلة نسبة التخزين الإجمالي في سدود المحافظة إلى أكثر من النصف بقليل، والذي لا يكفي لحاجة الزراعات كلها.
وعن الخضار المهددة بالعطش من جراء تأخر سقايتها، أشار محفوض إلى البازلاء، الخيار، الفليفلة، البقدونس، الكوسا، والبطاطا الحلوة وغيرها من الخضار التي لا تتحمل العطش أكثر من أسبوع، وفي الوقت نفسه باتت زراعتها ولو بمساحة صغيرة أمام كل منزل حاجة ضرورية لكل عائلة في الريف، في ظل غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، ويضيف: الخضار ليست كالأشجار المثمرة التي تتحمل العطش لشهر وتتحمّل التأخر بدورات الري، لكن الحال مختلفة بالنسبة للخضار التي تموت إذا تأخرت سقايتها.
وعن الإجراءات البديلة التي يمكن للمزارع اللجوء إليها في ظل عدم توفر مياه الري، أكد محفوض أنه لا بد من السماح للمزارعين بحفر آبار في أراضيهم ومنحهم ترخيصاً بذلك، مستنداً في ذلك إلى أن الساحل منطقة استقرار أولى والمياه متجددة سنوياً، وعليه فإن أغلبية الأراضي، إن لم نقل جميعها، توجد فيها مياه ولو بغزارة خفيفة تتراوح بين (1 إنش -2 إنش)، إلا أنها تكفي لسقاية الخضار وغيرها من الزراعات، كما أن وجود بئر يؤدي إلى مشكلة الانقطاع الطويل لمياه الشرب عن الأرياف التي تصل إلى مرة واحدة كل 10 أيام.
وعن إمكانية قيام المزارعين بالتعدي على شبكة مياه الشرب واستخدامها لأغراض الري، استبعد محفوض ذلك، معللاً بأن مياه الشرب في الريف لا تصل سوى ساعة أو ساعتين كل عشرة أيام، فمن غير الوارد أن يلجأ المزارعون إلى هذا الحل بوصفه غير مجدٍ.
وأوضح محفوض أنه خلال اجتماع ضم مدير الموارد المائية، مدير الزراعة، رئيس مكتب الفلاحين الفرعي، المديرين المعنيين بالشأن الزراعي، طالبنا بمنح تراخيص للمزارعين بحفر آبار لسقاية مزروعاتهم في ظل الظروف القاسية هذا العام، نظراً لتوجّه معظم المواطنين إلى زراعة الخضار الضرورية أمام منازلهم بمساحات صغيرة، ليتدبروا بها حاجاتهم المعيشية.

موسم جاف
من جهته، أكد مدير الموارد المائية المهندس فراس حيدر لـ”تشرين” أنه سيتم ري الأراضي الزراعية كالمعتاد وفق المتاح من مياه في السدود لأن الهطل المطري السنوي أقل من المعدل، مشيراً إلى أن نسبة التخزين الإجمالي في السدود المنفذة والمستثمرة ضمن اللاذقية بلغت حتى تاريخه 65.29 % من إجمالي حجم التخزين الطبيعي فيها البالغ 366.450 مليون متر مكعب بعد متوسط هطل مطري سجلته المحطات التابعة لمديرية الموارد المائية خلال موسم الأمطار الحالي بلغ 555 مم لكل سد.
وأكد حيدر أنه لن يكون هناك تأخر بإطلاق موسم الري، وسيتم الاستمرار بالتغذية مادامت هناك مياه في السدود، مستدركاً: أساساً مشروعات الري تستهدف الأشجار المثمرة، لكن عندما يكون هناك فائض في نسبة التخزين يتم ري كل الزراعات، وعندما تقل نسبة التخزين تكون الأولوية للأشجار المثمرة.
وبيّن حيدر أنه يتم إعداد خطة استباقية عن طريق اللجنة الزراعية “اتحاد الفلاحين، مديرية الزراعة، مديرية الموارد المائية”، للوصول إلى حلول بديلة مبكرة كإعطاء المزارعين المازوت الزراعي، ومنح تراخيص لحفر الآبار وفق شروط محددة.
وأضاف: نحاول الحصول على مرونة عبر مقترحات من اللجنة الزراعية، تلبي احتياجات المزارعين لتجاوز موسم جاف، ونحن بانتظار النتيجة النهائية.
ولفت حيدر إلى أن المديرية تعمل بالتنسيق مع مديرية الزراعة واتحاد الفلاحين لتلبية احتياجات المزارعين من مياه الري وفق الخطة الزراعية والتخزين المتاح في السدود، مؤكداً جاهزية الموارد المائية لاستقبال طلبات المواطنين سواء من خلال مراجعتهم لعناصر المديرية المنتشرين في كل موقع أو عن طريق استقبال مراجعاتهم الهاتفية عبر الرقم /128/ المخصص لمكتب الشكاوى في المديرية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار