مذكرة تفاهم في ختام الاجتماعات الرباعية لوزراء الزراعة العرب بدمشق.. تعزيز التعاون والتنسيق الكامل
تشرين- أيمن فلحوط
توّج اليوم الثاني من الاجتماع الرباعي لوزراء الزراعة العرب بتوقيع مذكرة التفاهم للتعاون في المجال الزراعي، في فندق الداما روز بدمشق، بحضور الوزراء : السوري المهندس محمد حسان قطنا واللبناني الدكتور عباس الحاج حسن، والأردني المهندس خالد الحنيفات والعراقي المهندس عباس العلياوي، بغية تعزيز التبادل التجاري بين تلك الدول، وبما يحقق الهدف من المذكرة التكامل الزراعي بين تلك الدول.
وركزت المذكرة على تعزيز وتطوير التعاون في المجال الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وتبادل المعلومات، والتجارب الزراعية الناجحة.
وتتضمن المذكرة التعاون في مجال إدارة المحميات والحدائق ومكافحة الحرائق وتغير المناخ، والتنمية الريفية والإرشاد الزراعي والإنتاج والصحة الحيوانية والأدوية البيطرية، وتبادل الخبرات والتدريب والمعلومات، بما ينسجم مع القوانين والأنظمة النافذة في هذه الدول، وعلى أساس المساواة وتحقيق المنفعة المشتركة لكل الأطراف.
كما تحرص تلك الدول على التعاون في مجال الأبحاث الزراعية العلمية، وتبادل المعلومات في مجالات الصيد البحري وتربية الأسماك، وأيضاً في قطاع الحجر البيطري، وتبادل الشهادات الصحية البيطرية للحيوانات الحية والمنتجات الحيوانية، والإجراءات المتبعة في مراكز الحجر البيطري الحدودي عند الدخول أو العبور بطريق الترانزيت، ودراسة إمكانية توحيد هذه الشهادات بين الدول الموقعة على المذكرة.
ونوهت المذكرة لأهمية تبادل السلع والمنتجات الزراعية، مع وضع خطة للتنسيق والتعاون في المجالات العلمية والتقنية والتبادل التجاري، والعمل على تسهيل انسياب السلع الزراعية بين تلك الدول الأطراف، والاستفادة من الخارطة الاستثمارية المعتمدة لتلك الدول، لتكون متاحة أمامها، وبحث إمكانية إقامة شركة مشتركة للتسويق الزراعي.
كما تقوم الدول الموقعة على المذكرة بالتنسيق فيما بينها في المواقف والمشاريع المنفذة مع مراكز البحوث العربية والدولية والمنظمات العربية والدولية في المجالات المحددة بمذكرة التفاهم.
دعماً للمشاريع الإستراتيجية
وبيّن وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا بعد توقيع المذكرة أنها خطوة فعالة لدعم المشاريع الإستراتيجية بين الدول الأربعة، وتعزيز لمصالحها المشتركة، التي من شأنها أن تنعكس على التنمية الاقتصادية والاجتماعية لديها.
وشدد المهندس قطنا على أهمية وضع خارطة زراعية مشتركة تتناسب مع الموارد الطبيعية لكل دولة، وخاصة أن المذكرة تتضمن مشاريع لتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة العربية، ومنها على سبيل المثال ما طرح في اليوم الأول مشروع متخصص في مواجهة أثر التغيرات المناخية على القطاع الزراعي، وبحث السبل الكفيلة بالعمل على تمويله من قبل الجهات المختلفة من المنظمات الدولية، لمواجهة تلك الصعوبات التي تعرضت لها دول المنطقة.
الوصول للمستهلك العربي
وأجمع الوزراء العرب على أهمية توقيع مذكرة التفاهم، فأشار وزير الزراعة العراقي في تصريح ل”تشرين” إلى دور المذكرة في تذليل المعوقات للوصول إلى قطاع زراعي ناجح، وأن تصل المنتجات للمستهلك العربي بسهولة ويسر وبأسعار جيدة، مشيداً بالمنتج السوري ونوعيته الذي يصل إلى الأسواق العراقية، ومؤكداً تشجيعه لأي منتج عربي باعتبار الدول متجاورة ومتقاربة وساحة الوصول تحقق الوفر والحفاظ على المنتج من التلف، وسيتم العمل على خفض التكاليف من خلال معالجة الرسوم عبر اجتماعاتنا المتتالية.
ترجمة للأخوة
ورأى وزير الزراعة الأردني أن المذكرة هي ترجمة للمشاعر الأخوية والعروبية الصادقة، لتتحول إلى عمل تنفيذي ينعكس على القطاع الزراعي وتالياً الأمن الغذائي في تلك الدول، وهذا لن يتحقق إلا من خلال تكاتفنا والقيام بإجراءات عملية ترتبط بتفعيل التكنولوجيا خدمة للقطاع الزراعي، وإيجاد حلول مشتركة للتحديات المناخية المرتبطة بالتغيرات، وأمل أن يكون هناك إطار أوسع في حال انضمام الدول العربية الأخرى، وسينعكس ذلك على المواطن العربي من حيث الأمن الغذائي، وكلف المواد الغذائية.
بوابة عبور
بدوره وزير الزراعة اللبناني أكد أن هذه المذكرة تأتي في اللحظة الذي تتحرك فيه المنطقة لطريقة إيجابية، ونأمل أن تستمر وتتواصل سواء في سورية، أو كان باتجاه لبنان أو باقي الدول العربية، وهذه مذكرة تتناول موضوع الجمارك والتنظيم وتبادل الخبرات وتعزيز الزراعة في هذه الدول لتصب في مصلحة واحدة هي كيفية النهوض بالقطاع الزراعي في مختلف هذه الدول، فنحن لا نبحث من خلال المذكرة عن الأسواق بل نبحث عن التكامل، بما للكلمة من معنى ضمن منطق الشهامة العربية.
وحول بوابة العبور للمنتجات اللبنانية عبر سورية بيّن الوزير اللبناني أن سورية بوابة مركزية بالنسبة للبنان، هي أولاً بالجغرافيا، نتحدث عن الجغرافيا والقطاع الزراعي تحديداً، فنحن لدينا بوابة واحدة عبر البر هي البوابة السورية، وهذه البوابة يجب أن تكون مفتوحة على مصراعيها. ويجب أن تكون العلاقات طيبة جداً ومن مصلحة لبنان ذلك، فكيف الحال إن كنا أشقاء.
نحن نطمح ونأمل ودائماً منفتحون في سبيل أن تكون علاقتنا مع كل الجوار العربي في هذا الإطار علاقة ود وألفة وتبادلية تضمن لكل بلد على حدة مصلحة مواطنيه اولاً وتحقيق التكامل العربي ثانياً.