بين النجاح والمراوحة.. رياضتنا وزحمة التناقضات
إن الفعاليات والنشاطات الرياضية على الساحة السورية تمر الآن في مرحلة ضبابية لا تحسد عليها، فالجمود وتشتت الرؤى وضغط الظروف وقصر ذات اليد هي العناوين الشفافة لهذه المرحلة، الأمر الذي أدى إلى ظهور الكثير من التناقضات الرياضية على السطح وتعثر حلها، ما عكس حالة من الفتور إلى حد المراوحة في المكان لعدد من الألعاب الرياضية التي لم تسعفها الظروف، ولم تآخها الحظوظ فعانت ما عانت ولاتزال من بعض التوتر انتظاراً للحلول المناسبة لإقلاعها بالشكل الأمثل الذي يلبي طموحها وآمالها، ولكن وبالوقت نفسه نرى هناك بارقات من الآمال والإنجازات تسطر على أيدي رياضيين أبطال في ألعاب رياضية مختلفة كألعاب القوى والشطرنج والفروسية والجمباز الحائز 13 ميدالية ملونة مؤخراً في بطولة كأس جيمنازيا الدولية التي أقيمت في الأردن بمشاركة 95 لاعباً، وعلى رأس هذه الألعاب رياضة كرة الطاولة السورية التي لم تهدأ فعالياتها الداخلية والخارجية، فكان الإنجاز الجديد عبر لاعبنا عبيدة ظاظا الذي أحرز كأس المركز الأول في بطولة العراق الدولية wtt تحت سن 19 بإنجاز غير مسبوق وجديد لكرة الطاولة السورية، ما عدّل قليلاً من اتزان صورة الرياضة السورية وإنجازاتها،.
فمرحى لجميع اللاعبين السوريين الجديرين بالتقدير والحضور المميز لهم، وهذا لم يأت من فراغ، فالتاريخ يشهد لهم والساحات والمنافسات تشهد لهم أيضاً بالكفاءة والقدرة على تقديم الأميز والأفضل وعلى التطور والتقدم المستمر، وأن الرياضة السورية بمختلف ألعابها لم تكن يوماً خارج دائرة المنافسة الدولية خلال مسيرتها الطويلة ودائماً كان للاعبيها النصيب الأكبر من المراكز والمراتب العليا في محافلها وفعالياتها الرياضية المتنوعة.
والشيء بالشيء يذكر فإن اهتمام القيادة الرياضية بلاعبيها المميزين وتقديم الرعاية والدعم بكل أنواعه المادي والمعنوي لهم كان الحافز لمثابرتهم على العطاء والالتزام بالتدريب المستمر والفعال، وكذلك الدافع لنيل شرف المشاركات في البطولات والفعاليات المحلية والدولية وعلى جميع المستويات والفئات لتحقيق الإنجازات وتعزيزها والتي لم نفتقدها يوماً من هؤلاء الرياضيين الأبطال رغم كل الظروف الصعبة التي مرت على بلدنا الحبيبة سورية، نتمنى أن تكون جميع الرياضات السورية بشكل عام والناجحة والمميزة منها على المستوى الوطني أمثولة وعنواناً لابد أن يقرأ جيداً من الجميع بلغة الاجتهاد والمثابرة وضرورة الإقلاع بما تيسر من إمكانات على مبدأ (الغزالة بتغزل على عود)، وكذلك الإصرار على مواصلة التدريب والتحضير وتطوير المبادرات الفعالة لتخطي هذه المرحلة كأسلوب واقعي يبعدنا عن حالات الإحباط واليأس.