خبز الصالات..خطوة لكبح فساد المعتمدين.. أخطأت الفاسدين و أصابت المواطن؟
تشرين- لمى سليمان:
ما بين رز وسكر و برغل ومتة و بصل وخبز، يعيش المواطن سلسلة حلقات تراجيدية نمطية ومشاهد يومية في فيلم طويل بنهاية مأساوية.
تطل علينا اليوم أخبار عن خبز الصالات تخيّم عليها ظلال طوابير انتظار طويلة و خبز بارد..فهل ننتظر من هذه الخطوة التجريبية نجاحاً نتمناه لنتجنب تعنت بعض المعتمدين و أسعارهم المغالية و مزاجيتهم في التعامل أم ستُمنى بفشل آخر؟
مدير التجارة الداخلية: القرار أداة لمنع المتاجرة بخبز المواطن
وبعد محاولات عديدة لنجد رداً على تساؤلاتنا من قبل المعنيين في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك يجيبنا أخيراً مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق تمام العقدة، بأنّ جاء هذا القرار ضماناً لفتح كوات البيع بالأفران أمام المواطنين ولضبط آلية توزيع الخبز ضمن منظومة عمل هادفة لمنع المتاجرة بمادة الخبز من قبل بعض المعتمدين إذ ثبت بعد الرصد والمتابعة لآلية عملهم، أنه يوجد لدى الكثير منهم نقص بالتخريجات على أجهزة تكامل المسلمة إليهم أصولاً، الأمر الذي خلق ثغرة وانحرافاً بضمان وصول المادة لمستحقيها في الزمن والوقت المناسبين.
ويتابع العقدة: يتم توزيع الخبز الآن بشكل تدريجي وضمن صناديق بلاستيكية تضمن الحفاظ على نوعية ومواصفة رغيف الخبز و تم اختيار صالات السورية للتجارة إضافة إلى وجود الأكشاك التي تغطي مع الصالات مساحة المحافظة وكل هذا لضبط الهدر ومنعاً لاستغلال ضعاف النفوس المتاجرة بالمادة.
وعن سؤال اذا كانت هذه الصالات ستنتشر على كامل جغرافية سورية وحتى المناطق الريفية البعيدة، أكد العقدة أن هذا الإجراء هو إجراء أولي وبداية فقط، والغاية منه ضبط آلية إيصال الخبز للمواطنين وإتاحة مجال للمواطن أمام كوى الأفران من دون ازدحام على أن يكون الخبز ضمن المواصفة والنوعية المطلوبة.
جمعية حماية المستهلك: نرجو إعادة النظر بالقرار!
أما عبد الرزاق حبزة أمين سر جمعية حماية المستهلك فقد أكد لـ”تشرين” أن موضوع إعادة النظر في توزيع مادة الخبز وإيصاله للمواطن بشكل مناسب من أهم التوصيات التي تم رفعها إلى الجهات المعنية في الوزارة في اليوم العالمي للمستهلك.
وقد مرّ الأمر بتجارب عديدة ابتداء بالأفران والشراء المباشر منها منذ سنوات عدة وبسبب الازدحام و موجة المتاجرة بالخبز وبعد ارتفاع سعر الطحين والتكاليف، أصبح من الضروري تنظيم التوزيع وكان للبطاقة الذكية بداية نجاح محدود لكونه عانى من إشكالات تتعلق ببعض الأشخاص مثل العازبين ومن هم خارج الدعم و الطلاب فتم اللجوء لموضوع التوطين والتي قادت إشكالاته إلى فكرة المعتمدين في المناطق والتي مُنيت بفشل ذريع إثر تلاعب المعتمدين بكميات الخبز الموزعة ومزاجيتهم في التوزيع والمغالاة في الأسعار فتم تخفيض الكمية للنصف ومن ثم إلغاء بعض المعتمدين.
ودرءاً لتجربة المعتمدين الفاشلة في توزيع الخبز، أتت الخطوة الحالية وسيلة للتضييق على المتبقي من المعتمدين ومن ثم الانتهاء من فكرة المعتمدين لتحل محلها الخطوة الحالية التي -و حسب الوعود- سيتم من خلالها توزيع الخبز المبرد ومرتين في اليوم صباحاً و بعد الظهر مراعاة لعمل المواطنين وراحتهم.
وكما يرى حبزة فإن التعامل مع مادة حيوية ذات أهمية بالغة كالخبز يجب أن يكون بالغ الحذر لكونها مادة سريعة الفساد و تداولها شديد الحساسية ولها شروط معينة في النضج والتبريد والتعبئة والتغليف والنقل، ومن المؤكد أن “السورية للتجارة” لا قدرة واضحة لها على تحقيق هذه الشروط لكون الخبز يجب أن يعبأ وهو تام البرودة و ليس هناك سير تبريد في الأفران أو حتى عمالة لتقوم بتبريده، كما بجب أن تتم تعبئته بأكياس ليست شديدة الشفافية وغير قابلة للتمزق السريع والتي يتم استعمالها حالياً، لذلك فإنه من المتوقع أن تعتري هذه التجربة بعض الإشكالات مثل الرطوبة والتعجن الناتج عن سخونة الخبز وتكديسه.
وبالنسبة للخبز المتبقي والمتكدس في الصالات بعد الانتهاء من التوزيع والذي يكون قد أصابه اليباس و التخمر أو التجبل وخاصة إذا كان غير تام النضج، فلن يكون هناك من راغب بشرائه.
لذلك، وكما ينصح حبزة، كان لابدّ من إعادة النظر بموضوع توزيع الخبز في الصالات وعدم الخوض بهذه التجربة بشكل كبير و واسع وإنما الاقتصار على عدد قليل من الصالات بغرض التجربة لكون الفكرة لم تلاقِ صدى إيجابياً عند الكثيرين حين قامت بعض الأفران بتوزيع الخبز على عدد من المؤسسات وهل للوزارة القدرة على تغطية كل الصالات بنوعية جيدة من الخبز؟
ويقترح حبزة أنه من الأفضل أن يتم إنشاء أكشاك لتوزيع الخبز بالقرب من الأفران ليوزع فور وصوله وضمن فترة زمنية قصيرة.إضافة إلى منافذ الأفران لمن يرغب بالحصول على خبز طازج وبشكل يومي.