82 مدرسة تضررت بفعل كارثة الزلزال.. و«تربية حلب» تستوعب الصدمة.. كنو: 15 خيمة نموذجية في مراكز الإيواء
تشرين- رحاب الإبراهيم:
استوعب قطاع التربية في مدينة حلب صدمة الزلزال، الذي تسبب في تضرر عدد كبير من المدارس، حيث اتخذ قراراً في حينها باستمرار العملية التعليمية رغم اتخاذ بعض المدارس كمراكز إيواء حتى الآن، تبعته إجراءات عديدة بصورة عاجلة لتعويض الفاقد التعليمي وتدريس المناهج المقررة في مراكز الإيواء.
“تشرين” التقت حميد كنو عضو المكتب التنفيذي لقطاع التربية والصحة في محافظة حلب، الذي أكد أن عدد المدارس في مدينة حلب يبلغ 397 مدرسة في المدينة فقط، علماً أن عدد المدارس المستخدمة كمراكز إيواء حتى الآن بلغ 79 مدرسة، بينما عدد المدارس المتضررة وقيد الصيانة 82 مدرسة، في حين خرجت 26 مدرسة عن الخدمة بسبب الزلزال.
خيم نموذجية
وبيّن كنو أن الضرر أقل في مدارس الريف، علماً أن استكمال العملية التعليمية في الريف تم بفضل العمل الأهلي والشعبي عبر تأمين مبانٍ سليمة إنشائياً قريبة من المدارس المتضررة.
وأكد كنو أن المشكلة الأكبر كانت في مدارس المدينة، نتيجة الضرر الكبير الذي أصابها نتيجة الزلزال، لكن رغم ذلك تم حالياً استيعاب 80% من الطلاب، إما في مبانٍ أساسية أو كفوج ثاني في مبانٍ مجاورة، أو في فوج “ب” عبر تدريس الطلاب أيام الخميس والجمعة والسبت، إضافة إلى إقامة 15 خيمة نموذجية مجهزة بكل المستلزمات في مراكز الإيواء بالتنسيق بين “التربية” و”اليونسيف”، حيث كُلِفَ معلمون لهذه الغاية بغية تعويض الفاقد التعليمي، إضافة إلى افتتاح وزير التربية ومحافظ حلب المنصة الافتراضية في مديرية التربية، بغية إعطاء الدروس التعليمية للطلاب في جميع المراحل التعليمية من قبل مدرسين مختصين بإشراف التوجيه الاختصاصي وبثها عبر شبكة “اليوتيوب”، مع وضع خطة لتقوية الطلاب في أيام الجمعة والسبت.
وعند سؤاله عن كيفية تعويض المعلمين الذين تضرروا من الزلزال، أكد عضو المكتب التنفيذي في محافظة حلب أن المعلمين كغيرهم من الموظفين تضرروا من الزلزال، وسيعمل على تقديم العون والدعم اللازم ولن يتم نسيانهم أبداً.
وأشار كنو إلى أن قطاعي التربية والصحة تضررا كغيرهم من القطاعات من جراء الزلزال، مشيراً إلى أن ترميم المدارس المتضررة بدأ من أجل وضعها في الخدمة بأسرع وقت، وذلك بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية.
وفيما يخص القطاع الصحي، الذي كان أساساً متضرر بسبب الحرب والحصار، أكد كنو أن هذا القطاع رغم ضرره أيضاً استطاع مواجهة كارثة الزلزال، حيث كان هناك استنفار من الكادر الطبي، وأثبت موجودية وقدرة عالية وخاصة في الأيام الأولى، إذا برز ذلك من خلال عدة نقاط، أبزرها إسعاف المتضررين في المشافي العامة والخاصة مجاناً، كما أن منظومة الإسعاف ومنظومة الهلال الأحمر السوري تمكنت رغم الإمكانات القليلة من تغطية أرجاء المدينة كلها.
الدعم النفسي أولوية
وأوضح كنو تشكيل 45 فريق في مراكز الإيواء لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية، وهذه الفرق ليست من مديرية الصحة فقط وإنما بالتشارك مع الجمعيات الأهلية المتخصصة بالصحة، مشيراً إلى إيلاء أهمية كبيرة للدعم النفسي وخاصة في مراكز الإيواء بالتعاون مع جمعيات تعنى بهذه المسألة.
ولفت كنو إلى معاناة القطاع الصحي بسبب الحصار، ما حال دون تأمين بعض الأدوية المزمنة للمتضررين، والأجهزة الطبية الحديثة، مشدداً على ضرورة رفع هذه العقوبات الظالمة بغية تمكينه من توفير كل المستلزمات للمنشآت الطبية التي زودت ببعض احتياجاتها من خلال المساعدات القادمة من الدول الشقيقة والصديقة، لكن الأهم رفع الحصار بشكل كلي وليس جزئي لمدة ستة أشهر.
ت: صهيب عمراية