طريقة واعدة جديدة لامتصاص التلوث الكربوني من الهواء
تشرين:
توصل مجموعة من العلماء إلى طريقة جديدة لامتصاص تلوث الكربون من الهواء، وتحويله إلى بيكربونات الصوديوم وتخزينه في المحيطات، وفق ما نقل موقع «سي إن إن» الأميركي.
ويقول أصحاب الدراسة التي نُشرت في مجلة «Science Advances»: إن الطريقة الجديدة تلتقط غاز ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي بكفاءة تصل إلى ثلاثة أضعاف الأساليب الحالية المستخدمة في هذه العملية، ويمكن تحويل الغاز المسؤول عن الاحتباس الحراري إلى بيكربونات الصوديوم وتخزينها بأمان وبتكلفة زهيدة في مياه البحر.
وقد تعمقت الدراسة الجديدة في تقنية «التقاط الهواء المباشر»، التي تقوم على امتصاص تلوث الكربون مباشرة من الغلاف الجوي ثم تخزينه، غالباً عن طريق حقنه في الأرض، مؤكدة أن هذه الطريقة بإمكانها أن تساعد في توسيع تطبيق تقنية إزالة الكربون.
وتكمن المشكلة في هذه التقنية بأنه على الرغم من أن ثاني أوكسيد الكربون قد يكون غازاً قوياً للغاية، إلا أن تركيزاته صغيرة جداً – فهو يشكل حوالي 0.04 في المئة من الهواء، هذا يعني أن إزالته مباشرة من الهواء أمر صعب ومكلف، على حد قول «سي إن إن».
وفي هذا الصدد، ذكر أروب سينغوبتا، الأستاذ في جامعة «ليهاي» ومؤلف الدراسة، أن التقنية الجديدة يمكن أن تساعد في معالجة هذه المشكلة.
ولهذا الغرض، استخدم فريق الخبراء النحاس لتعديل المادة الماصة المستخدمة في امتصاص الهواء، وقال سينغوبتا: إن النتيجة هي مادة ماصة يمكنها إزالة ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي بتركيز شديد التخفيف وبسعة تزيد بمرتين إلى ثلاث مرات عن المواد الماصة الموجودة حالياً.
وأضاف سينغوبتا: إن هذه المادة يمكن إنتاجها بسهولة وبتكلفة زهيدة وستساعد في خفض تكاليف التقاط الهواء المباشر، مشيراً إلى أنه بمجرد امتصاص ثاني أوكسيد الكربون، يمكن تحويله بعد ذلك إلى بيكربونات الصوديوم، باستخدام مياه البحر وإطلاقه في المحيط بتركيز ضئيل.
من جانبهم أوضح الخبراء أن معالجة أزمة المناخ تعني الحد بشكل كبير من حرق الوقود الأحفوري، الذي يتسبب في التلوث وتغير المناخ، لكن، نظراً لأن التلوث موجود بالفعل وبكميات كبيرة في الغلاف الجوي، ومن غير المرجح أن يجري التقليل منه، فيقول العلماء إنهم يحتاجون إلى إزالته من الهواء.
وفي الأصل، تقوم الطبيعة «الغابات والمحيطات» بهذه المهمة أي امتصاص تلوث الكربون من الهواء، لكنها ليست بالسرعة الكافية لمواكبة كميات التلوث المتزايدة.