وزارة السياحة تنذر القاطنين في منطقة كيوان بالإخلاء خلال ستة أشهر
تشرين – بشرى سمير:
لأكثر من 47 عاماً ومحافظة دمشق ووزارة السياحة توجهان إنذارات للقاطنين في منطقة كيوان للإخلاء، لأن المنطقة مستملكة لمصلحة وزارة السياحة بموجب المرسوم رقم 1976 لعام 1972، حيث تم استملاك جملة عقارات لمشروع إقامة فنادق سياحية لمصلحة وزارة السياحة في منطقة كيوان، ومنذ أكثر من 47 عاماً والأهالي في المنطقة في حالة ترقب، فلا هم قادرون على ترميم منازلهم، خوفاً من إخلائهم منها بين ليلة وضحاها ولا وزارة السياحة أمّنت لهم السكن البديل.
ويشير أحمد عبد الحق، أحد القاطنين في المنطقة، إلى أن وزارة السياحة قامت باستملاك منطقة كيوان بهدف إنشاء مشروع لمجمع تجاري وحديقة بيئية، وقد تم إنذار الأهالي بإخلاء المنطقة أكثر من مرة، من دون أن ينفذ المشروع أو الإخلاء، فالمحافظة تطالب بإنشاء استثمارات تجارية في المنطقة وضمّها إلى حديقة تشرين، مع الحفاظ على البيوت السكنية وقاطنيها، بينما وزارة السياحة صاحبة الاستملاك مصرّة على استملاك كامل الأرض و”الطاسة ضايعة” بين الطرفين، ونحن لا نعلم ماذا نفعل؟
غسان الحلبي بيّن أن التخصيص تم عام 2019 لعدد من أصحاب المنازل وحالياً عندما تم توزيع الإنذارات بمفعول رجعي عن سنة 2019 وليس العام الحالي، علماً أنه تم منح مهلة للإخلاء كمرحلة أولى ستة أشهر، أي إن المهلة لنهاية شهر تموز القادم.
محافظة دمشق من جانبها أشارت إلى أنه بناء على القرار رقم 891 تاريخ 31/7/2007 المتضمن تخصيص مساحة قدرها /60/ دونماً من أرض كيوان لإنشاء الحديقة الوطنية, تمت المتابعة وإعداد ضبط تحقيق للشاغلين وتخصيص المشغلين المستحقين للسكن بمساكن في ضاحية قدسيا بتاريخ 1/2/2009 وتم توجيه الإنذارات للمخصصين.
مدير السياحة في دمشق المهندس ماجد عز الدين بيّن أن مشروع أرض كيوان يهدف إلى تطوير وتوسيع النطاق السياحي والخدمي فيها، فمشروع “كيوان” من المشروعات المهمة لجذب السيّاح والمستثمرين العرب والأجانب إلى سورية، إضافة إلى تخديم المنطقة التي تقع في قلب المدينة، ويتضمن المشروع إقامة الحديقة البيئية على أرض كيوان، حيث يعد إنجازاً لمدينة دمشق للحفاظ على البيئة، بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت بها من جراء الإرهاب، مبيناً أن الحديقة ستكون شعبية، وستتم إقامة معارض فنية وتراثية فيها مع تأمين مرآب تحتها لركن سيارات الزوار.
ولفت إلى أن ملكية المشروع تعود إلى وزارة السياحة على مساحة 150 دونماً، وتم الاتفاق مع محافظة دمشق على إحداث حديقة بيئية، والتكلفة على حساب المحافظة والدراسة قيد الإعداد، وهناك مشاركة من خبراء محليين دوليين، وفيما يتعلق بتأمين السكن البديل أشار عز الدين إلى أنه تم توزيع 90 منزلاً من أصل 175 مستحقاً، وخلال السنوات القادمة سوف يتم تسليم الجميع، لافتاً إلى أنه تم توزيع 20 إنذاراً ولمدة ستة أشهر كمرحلة أولى، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتخلفين عن التسليم.
تجدر الإشارة إلى أن شركة “الخرافي الكويتية” قامت منذ عدة سنوات بإطلاق أعمال شركة “كيوان” للاستثمار السياحي التابعة لها لتنفيذ مشروع “كيوان” السياحي العائدة ملكيته إلى وزارة السياحة وسط مدينة دمشق، حيث بموجب العقد الذي وقعته مع وزارة السياحة السورية في نيسان 2008 ستقوم مجموعة “الخرافي” بتطوير قطعة الأرض التي تملكها وزارة السياحة وتستثمرها لمدة 45 عاماً وفق نظام البناء والتشغيل والتسليم “B.O.T”.
جمال الطبيعة
الجدير بالذكر أن حي كيوان، الذي أسس قبل نحو 200 سنة، يطل على دمشق، فهو يقوم في منطقة مرتفعة، تبدأ من ساحة الجمارك وتنتهي في أحد سفوح جبل قاسيون، وبالتالي فهو يعانق الجبل من جانب وضاحية المزة من جانب آخر. وهذه المنطقة اشتهرت بجمالها الريفي قبل أن تصير في سبعينيات القرن المنصرم غابة كثيفة من الأبنية المرتفعة والجسور والشوارع العريضة والفيلات. ولقد اشتهر حي كيوان، قبل أن يلفه الإهمال في النصف الثاني من القرن العشرين بجماله الآسر ووجود الكثير من الميزات الفريدة فيه ومنها عبور قطار النزهة من وسط حي كيوان، الذي كان ينطلق من محطة الحجاز في وسط دمشق، متجهاً إلى الربوة، ومنها إلى وادي نهر بردى ومصايف منطقة الزبداني غرباً قرب الحدود مع لبنان، وما زالت السكة الحديدية موجودة، في حين غاب القطار قبل 30 سنة عن كيوان.