“موزاييك” تعزف تراث طريق الحرير و”أورنينا” تحظى بمشاركتها الأولى
تشرين- نضال بشارة:
لم يكن غريباً ما شاهدناه في الليلة الثانية من فعاليات مهرجان الثقافة الموسيقية العشرين على مسرح قصر الثقافة بحمص الذي تقيمه نقابة الفنانين بالتعاون مع مديرية الثقافة وشركة علوش للتجارة والمقاولات، من عرض موسيقي قدمته فرقة “موزاييك” التي تأسست في الشهر الثامن من عام 2012 على يدي ( د. وسيم بطرس، د. ماريو بطرس، وهيا عبود) وعدد من الشبان الموسيقيين الموهوبين، بدأت بـ 11 عضواً، وازدادت شيئاً فشيئاً حتى أصبحت اليوم تضم أكثر من خمسين عازفاً وعازفة، على مختلف الآلات الموسيقية: بيانو، كمان، تشيللو، آلات موسيقية شرقية، آلات نحاسية، آلات إيقاعية ومغنين ومغنيات، وبعضهم يحمل شهادات جامعية في الطب، والهندسة، والصيدلة، وطب الأسنان، وفي الموسيقا.
فمن اللحظات الأولى لاحظنا كيف أن الفضاء المسرحي قد تم الاشتغال عليه بأجهزة الإضاءة وبشاشتي عرض ليأتي الحفل ليس موسيقياً فقط بل حاول أن يكون فيه قبسات درامية لكن لم تكن مؤثرة كثيراً أو ذات حضور فاعل في نسيج العرض ككل، اعتمد على راوٍ يسرد علينا بين حين وآخر رحلة ” أرام ” على طريق الحرير، كمسوّغ لتقديم القوالب الفنية التي اختارتها الفرقة من تراث المناطق التي يشملها طريق الحرير، مع بعض الإيضاحات على شاشتي العرض، كمحاولة على أن يكون الحفل عرضاً موسيقياً لا أمسية موسيقية على الشكل التقليدي. فكان كل ما رواه الراوي وقدمته الشاشتان يمكن تلخيصه بتقديم من مايسترو الفرقة، ولذلك نتمنى تعزيزه أكثر في عروض قادمة والفرقة قادرة على فعل ذلك لأنها تملك الجرأة في تقديم الجديد. فهي موسيقياً كعادتها تقدم توزيعات جديدة تمزج مابين رونق التراث الموسيقي البديع، وبين الأساليب الموسيقية الأخرى، وما يساعدها على ذلك وجود مختلف الآلات الموسيقية الشرقية البحتة والغربية البحتة، فتأتي النتائج مبهرة. كما في حفلتهم الأخيرة هذه “على طريق الحرير” التي تنوعت بين الموسيقا الصينية والهندية والأرمنية والشيرازية والتركية والفرعونية ثم المصرية الحديثة من خلال (ميدلي) وكان قبل ذلك قد قدمت ميدلي بلاد الرافدين والشام وأوغاريت، ثم اليونانية والإيطالية، وقد تنوعت الموسيقا بين التراثية والكلاسيكية. فشملت الأعمال تلك الثقافات المتنوعة وقدمت بلغاتها الأصلية القديمة والحديثة فاستمعنا إلى أعمال بلغات أرمنية وسريانية وإيطالية وهندية ومصرية قديمة. لتكون الفرقة شاهداً على الرؤية الجديدة لتقديم العرض الموسيقي باجتهاد موسيقيين شباب، من دون أن نقول إنه أفضل ما قدم في المهرجان، فلكل فرقة أسلوب وأثر وجمهور، لكن أسلوب “موزاييك” لعله يثير الحوافز في بقية الفرق للاجتهاد أكثر. وتظل في نهاية الكلام ملاحظة على الإضاءة التي اعتمدت فهي تناسب مسرحاً لصالة رياضية وليس لصالة مسرح، فكانت زائدة نوعاً ما، كما أن ثمة ملاحظة على برنامجها الموسيقي نؤجلها لمقالة لاحقة لأنها تشمل برامج كل الفرق المشاركة من خلال اطلاعنا على دليل المهرجان.
أورنينا
كما أحييت أمسية الليلة الثالثة من المهرجان فرقة ملتقى “أورنينا” بمشاركة أولى لها في فعالياته، بإشراف الفنان حسام زكريا وقيادة فرقة موسيقية للفنان ياسر الأشقر، فعزفت أولاً المقدمة الموسيقية لأغنية ” نبتدي منين الحكاية” التي لحنها محمد عبد الوهاب، ثم غنت الفنانة ” آية النيصافي” أغنية شريفة فاضل ” لما راح الصبر منو” كلمات حسين السيد، وألحان منير مراد، كما غنت من أعمال شادية “إن راح منك يا عين” كلمات فتحي قورة، وألحان منير مراد. ثم عزف الفنان ياسر الأشقر على آلة الكمان موسيقا أغنية “دارت الأيام” من ألحان محمد عبد الوهاب، ليغني بعد ذلك الفنان حسام زكريا من أعمال عبد الحليم حافظ، أغنية “كامل الأوصاف” كلمات مجدي نجيب، وألحان محمد الموجي، ومن ألحانه هو غنى حسام “لحظات” من كلمات سمير حمدان، ومع المجموعة غنى” يا سورية” من كلمات د. حسن شدود، كما غنى من أعمال فايزة أحمد “غريب يا زمان” من كلمات عمر بطيشة وألحان محمد سلطان.