مُخلّفات الإر*ها*ب تقضّ مضاجع أهالي «المريعيّة» في دير الزور
تشرين – عثمان الخلف:
كشفت واقعة وفاة المواطن عليوي الجبر، بانفجار لغم أرضي من مخلفات التنظيمات الإر*ها*بية في أثناء حراثته أرضاً ببلدة “المريعيّة” 10 كم شرق مدينة دير الزور، عن معاناة كبيرة تعيشها العائلات التي عادت إلى البلدة المذكورة بعد تحريرها.
معاناة تُلقي بثقلها على حياة الأهالي وتطول حياتهم بأخطار وصلت إلى تسجيل وفيات نتيجتها، ناهيك بالإصابات، التي بلغت حد فقدان أطراف وإحداث تشوهات، نتيجة مخلفات الإر*ه*اب ما بين ألغام وعبوات ناسفة لاتزال منتشرة في مساحات واسعة من أراضي البلدة، رغم مرور قرابة الخمس سنوات على خلاصها من سيطرة الإر*ه*اب، الأمر الذي يعوق عودة الكثير من عوائلها، وما يتبع ذلك من الخوف لزراعة أراضيها الشاسعة.
عضو المكتب التنفيذي في بلدية المريعيّة عبد الوهاب المصطفى أكد في تصريح لـ«تشرين» أن بقاء هذه المُخلفات يُهدد حياة السكان الموجودين حالياً ممن عادوا بعد تحريرها، مُبيناً أن قرابة 32 شخصاً فقدوا حياتهم بسببها، أو أصيبوا إصابات بالغة، منهم 12 شهيداً و 20 جريحاً بإصابات مُختلفة، خلّفت فقدان أطرافهم، سواء العلوية منها أم السفليّة، ناهيك بالتشوهات الجسيمة التي طالت أجسادهم.
المصطفى أشار إلى أن هذه الحالات طالت مزارعين، وكذلك أطفال بأعمار صغيرة وفتيان قائلاً: “جرى رفع كتبٍ بهذا الشأن للجهات المسؤولة في المحافظة، والأمر قيد المتابعة، آملين الإسراع بذلك درءاً لأي مخاطر تنجم عنها”، لافتاً إلى أن إزالة هذه المُخلفات تبعث الطمأنينة في نفوس أهالي البلدة، إذ سيدفع ذلك بالكثير من سكانها الذين غادروها نتيجة سيطرة المجموعات الإر*ها*بية للعودة إليها، فهي كذلك ستُمكن من استثمار المزيد من الأراضي الزراعيّة فيها، التي تزخر أراضيها بأنواع المحاصيل الشتوية منها والصيفيّة، موضحاً أن أعداد السكان العائدين وصلت إلى 400 عائلة.
بدوره، مندوب اتحاد الفلاحين في جمعيتها الزراعيّة خلف الحمد بيّن أن مساحة الأراضي الزراعية في البلدة تُقارب الـ16 ألف دونم، والمستثمر منها قرابة 8 آلاف دونم، وما بقي منها غير مستثمر نتيجة انتشار مخلفات الإر*ه*اب، علماً أن أراضي البلدة تروى من قطاع الري الثالث، ومحركات الجمعيّة الفلاحية، ومشروعات خاصة تعود لمزارعين من سكانها.
يشار إلى أن مخلفات الإر*ه*اب من ألغام وعبوات ناسفة ومقذوفات أودت بحياة العديد من المواطنين في بلدات عدة بمحافظة دير الزور، نتيجة قيام تلك التنظيمات بنشرها في الأراضي والبيوت السكنيّة وجوارها.