الغيرة من نجاح الآخرين.. هل هي عقدة نقص أم مرض؟.. زيارة الطبيب النفسي حالة طبيعية.. ومجتمعنا لا يتقبلها
تشرين – دينا عبد:
الغيرة شعور طبيعي عند الإنسان، وغالباً ما تكون إيجابية تحفز الشخص على الإنجاز بطريقة إيجابية، أو ربما تجعله شخصاً مكروهاً بين الناس، لأنه لا يتمنى الخير لغيره، وحسب اختصاصية الصحة النفسية غالية أسعيد، فإن الغيرة خليط متجانس أو غير متجانس، قد تصاحبها مشاعر حقد وغضب وإحساس بالدونية للطرف الآخر، وغالباً ما تولد الغيرة من مشاعر قديمة لعدم الأمان وحب التملك، فعادة ما يكون الأشخاص الغيورون قليلي الثقة بأنفسهم، كما يعتقدون أنهم غير متكافئين من الناحية العملية؛ أي إن أصدقاءهم في العلاقة أفضل منهم، فيلجؤون إلى تشويه سمعتهم, تتحدث عبير عن تجربتها في العمل، وهي موظفة تقول: ظاهرة الغيرة المرضية للأسف انتشرت بكثرة في مجتمعنا، وخاصة بين زملاء العمل وطلاب الجامعات، فقد تصل الغيرة المرضية لدرجة الأذى فقد يؤذي أحد الأشخاص زميله من خلال تشويه سمعته، وتخريب علاقته مع مديره، لأنه محبوب من زملائه.
زيارة الطبيب النفسي
وتتساءل عبير: لماذا يخجل البعض من زيارة الطبيب النفسي إذا كانت لديه مشكلة ؟ بل أصر أن يكون في كل مؤسسة حكومية أو خاصة اختصاصي – أو اختصاصية متخصصان لعلاج حالات الأمراض النفسية، فمن الطبيعي جداً إذا شعر الإنسان بأي مشكلة نفسية مراجعة الطبيب، ومن الضروري أن يتقبل مجتمعنا هذا الشيء, وفي رأي اختصاصية الصحة النفسية فهناك غيرة ليست بالعلاقات ، ففي أوقات نجد إنساناً يغار من شخص ناجح لمجرد نجاحه، ومحاولة تدمير هذا النجاح أو التقليل من قيمة إنجازه، وإن حدث و أنجز شيئاً معيناً، فإن الشخص الغيور يحاول تشويه سمعته بأي شكل من الأشكال.
مشكلات الصحة النفسية
وترتبط الغيرة أحياناً ببعض مشكلات الصحة النفسية؛ كالفصام والأمراض الذهانية التي تؤثر في الإدراك والمعتقدات والعاطفة، والقلق الذي يتمثل بتهويل المخاوف وتدني الشعور بالثقة بالنفس، واضطراب الشخصية الذي يعدّ الخوف من أهم مميزاته.
الحلول
وعن الحلول قالت د. أسعيد: يجب تطوير الذات والعمل على تحسين نقاط الضعف، فلا نجعل علاقاتنا مع الآخرين للتعويض عن قلة الثقة بالنفس، أو هي المكملة للنقص الذي نشعر به في مرحلة اللاوعي، بل علينا أن نطور من أنفسنا، وتكون ثقتنا بمن حولنا عالية، وبذلك نكون أقل تأثراً بتصرفات الآخرين.
ومن الضروري الكف عن مقارنة أنفسنا بالآخرين، وفي حال كانت الغيرة من أجل التنافس فيجب أن تكون إيجابية تصل لمرحلة إظهار الحب للصديق الناجح.
نصائح
وفي نهاية حديثها نصحت د. أسعيد بتنظيم حملات التوعية في الجامعات والمدارس بشكل خاص لتوعية الشباب والجيل الجديد، ووضع مناهج مدرسية من قبل وزارة التربية تتضمن دراسات لعلم النفس، فهي تساعد الطالب في فهم مشكلاته التي يمر بها، ونبذ الأنانية وحب النفس والتملك والسيطرة، ومعالجة أي حالة مرضية قبل أن تتفاقم.