بين الكفاءة والواقع
لماذا لا تكون معظم مدارسنا بكفاءة مركز الفيزياء التطبيقية والعلوم الأساسية في اللاذقية، الذي دخل منذ أيام قليلة في مجموعة مدارس العمل المناخي العالمية المعتمدة؟.
العديد من المدارس، رغم مضي قرابة الشهرين، ما زالت تعاني من عدم التزام المدرسين المكلفين بها من جهة، أو لم تتمكن إدارات تلك المدارس من تأمين المطلوب لحاجتها من المدرسين، وخاصة مدرسي اللغات وغيرهم من المدرسين، وبعضهم لطلاب الشهادات، فهل يعقل ذلك؟
لا تقف المسألة أيضاً على توافر المدرسين أصحاب الشأن، بل هناك بعض الكتب لم تصل حتى الآن إلى الطلبة، وبسؤال القائمين على مستودعات الكتب المركزية يقولون لم تصلنا تلك الكتب، فمتى تصل في نهاية الفصل الأول، أم في نهاية العام الدراسي؟!.
وكيف سيكون مصير الطلبة الذين لم تتوافر لهم الكوادر التدريسية لتقدم لهم الفائدة، وتوجههم بالطريق السليم للتعامل مع المنهاج الدراسي، خصوصاً بعد التحديث الذي لازم العديد من الصفوف الدرسية على صعيد مناهجها التعليمية، التي نأمل لها أن تكون مواكبة لحاجة سوق العمل من جهة، وتقوم على توجيه الطلبة وتعريفهم بأحدث ما توصلت إليه العلوم الحديثة.
إن كفاءة طلاب ومدرسي مركز الفيزياء التطبيقية والعلوم الأساسية في اللاذقية، وإتقانهم مهارات اللغة واستخدام التكنولوجيا، يعكسان من دون شك مقدرات جيدة لدى هؤلاء على الولوج بهذا الإنجاز العالمي، الذي نجله ونقدره، تجاه من اجتهد وتعب وثابر وواصل في المتابعة والبحث، ليرفع راية الوطن خفاقة في ساحات العلوم الحديثة.
قيام المركز بالتحضير لثلاثة اختراعات علمية مهمة، سيتم العمل عليها حسب أعمار الطلبة، يعكس مدى الجدية في الحرص على الاستفادة من النجاح الذي حققه الطلبة في السنوات الماضية، ليضاف إلى سجلاتهم في العديد من المسابقات العالمية.
الاختراعات تتعلق باستخلاص المياه من الرطوبة الجوية ومعالجتها لتكون صالحة للشرب، واختراع تعقيم المياه بالأشعة فوق البنفسجية، إضافة لاختراع تعقيم الجو عن طريق الأوزون.
فليكن مركز الفيزياء التطبيقية والعلوم الأساسية في اللاذقية أنموذجاً في التعليم، وقدوة للطلبة وحافزاً لتعميم التجربة، وتقديم الخبرة، التي وصل إليها المعنيون في المركز ، إلى المدارس والمراكز في حال توافرها، فهل نعمل على ذلك؟