النجوم الساطعة في المجتمع
الأب: حسن سليمان الطبرة
مع مضي أحد عشر عاماً على الحرب الكونية الظالمة التي شنّتها قوى الشرّ العالمية على سورية وما ترتّب عليها من مفرزات مجتمعية سلبية؛ نجد لزاماً علينا أن نشحذ همم ذوي الإرادة الصالحة ليقفوا في وجه هذه المفرزات ويعززوا النهج الإيجابي والسليم للمجتمع، حيث يتم تخطّي تلك الزوابع الأخلاقية والدخيلة على المجتمع العربي السوري، كما نرى وجوب تضافر كلّ الجهود لتشكّل سدّاً منيعاً في وجه هذه المفرزات، حيث تتم دراسة التعاليم المجتمعية السليمة وتفعيلها وتعزيزها في الأسرة والمدرسة والجامعة والمنظّمات بما يؤدي إلى تلبية الحاجات التربوية والتثقيفية الهادفة والمُحصِّنة والصحيحة للمجتمع، بما يساعد على إيقاظ الضمائر الحيّة عند أفراد المجتمع بعامة وتمتين السلوكيات الصحيحة عند أفراد المجتمع، بما فيها توعية كل الشرائح المجتمعية لتسهم في ثني المنزلقين في الأخطاء المجتمعية لعودتهم إلى طريق الصواب، وبما يساعد السائرين على الطرائق الصحيحة الأخلاقية الملتزمة في تعزيز أخلاقياتهم وسلوكهم، ذلك يحتاج وجود متطوّعين من كل الشرائح المجتمعية يدركون حقيقة المجتمع وخطورة الانزلاقات، حيث يخضعون لدورات مكثّفة تمكّنهم من بثّ كلّ سمين في المجتمع واستئصال كلّ غثّ منه.
وندرك أن ذلك يتطلّب مسؤوليات جسيمة، لكن إذا تضافرت الجهود وطُبّقت برامج تربوية وأخلاقية هادفة ومدروسة معتمدة من قبل اختصاصيين تربويين وعلماء نفس واجتماع، حيث يتم تعزيز الملكات الفكرية والأخلاقية في المجتمع ورفدها بدم تربوي وأخلاقي واجتماعي صحيح ملائم للواقع والعصر.
بذلك نضمن سيرورة سلامة المجتمع واستئصال الفكر والعادات الدخيلة والمدمّرة للمجتمع بدءاً من الأسرة مروراً بالمدرسة والجامعة والشارع وانتهاء بالمجتمع بشكل عام، وبذلك يكون أولئك القادة التربويون وعلماء النفس والاجتماع نجوماً ساطعة تضيء الطريق أمام أفراد المجتمع وتعرّفه إلى الصحيح الذي تعززه والغثّ الذي تستأصله.
بذلك نضمن دوام سيرورة مجتمعنا على الطريق الواعي والصحيح والمسؤول الذي يضمن تقدّم المجتمع والوطن بشكل سليم وواعٍ بعيداً عن كل دخيل مدمّر قصداً أو بغير قصد.