جنوح نحو المظاهر الجوفاء والتشبّه بالأنثى…اختصاصية نفسية تحذّر من تغيرات غير مطمئنة للشباب الذكور
تشرين – آية محمد:
التمرد والعنفوان الشبابي، التطرف والعدائية والانعزالية ، ظواهر اجتماعية بلبلت الانتشار في زمننا الحاضر، ما الدافع وراء تربص أبناء هذا الجيل بها ؟ وما الأسباب التي ساعدت في انتشارها بهذه السرعة؟
كثيرا ما قرأنا عن التجميل وطقوسه كلٌّ بحسب مقوماته وعصره .. ما جعل الناس يسعون إليه بكل الوسائل، أما عن شبابنا اليوم، فهم يسارعون نحو تغيير أشكالهم لما يرونه من تطور وتكنولوجيا وتقليد شخصيات مشهورة وجذب الجنس الآخر.
تغير التجميل ومعاييره ومفاهيمه وتقنياته عبر الزمن ، في حين كانت أكثر أسباب العمليات التجميلية تنحصر بتصحيح مشكلة صحية أو خلل ظاهر.. أما في الوقت الراهن لتغيير ملمح ما بشكل تام ، وتقليد مشاهير وشخصيات بشكل جنوني أو اتباع موضة جمالية معينة .
إن الأمل المعهود بالشباب العربي أنهم عصام الأمة وقوتها وعزتها نراهم اليوم يتحولون إلى أشباه الرجال ..
يعيشون ساعين وراء المظاهر ولفت الانتباه متخذين القشور مقياساً لرجولتهم غاضين الطرف عن مضمون الرجولة متناسين الموروثات الاجتماعية ،الثقافية ، الدينية والوطنية .
يعتقدون اليوم أن العضلات المفتولة الضخمة البارزة والأكتاف العريضة المصطنعة تكسب الهيبة والجمال والقوة زاعمين أنها تجذب الفتيات، جاهلين المتداول في أحاديثهن (كل ما بيكبرو عضلاتو بيخفو عقلاتو ).
فلكل شخص أسبابه التي تتعلق غالباً بشأن نفسي أكثر ما هو صحي، فمن خلال حواري مع د. ولاء يوسف اختصاصية علم النفس الاجتماعي قالت:
إن جيل اليوم ميالٌ للتطور والانفتاح للعالم الخارجي باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي ونظرة الشباب الانجذابية غير الواعية للمشاهير عبر السوشيل ميديا ما ولّد لديهم الرغبة بالتقليد عبر تغيير أشكالهم من نفخ وتكبير للعضلات متبعين وسائل عدة منها قد تكون ضارة وذات تكلفة كبيرة مشكّلة عائقاً كبيراً أمام الأهل في ظل الوضع الاقتصادي الذي نعيشه اليوم كأخذ منشطات باهظة الثمن من أبر حقن ونظام غذائي يتضمن وجبات مكلفة، وأكدت أن هذا النوع من التقليد ناتج عن هستيريا داخلية ضمنية وشعور بالنقص، حيث يزعم الشاب أنه محور اهتمام الآخر، و نوهت الدكتورة بأن الرجل الرياضي أكثر اجتماعية فهو يكرس بعض الوقت للرياضة حتى يحافظ على رشاقته وصحته من دون أن يحول نشاطه إلى هوس يحمله على تعاطي المنشطات أو حرق كامل وقته ومجهوده في النادي.. هو يضمن لنفسه أكتافاً عريضة بعض الشيء وجذابة من دون بلوغ حدّ الإدمان والظهور بشكل غير لائق وغير محبب، وعند سؤالها عن تأثير الجنس الآخر أشارت إلى أنه في الـ gendar كل ما هو ممنوع مرغوب، فالتواصل البشري بين الرجل والمرأة يجعل كلاً منهما يسعى إلى إرضاء الآخر .
وعند سؤالها إن كانت الأزمة هي الدافع وراء هذا التمرد؟ أجابت بأن الأزمة عامل وليست سبباً رئيساً، وهي نوع للهروب من الواقع الذي يعيشونه لاعتقادهم أن التغيير سبب للراحة النفسية وجلب الطاقة الايجابية .
لكن الشباب لم يكتفوا بهذا النوع من التقليد بل تطرقوا أيضاً للتغيير التجميلي متشبهين بالنساء يسابقونهن إلى المراكز والعيادات التجميلية لتصغير أنوفهم وتلوين شفاههم وإزالة التجاعيد .
ويحتشدون بصالات الحلقة لقص الشعر ونزع الحواجب وصبغ الشعر بألوان عديدة زاهية متمثلين بالمشاهير، وبينما كنت أتحدث للحلاق أحمد حدثني عن نسبة كبيرة من الشباب قد تجاوزت الـ٥٠ % تدخل صالونه يومياً وهو مضطر لمواكبة الموضة واتباع الذوق العام لتحقيق الأرباح حتى وإن كانت غير مناسبة لمجتمعنا …
وعن محل الألبسة وسؤالي لصاحبه عن عرض الألبسة الممزقة وبيعها أجابني مؤكداً جواب الحلاق أحمد عن الموضة والذوق العام وتحقيق الأرباح .
و بالنتيجة وللحدّ من سرعة انتشار هذه الظواهر من وجهة نظري: على المرء أن يبدأ بنفسه وعائلته، فالإصلاح الاجتماعي يبدأ من الفرد فالأسرة التي بدورها يجب عليها ذرع القيم والمبادئ والثقة بالنفس والتوجيه الصحيح لفهم معنى التطور والانفتاح.