لصوص الحطب يعتدون على أكثر من سبعة آلاف شجرة في وادي المظلم بالسويداء في 10 أيام
تشرين – طلال الكفيري:
هجمة لم يَسبق لحراج السويداء أن شهدتها من قبل “يشنها” وتحت جنح الظلام تجار الحطب، على المواقع الحراجية العامة منها والخاصة، مستغلين بحث المواطنين عن بدائل التدفئة، في ظل عدم توافر مادة المازوت بالشكل الأمثل، واقتراب فصل الشتاء.
فبعد “حلاقة الصفر” لأشجار الكفر الحراجية، والتي تزيد أعمارها على الخمسين عاماً، انتقلت “مناشير الحطب” لتفتك بأشجار وادي المظلم الحراجية الواقع إلى الشرق من بلدة الرحا.
رئيس بلدية الرحا سعدو أبو راس قال لـ”تشرين” : منذ نحو عشرة أيام بدأ الباحثون عن معادلتهم الربحية داخل بواطن المواقع الحراجية، باستباحة حراج وادي المظلم ذي الطبيعة السياحية، حيث طالت يدهم أكثر من سبعة آلاف شجرة حراجية، في ذلك الموقع السياحي، ما دفع عدد من أهالي البلدة، ولاسيما من يملك مزارع في تلك المنطقة، لحماية ما تبقى من أشجار حراجية، منوهاً بأن الأشجار التي تمت إبادتها مُعمرة.
حالياً وبعد حملة “الإعدام” المُمارسة على أشجار السنديان والسرو والبطم، التي أدت إلى اندثار الثروة الحراجية، لابدّ من تضافر الجهود كلها لوقف التعديات التي ستطول ما تبقى من أشجار الحراجية، فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع، وليست منوطة بجهة واحدة.
مدير شؤون البيئة في محافظة السويداء المهندس رفعت خضر قال لـ” تشرين” : إن التعديات على المواقع الحراجية، ستؤدي أولاً إلى انتشار انجراف التربة، والتأثير على جودة الهواء والأمطار، والأهم من ذلك أن معظم المواقع كانت متنزهات لمواطني المحافظة، وحالياً لم يعد لهذه المتنزهات أي وجود في ظل إبادتها بشكلٍ جماعي.
بدوره، مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد قال : إن حماية المواقع الحراجية تتطلب مساعدة المجتمع المحلي للضابطة الحراجية، لكون عدد عناصرها لا يتجاوز الـ٣٠ عنصراً، وخاصة أن الذين يعتدون على المواقع الحراجية هم من تلك القرى والبلدات نفسها، الواقعة بها تلك الحراج، علماً أنه سبق للمديرية أن قامت بإغلاق الطرق غير الشرعية المؤدية للمواقع الحراجية، لكن للحد من قطع الأشجار يتطلب تضافر الجهود كلها، مضيفاً أن المديرية نظمت العديد من الضبوط منها معلوم ومنها ضد مجهول.