رغم المنح وتمويل المشروعات.. منتجات المرأة الريفية «تعرقلها» صعوبات التسويق!
تشرين- أيهم إبراهيم:
تعتمد الكثير من الأسر الريفية في محافظة طرطوس على الإنتاج الزراعي والحيواني كمصدر أساسي للدخل , حيث تشكل المرأة الريفية حجر الأساس في هذه الصناعات من خلال المهارات المكتسبة والخبرات المتراكمة عبر الأجيال واكتساب هذه المنتجات الريفية السمعة الحسنة والجودة العالية، الأمر الذي جعلها تنال ثقة المستهلك, إلا أن المشكلة الأساسية التي تقف حجر عثرة في طريق تطوير منتجات المرأة الريفية هي التسويق وغياب الأسواق المخصصة لهذا النوع من الإنتاج على مستوى المحافظة, واضطرار الكثير من النساء الريفيات لافتراش الأرصفة ونصب ” بسطات ” في الأسواق الشعبية والساحات في مراكز المدن لتصريف إنتاجهم .
لا مضايقات
«تشرين» جالت في سوق النسوان بمدينة طرطوس , حيث افترشت بعض النساء الأرصفة لعرض منتجاتهن الريفية من ألبان وأجبان ودبس رمان وخلّ بلدي وكشك وغيرها من المنتجات, وأكدن خلال حديثهن لـ«تشرين» عدم وجود أي إزعاجات أو مضايقات من شرطة البلدية, بل هناك، على حد زعمهن، غضّ للطرف في مراعاة للظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها أغلبية المواطنين.
وعن الإقبال على شراء منتجاتهن أشارت بعض النساء إلى أن الشراء مقبول، وأن ارتفاع الأسعار حدّ من الطلب على هذه المنتجات في ظل ضعف القدرة الشرائية للمواطن، واشتكت أغلبية النساء من ارتفاع تكاليف الإنتاج وأجور النقل, التي انعكست سلباً وارتفاعاً في أسعار المنتج النهائي, وهنا لا بد من التنويه إلى لجوء الكثير من النساء الريفيات إلى تسويق إنتاجهن عبر الشاشة الزرقاء بعد دخول الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي إلى الريف والتي أضحت من أهم وسائل التسويق المعتمدة حالياً.
منح لتأسيس مشروعات
المهندسة وفاء حسن رئيسة دائرة التنمية الريفية الزراعية والأسرية في مديرية زراعة طرطوس قالت لـ«تشرين»: تقوم مديرية الزراعة من خلال دائرة التنمية الريفية والأسرية برفع مستوى أداء المرأة الريفية و تنمية مهاراتها في العمل الزراعي والاقتصاد المنزلي الريفي وتدريبها للاستفادة من الأنشطة المدرة للدخل من خلال البرامج والخطط والدورات التدريبية النوعية التي يتم تنفيذها عبر الكادر العامل في الوحدات الإرشادية ودوائر المناطق والمديرية.
وأضافت حسن: قامت المديرية سابقاً منذ عام 2004 و حتى عام 2019 بالمساعدة على تأمين التمويل اللازم لتأسيس المشروعات الأسرية بالتعاون مع الجهات المعنية, إضافة لإقامة وحدتي تصنيع حكوميتين وافتتاح 16 وحدة بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي وبإشراف وزارة الزراعة، مشيرة إلى قيام المديرية بتوزيع 3 آلاف منحة زراعية أسرية على مستوى كل المناطق, حيث ساهمت هذه المنح – إضافة لكل الأنشطة السابقة التي ذكرناها – في وجود إنتاج فائض يتم تسويقه محلياً بشكل مباشر أو من خلال المعارض أو يتم نقله من مديرية زراعة طرطوس إلى السوق المركزي للمنتجات الريفية الكائن قرب وزارة الزراعة في العاصمة.
لا رد…؟!
على الرغم من مرور أكثر من أسبوعين على وضع «تشرين» استفساراتها الصحفية في المكتب الإعلامي في المحافظة للوقوف على الإجراءات المتخذة من محافظة طرطوس في ملف منتجات المرأة الريفية ودعم هذه المنتجات من خلال المساعدة في التسويق, إلا أننا لم نحصل على الرد حتى تاريخه, مع الإشارة إلى أن محافظة طرطوس كانت سباقة بموضوع إنشاء الأسواق الشعبية في مراكز المدن, الهادفة لإيصال المنتجات الزراعية والحيوانية, بما فيها منتجات المرأة الريفية بشكل مباشر إلى المستهلك بعيداً عن حلقات الوساطة والسمسرة, حيث لم يكتب لهذه الأسواق النجاح المطلوب لأسباب عديدة وكان الإغلاق مصير أغلبيتها.