وسائط نقل تعمل (بترضاية الخاطر) تحضرها عمليات ابتزاز ..! مركز انطلاق باب مصلى بدمشق حلبة مساومة على الأجر والخاسر الركاب..!
تشرين – وليد الزعبي:
يستفز الركاب من أهالي محافظة درعا واقع ما يحدث في مركز انطلاق باب مصلى في العاصمة دمشق، حيث يندر فيه وجود وسيلة نقل من ميكروباص أو سرفيس يعمل على خط دمشق- مدينة درعا.
وفي حال قدم أحدها تجد سائقه يتمنع في البداية عن حمل الركاب وينزوي بآليته في أحد أركان مركز الانطلاق ويبدأ بالتجول في أرجاء المكان بطريقة ماكرة لعلّ الركاب الذين أرهقهم الانتظار يطلبون وده لنقلهم، وهو غالباً ما يحدث بعد أن يكونوا قد يئسوا من الأمل باحتمال تأمين أنفسهم بوسيلة نقل بالأجر النظامي خلال وقت أقله ساعة.
وعندها يحصل السائق على “صيده”؛ فيبدأ بالمساومة والشد والرخي بشأن الأجر الذي يريده وقد يصل إلى أربعة أو خمسة أضعاف الأجر النظامي، وضمن حلبة المساومة هذه يناور الركاب في محاولة لثني السائق عن طلبه وتخفيض الأجر لكنه يتمترس عليه فلا يرضخ، فيذهب الركاب بعيداً عنه ويبدؤون مشاورات فيما بينهم حول ما يمكن القبول به ومن ثم يرجعون إليه تحت ضغط الحاجة ويعيدون معه الكرة من جديد، وضمن حلبة المساومة هذه يعرض السائق مسوغاته التي تدفعه لتقاضي أجر عالٍ مفادها أن مخصصات المازوت بالسعر النظامي لا تكفيه ويضطر لشراء المادة من السوق السوداء بأسعار باهظة ويتحمل كلف إصلاح كبيرة إضافة لما يدفعه أثناء التنقل على الطرقات، فيما يدلي الركاب بدلوهم في هذا السجال فمعظمهم من الطلاب والموظفين وليس بمقدورهم تحمل أجور مضاعفة لضيق حالهم، بالمحصلة يرضخ الركاب المغلوبون على أمرهم ويتحقق مراد السائق بالحصول على أجر إما ٧ أو ٨ آلاف عن الراكب الواحد وهو ما يعادل حوالي أربعة أضعاف الأجر النظامي البالغ ١٧٠٠ ليرة.
الحالة ليست فريدة من نوعها ولا تنحصر بخط درعا- دمشق بل تتكرر بالاتجاهين ما بين بقية مدن وبلدات محافظة درعا والعاصمة دمشق، فالأجور أضعاف مضاعفة وأصبحت أمراً واقعاً، فيما يرضخ جميع الركاب مكرهين لها تحت ضغط الحاجة وقلة وسائل النقل العاملة واستمرار تهربها من خطوط سيرها والتصرف بمخصصاتها من المازوت في السوق السوداء.
رئيس دائرة حماية المستهلك في محافظة درعا أحمد الكناني، ذكر أن بدل خدمة نقل الراكب بالسرفيس من درعا إلى دمشق وبالعكس ١٧٠٠ ليرة ، وتتم متابعة الشكاوى الواردة بشأن تقاضي أي زيادة عن تلك التسعيرة كما تسيَّر دوريات على مراكز الانطلاق لضبط أي مخالفات مماثلة سواء على الخط المذكور أو غيره، لافتاً إلى أنه تم منذ بداية الشهر الجاري تنظيم ١٧ ضبطاً بسرافيس تعمل على خطوط مختلفة بارتكابها مخالفة تقاضي زيادة في بدل خدمة نقل الركاب، آملاً بتفاعل المواطنين بضرورة تقديم الشكاوى حيال مخالفات الأجور ليصار إلى تنظيم الضبوط بمرتكبيها بما فيه مصلحتهم أولاً وأخيراً.