أزمة ثقة متوارثة ومعاصر الزيتون أبطالها..! المزارعون يتهمون المعاصر بسرقة الزيت.. والاتهامات منطقية تنقصها الأدلة..؟
تشرين- علي شاهر أحمد
تكثر هذه الأيام الاتهامات التي يكيلها مزارعو الزيتون لبعض أصحاب معاصر الزيتون بخصوص تدني نسبة المردودية من الزيت و وصلت لدرجة اتهامهم بالسرقة، وهذه الاتهامات فيها ما يكفي من المنطق السليم لكنها تفتقد للبيانات التي تثبت ما يدّعونه؟..
المزارع محسن صالح ، أكد أنه عندما انتهى من قطاف الزيتون و تجميعه أرسل جزءاً من الإنتاج إلى المعصرة و كانت نسبة الزيت المستخلص ٢٦ % و في اليوم الثاني أرسل بقية الإنتاج إلى المعصرة نفسها فكانت المردودية من الزيت ١٢% لافتاً إلى أن هذا التباين بالمردودية بين يوم وآخر و للزيتون نفسه دليل قاطع على وجود خلل بعمل هذه المعصرة، وأعلن صالح أنه لا يستطيع تقديم إثبات على أنه تعرض للسرقة .
والحال ذاته عند المزارع نزار مثلج أن إنتاجه السنوي من الزيتون يصل إلى 8 أطنان ولديه تجربة بالتعامل مع معاصر الزيتون مبيناً أن الخيار الوحيد أمام مزارعي الزيتون لتجنب تعرضهم لسرقة نسبة من الزيت عند عصر الزيتون في بعض المعاصر، أن يجري المزارع مقارنة عملية بين المعاصر ويختار التعامل مع المعصرة التي تعطي أعلى مردودية من الزيت مؤكداً أن البحث في مسألة إثبات سرقة بعض المعاصر لنسبة من الزيت الناتج عن العصر ليست إلّا مضيعة للوقت..!
و أشار مثلج إلى عدة عوامل تؤثر في نسبة الزيت الناتجة عن عصر الزيتون غير السرقة منها طبيعة الأرض والأشجار إذ تتميز بعض المناطق بنسبة زيت عالية أضف إلى ذلك أن مدة تخمير الزيتون قبل عصره تؤثر في نسبة الزيت فيجب أن تكون مدة التخمير بحدود ساعة من الزمن كما تؤثر غزارة العجينة الداخلة إلى الطرد المركزي بالمعصرة و الأهم من كل ذلك هو نسبة الزيت المتبقي بالبيرين الناتج و هذه النسبة بالحالة الطبيعية ٢% – ٣ % وإذا زادت على ذلك يدخل ذلك في باب الهدر أو السرقة لأن البيرين يرتفع سعره بارتفاع نسبة الزيت فيه.
تاجر البيرين خالد الكل قال: نشتري البيرين من معاصر الزيتون بسعر وسطي خلال الموسم الحالي بحدود ١٧٥ ألفاً للطن ونبيعه لمعامل الصابون ويتم تحديد سعر البيرين حسب نسبة الزيت فيه وكلما زادت نسبة الزيت بالبيرين درجة مئوية يزداد سعر الكيلو بمعدل ١٥ ليرة لافتاً إلى أن نسبة الزيت في البيرين تختلف من معصرة إلى أخرى حسب جودة المعصرة والنسبة بالمعاصر الجيدة لا تتجاوز ٣ % لكنها تزيد على ذلك في بعض المعاصر القديمة وقد بلغ وسطي نسبة الزيت بإجمالي كميات البيرين بالموسم الماضي ٤%.
“تشرين” زارت عدداً من معاصر الزيتون في منطقة الغاب واطلعت على عينة لعصر الزيتون في إحدى المعاصر تشمل ١٣ عنبراً لعصر الزيتون تعود لـ١٣ مزارعاً من مناطق مختلفة تبين بعد الانتهاء من عصر الزيتون بهذه العنابر أن نسبة الزيت بأربعة عنابر منها تتراوح بين ١١ % – ١٣ % و ستة عنابر نسبة مردودية الزيت فيها ١٣ % – ١٩ % و ثلاثة عنابر نسبة الزيت فيها ١٩ % – ٣٠%.
وقال صاحب معصرة زيتون (ف.ع) أن كل مراحل عمل المعصرة تتم أمام الزبائن ولا يوجد أي شيء مخفي و بإمكان أي شخص أو جهة أن يأخذ عينة من البيرين أو من مياه الجفت الناتجة عن عصر الزيتون وتحليلها بالمخبر الذي يريده للتأكد من سلامة العمل.
في حين بيّن (ع . أ ) صاحب معصرة زيتون أن التباين الكبير في نسبة الزيت الناتج عن عصر زيتون المنتج من حقل واحد مؤشر على و جود هدر أو سرقة ..!
المهندس أحمد الشمالي عضو لجنة معاصر الزيتون في غرفة صناعة حماة قال: لجنتنا ليس لها علاقة بهذه المسائل وتوجد لجنة تهتم بهذه المواضيع تضم في عضويتها ممثلين عن المحافظة و التموين و الزراعة و مكتب الزيتون لافتاً إلى أن هذه المسائل تدخل في باب أخلاق أصحاب المعاصر و مع ذلك لم يثبت حتى الآن حالة سرقة لنسبة من الزيت الناتج عصر الزيتون في أي معصرة وأضاف: “الحرامي إلو كل الدني”.
و لفتت المهندسة سوسن القيسي رئيسة لجنة مراقبة عمل معاصر الزيتون إلى أنه بالإمكان الاستدلال على انخفاض أو ارتفاع نسبة الزيت بالزيتون من نوع و شكل الزيتون و من العجينة بعد طحن الزيتون..ولكن هذه مؤشرات لا تحدد نسبة الزيت بدقة و لا تتوفر أجهزة لقراءة نسبة الزيت بالزيتون قبل عصره.
و هكذا يظهر الطرفان “المزارعون وأصحاب المعاصر” مهارة فائقة في توجيه و نفي التهم و بكل تأكيد لن نصل إلى الصراحة علماً أنها أقرب الطرق للوصول إلى الحقيقة و هذا يجعل الجهات الرقابية أمام مهمة الرد على هذه الاتهامات!..