القوى الجوية في عيدها الـ 76 .. تحيةً لجِباهٍ مكلّلةٍ بغار البطولة والنصر

تشرين- مها سلطان:
عند السوريين لا تكتمل أمجاد تشرين التحرير إلّا بالاحتفاء بيوم القوى الجوية والدفاع الجوي، وهي التي كانت أحد أعمدة ملحمة نصر تشرين التحرير عام 1973، صحيح أنها تسبقه تاريخياً لكن يوم الاحتفاء بها يتزامن معه في شهر واحد وبفارق أيام فقط، حتى ليبدو وكأنه تزامن مقصود شاءه القدر لتترسخ أكثر فأكثر رابطة الروح والتاريخ والمستقبل بين نصر تاريخي سجله الجيش العربي السوري ومن ضمنه نسورنا البواسل، وأهداه لكل الأمة.. وبين التأكيد على إرادة أمة واحدة تستطيع تحقيق المعجزات إذا ما كانت مجتمعة على كلمة واحدة وقرار واحد، عدوها ظاهر واضح بيّن، متفق عليه، وعلى محاربته، وهزيمته.
في 16 تشرين الثاني من عام 1946 فتحت مدرسة الطيران في الجيش العربي السوري أبوابها لتخريج أمهر وأشجع الطيارين الذين كانت حرب تشرين التحريرية في عام 1973 ميدانهم الأهم، وكانت الشاهد على بطولات جيشنا الباسل.. هذا الجيش الذي لا يزال العالم في الوقت الراهن يبحث عن سرّ صموده بعد 12 عاماً من أقذر حرب إرهابية يتعرض لها بلد على مستوى العالم وغير مسبوقة تاريخياً.
وهنا لا يمكن أن ينسى أي أحد أن سلاح القوى الجوية والدفاع الجوي، بتشكيلاته وقواعده وراداراته كان هدفاً أساسياً لهجمات الإر*ها*بيين منذ الأيام الأولى للحرب الإر*ها*بية على سورية عام 2011.. كيف لا و قوانا الجوية هي عين سورية المتيقظة المتأهبة دائماً وأبداً في سماء أرادها العدو أن تكون مظلمة مقفلة، إلا على طائراته التي تعتدي على السوريين وجيشهم وتريد أن تهدد حياتهم وحياة وطنهم وتجعله نهباً للخراب والدمار.
بطولات قوانا الجوية في حرب تشرين التحريرية وما تلاها من معارك ما قبل الحرب الإر*ها*بية على سورية، وخلال هذه الحرب المستمرة.. هذه البطولات وضعت قوانا الجوية في عين المؤامرة الكونية على سورية، لكن السوريين أصروا بثبات على إسناد قواهم الجوية ودفاعهم الجوي وجيشهم البطل في كل لحظة، وليس في كل يوم أو شهر أو عام، أو فقط في الاحتفاءات السنوية للتأسيس.. نحن نحتفي كل يوم بتاريخ مجيد لقوانا الجوية ومنذ اليوم الأول لتأسيسها، وهي مفخرة سورية وأحد أعمدة قوتها الضاربة لتحقيق الانتصارات وتدعيم عمليات بناء القوة والصمود والدفاع والمواجهة.
اليوم.. نحن لا نحتفي فقط بـ 76 عاماً على تأسيس القوى الجوية والدفاع الجوي، بل نحن نحتفي بتاريخ مجيد مشرف من البطولات والتضحيات التي قدمتها القوى الجوية والدفاع الجوي لتكون سورية حرة أبية، عصية على كل المؤامرات.. شوكة في أعين الأعداء والخونة والمتآمرين..
.. نحن نحتفي بتاريخ حافل من بطولات جيشنا الباسل وقوانا الجوية.. تاريخ على مرحلتين: ما قبل الحرب الإر*ها*بية على سورية أوائل عام 2011 تاريخ نحفظ يومياته عن ظهر قلب.. وتاريخ ما بعد هذه الحرب الإر*ها*بية.. وهذا تاريخ لا نحفظه فقط بل عشناه وما زلنا نعيش يومياته ما دامت بلادنا هدفاً للإر*ه*اب، وما دام العدو ومأجوروه ومرتزقته يراهنون على إر*ها*بهم لإسقاط سورية.
السوريون وهم يحتفون بيوم القوى الجوية لا يمكن إلّا أن يكونوا يداً واحداً وصفاً واحداً مع جيشهم بكل تشكيلاتهم وفي كل مكان وزمان، ليُسقطوا كل رهان على افتراق بينهم وبين جيشهم.. وكيف لا يكونون صفاً واحداً معه وهو جيشهم الذي خرج منهم ويدافع عنهم على امتداد الوطن.. كيف لا وهو من يجمع سورية تحت راية الانتصارات التي يحققها.. كيف لا وهو يجسد سورية التي نريد.. سورية الأقوى والعصية على كل عدو.. وعلى كل خوان عميل متآمر.. هذا ما كان وهذا ما سيكون دائماً.. هكذا نحن السوريين وهذه هي قوانا الجوية وجيشنا الباسل على العهد أبداً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار