بمشاركة 55 دار نشر.. افتتاح معرض الكتاب السوري
تشرين-سلام الفاضل:
في رحاب مكتبة الأسد الوطنية وفي أجواء ثقافية مشبعة بروائح الكتب وعبق الثقافة، وبحضور رسمي وثقافي وشعبي، ومشاركة (٥٥) دار نشر، افتتح معرض الكتاب السوري الذي يقام هذا العام تحت عنوان “نقرأ… لنرتقي” ويستمر إلى 22 الشهر الجاري.
وتراوحت دور النشر المشاركة بين دور عامة بلغ عددها (11) دار نشر، وأخرى خاصة بلغ عددها 39 دار نشر، إلى جانب (12) دار نشر تختص بكتاب الطفل، والإصدارات الموجهة إليه.
وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح أكدت في تصريح لها أن ما ميّز الكتاب السوري في أنحاء الوطن العربي هو ما يتمتع به من طباعة جيدة وأغلفة على مستوى فني عال، ومضمون على مستوى فكري رفيع، مشيرة إلى مشاركة معظم دور النشر في سورية في هذا المعرض الذي يمتاز كذلك بحسوماته وعروضه التي بلغت (50%) في الهيئة العامة السورية للكتاب، ونحو 35% في دور النشر الأخرى.
وتابعت: “لم تتأثر صناعة الكتاب السوري بسنوات الحرب الإرهابية أو جائحة كورونا، بل استمرت مبيعات الكتب، ولا سيما كتب الأطفال التي شهدت سنوات المعرض السابقة رواجاً كبيراً لها”.
من جانبه بيّن الدكتور نايف الياسين المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب أن معرض الكتاب السوري يأتي ليملأ فراغاً أحدثه غياب معرض دمشق الدولي للكتاب، وليوفر طيفاً واسعاً من الكتب بأسعار أقرب بكثير إلى قدرة القارئ السوري على شرائها.
وأضاف متناولاً مشاركة الهيئة: “تشارك الهيئة بنحو 1600 عنوان كتاب مؤلَّف ومترجَم في المجالات المختلفة من ثقافة وفكر وأدب، إضافة إلى المنشورات الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب والموجّهة إلى الطفل، إلى جانب السلاسل والدوريات، وتباع جميع كتب الهيئة بحسم مقداره (50%) من سعر الغلاف، باستثناء المجلات والدوريات. إلى جانب حفلات توقيع كتب لعدد من الكتّاب السوريين المهمّين التي ستقام في جناح الهيئة”.
بدوره مدير عام مكتبة الأسد الوطنية بدمشق إياد مرشد أوضح أن أكثر من خمسين دار نشر شاركت في معرض الكتاب السوري هذا العام بالأصالة إلى جانب خمس دور نشر سورية شاركت بالوكالة، لافتاً إلى تميز معرض هذا العام بتنوع موضوعات كتبه التي تراوحت بين الكتب الطبية والهندسية والعلمية والثقافية والفكرية والسياسية والاجتماعية وكتب الأطفال، متوقعاً أن يحقق المعرض نجاحاً كبيراً حتى في نسبة المبيعات أسوة بالعام الفائت.
وهنأ رئيس اتحاد الناشرين السوريين الكتّاب والناشرين والقرّاء السوريين هيثم الحافظ بافتتاح هذا المعرض الذي رأى أنه يشكّل ظاهرة جمالية وفكرية وفنية مهمة. وأضاف: “إن القراءة رافد مهم، والكتاب بوابة الثقافة، وعليه فإن هذا المعرض يؤسس لحضور فكري متميز، ويرفد ثقافة المجتمع السوري، ويقدم حلولاً للقراءة، ويعرض لها على أنها حل للأزمات والمشكلات”.
كما شدّد الكاتب والأديب حسن حميد على أهمية هذا المعرض لما له من دور في عرض الكتب السورية التي نشرت خلال السنوات الماضية، ولاقت كثيراً من العقبات والمصاعب، وكانت الدروب إليها ضليلة، وعاشت سنوات بعيداً عن يد القارئ، لذلك يأتي هذا المعرض ليحقق غاية الكتّاب في رؤية جهودهم وهي مسطورة بالحبر أمامهم. مشيراً إلى النشاطات والفعاليات الثقافية لأسماء أدبية مهمة، التي سترافق هذا المعرض وتسلط الضوء على كثير من الموضوعات التي تُعنى بالثقافة وصناعة الكتاب، منوهاً في ختام كلامه إلى الرسالة التي يوجهها هذا المعرض إلى البلدان العربية والعالم بأن الشعب السوري، على الرغم من كل الظروف القاسية التي عصفت به، يظل منبعاً للكتاب والفكر والثقافة.
صاحبة دار دلمون الجديدة السيدة عفراء هدبا رأت أن أهمية مثل هذه المعارض تكمن في أنها مكان يجمع كلاً من الكتاب والكاتب ودار النشر والقارئ، ما يفيد دور النشر وأصحابها في استشعار أمزجة القرّاء واهتماماتهم، والتعرّف على تجارب دور النشر الأخرى، بغية الاستفادة منها والإفادة.