التفكك الأسري يقودهم إلى الجنوح… 12 حدثاً يتعاطون الحشيش والمخدرات وسرقة المال العام
تشرين- طلال الكفيري:
باتت أبواب الجنوح والانجراف، وللأسف، مُشرّعةً على مصراعيها، أمام من رمت بهم أسرهم على مذبح التفكك الأسري، ورفاق السوء، ما أدى إلى وقوعهم في المحظور، فكانت النهاية الحتمية لهم، مراكز ملاحظة الأحداث.
والمتتبع للأحداث اليومية بات يدرك تماماً، أن الشوارع المُظلمة وزوايا مدننا وبلداتنا المشبوهة، أصبحت بيئة خصبة لمن هم بعيدون عن أعين أهاليهم، ليقعوا فريسة سهلة في أيدي أصحاب السوابق ومروجي الممنوعات، ولهذا أصبحت شوارعنا مملوءة بمئات الحكايا المتكررة يومياً، بدءاً من السلب والخطف بقوة السلاح وانتهاءً بالسرقات شبه اليومية، فمن المسؤول عن ذلك؟
أسباب متعددة
المرشدة الاجتماعية عهد العماطوري قالت لـ«تشرين»: لجنوح الأحداث وانحرافهم أسباب متعددة، فهؤلاء قدرهم ومصيرهم هذا لم يكتبوه هم، فمن خطَّ حروفه بالدرجة الأولى هم الأهل، نتيجة إهمالهم أبناءهم، وعدم إخضاعهم لمراقبتهم الدائمة، والسبب الآخر هو المجتمع المملوء بالوحوش البشرية، الذين استغلوا حاجتهم وأوقعوا بهم في مهاوي الرذيلة.
وتضيف: إن الأسباب الجوهرية لسقوط هؤلاء في مستنقع الانحراف تكمن أولاً في التفكك الأسري، فهو يدفع الأطفال إلى هاوية الضياع، ويجعل منهم أرضاً خصبة يرتع فيها الإجرام والتشرد والجنوح، والسبب الثاني هو سوء معاملة الأهل لأبنائهم وعدم إيلائهم الرعاية الكافية، والنقطة الأخرى التي تعد عاملاً أساسياً في التشرد توتر العلاقات الأسرية التي مردها إلى الفقر وتزايد أعباء الحياة، إضافة لذلك علينا ألّا ننسى رفاق السوء، الذين يختارهم الحدث من دون معرفة تامة بسلوكياتهم، ولعلّ السبب الأهم هو العامل الاقتصادي، ومؤثراته في الفقر والبطالة والتشغيل وتدني مستوى دخل الفرد، حيث الفقر يعدّ من المشكلات المعقدة التي تصيب الفرد أو المجتمع، فضلاً عن اختلاف المستوى المعيشي وعجز الفرد أو الأسرة عن توفير الموارد الكافية لتلبية الاحتياجات الأساسية للبيت، إضافة للزواج غير المتكافىء بين الزوجين، ما يؤدي إلى تفشي ظاهرة الجهل في الأسرة، وتالياً لجوء أحد الوالدين لاستخدام العنف مع أطفاله، ما يدفعهم للهروب من المنزل، علماً أن الطفل يكون في مثل هذه السن بحاجة الى الحنان والرعاية، ولا يجوز أن يتعرض لحالات العنف والقسوة، وعلينا ألّا ننسى التسرب من المدرسة.
خارج رعاية الأهل
بدوره مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء المهندس سامر بحصاص قال لـ«تشرين»: للأسف الأحداث الموقفون جميعهم خارج رعاية الأهل ما أوقعهم في المحظورات، التي ستنعكس على مستقبلهم، ولو تم إيلاؤهم أي نوع من أنواع الرعاية والإرشاد لما وصلوا لما هم فيه الآن.
مضيفاً: إن عددهم يبلغ ١٢ حدثاً، وذلك لارتكابهم جرائم متنوعة؛ /٥/ منهم تعاطي حشيش ومخدرات، وواحد اغتصاب، والبقية سرقة مال عام «كوابل هاتف وكهرباء» وبدراسة أسباب جنوحهم تبين مردها إلى رفاق السوء، والتفكك الأسري، وترك المدرسة، حيث تعمل المديرية على إصلاحهم وتأهيلهم.