الفنان أسعد فضة.. المعلمُ العتيقُ يفتتح العام الدراسي في معهد الفنون المسرحيّة

تشرين-سامر الشغري:
الفنان المعلم والمسرحي العتيق أسعد فضة، كان خير من يفتتح به المعهد العالي للفنون المسرحية عامه الدراسي الجديد، عندما استضافه في ملتقى الإبداع الذي يقيمه دورياً لطلابه على مسرح الراحل سعد الله ونوس.. فعلى مدى ساعتين قصّ فضة لطلاب المعهد شريط ذكرياته ومحطات رحلته مع الفن، بوصفه أحد آبائه المؤسسين كممثل مبدع ومخرج مسرحي صاحب بصمة، وإداري نظم أهم الفعاليات المسرحية والفنية التي شهدتها سورية طوال عقود.. فضة الذي ساهم بقوة في تأسيس معهد الفنون المسرحية سنة 1977، وأشرف على تخريج أولى دفعاته كما أخبر عميد المعهد الدكتور تامر العربيد الطلبة الحضور، بدأ حديثه بدعوة كل طالب أن يمتلك مشروعه الفني الخاص ضمن المشروع الثقافي الموجود في البلد، وأن يضع الشروط التي يراها ملائمة لمشروعه ثم يسعى لتحقيقه على أرض الواقع.. وكان فضة أحد ثلاثة طلاب أوفدوا إلى القاهرة للدراسة في معهدها المسرحي وتخرجوا فيه عام 1962 ، ليعود برفقة علي عقلة عرسان وخضر الشعار، إذ انصرف الأول لاتحاد الكتاب العرب والثاني إلى التلفزيون، بينما ظل فضة أميناً على رسالته المسرحية وانطلق لوضع ما سماه البنية التحتية للمسرح السوري، لكن عندما صدر قرار من وزير الثقافة حينذاك بتأسيس معهد متوسط مسرحي وتكليفه برئاسته رفضه لأن كان يريد مؤسسة أكاديمية.. وكان من اللافت أن يوصي فضة طلاب المعهد بعدم التنمر على زملائهم، مستذكراً ما واجهه عندما كان مديراً للمسرح القومي، وكيف كان أعضاؤه الفنانون من الجيل الأكاديمي الدارس ينتقدون أعضاء المسرح من أصحاب الموهبة والخبرة بأنهم لا يعرفون شيئاً من تقنيات المسرح ولم يدرسوا علومه.


وفي هذا الصدد حكى فضة كيف طلب من الراحل عبد اللطيف فتحي تقديم مشهد مسرحي من سطر واحد، خلال افتتاح الدورة الخامسة من مهرجان دمشق المسرحي سنة 1977، وظن فتحي أن فضة يسخر منه، فأخرج له كتاباً عن هذا النمط من العروض القائمة على عبارة أو عبارتين على الأكثر، وكانت النتيجة لوحة التعويذة الشهيرة التي يقول فيها «هرّوا هروّا برّوا برّوا» التي أبهرت حضور المهرجان من كبار المسرحيين العرب.. كما استعاد فضة بكثير من الحنين أيام مهرجان دمشق المسرحي الذي أداره بنجاح هائل، وكان حدثاً ضخماً وبمثابة قمة عربية، ينتظره عشاق أبي الفنون، حتى إن بعض الفنانين العرب طالبوا بإقامته في أقطارهم، وكان منطلقاً لتأسيس مؤسسات عربية كاتحادي المسرحيين والفنانين العرب، وكان لفضة اليد الفضلى في إحداثها.
وعندما يتحدث فضة عن زملائه الراحلين فإنه يرجع الى ذكريات كثيرة وجميلة كما قال؛ من الراحل فواز الساجر الذي كانت له اليد في اختياره لإيفاده إلى الاتحاد السوفييتي السابق لدراسة المسرح، وعندما عاد طلب منه أن يخرج له أول عرض مونودرامي عربي هو (يوميات مجنون).. أما الراحل ونوس فطلب منه فضة إدارة أول مهرجان عربي للمسرح التجريبي، و أخرج له ثلاثة من نصوصه مستذكراً نقاشاته معه لأنه كان مخلصاً للكلمة التي يكتبها، ولا يريد أن يتدخل هو كمخرج فيها.
وقبل أن يختم الناقد سعد القاسم الذي تولى إدارة الملتقى الحوار توجّه فضة للطلاب بالقول: خلال مسيرتي قمت بواجبي تجاه وطني وأبنائه من دون منة وبصبر وجلد، وكان هذا قدرنا كجيل أول وقع على كاهله نشر الفن في أصقاع سورية وتصديره للدول العربية والعالم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار